محتويات
جهاز جديد لاختراق المنام والتحكم بالأحلام!
يعود طموح معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) لفهم عملية الأحلام وقدرتنا على التحكم بها إلى إطلاق مختبر الأحلام في عام 2017. ومع استمرار التجارب والمحاولات، ظهرت أخيراً نتائج تجربة جديدة في أبريل/نيسان 2020.
في هذه التجربة التي أجراها مختبر الأحلام على جهاز اختراق المنامات الجديد “دورميو” (Dormio)، خضع خمسون شخصاً للمنبهات المسموعة في المرحلة التي تفصل بين الوعي واللاوعي. كانت الكلمة التي سمعوها هي “نَمِر”، ثم أبلغوا أنهم حلموا بالنمر فعلاً! كما رصد فريق البحث مجموعة من الآثار الإيجابية على الأداء في اليقظة بعد تجربة الجهاز خلال النوم، مثل تحفيز الإبداع والأداء الذهني والقدرات.
والهدف من الجهاز ليس التحكم بالأحلام وتصميمها للترفيه، وإنما تقديم فهم أعمق لما يجري أثناء النوم ورؤية الحلم. وقد استند الباحثون إلى تجربة الحلم الواضح أو الحلم الصافي، حيث يستطيع النائم الشعور بنفسه وهو يحلم. هذه الحالة من اختلاط الوعي باللاوعي تحدث في مرحلة معينة من النوم، مما يساعد في فهم كيفية عمل جهاز اختراق الأحلام الجديد.
كيف يعمل جهاز التحكم بالأحلام الجديد؟
جهاز التحكم بالأحلام “دورميو” عبارة عن قفاز موصول بمستشعرات يرتديه الشخص خلال النوم. هذا القفاز يرصد إشارات الجسم الحيوية التي ترشد الجهاز إلى تدرج الجسم والعقل في مراحل النوم المختلفة. وعندما يصل النائم إلى مرحلة النوم المغناطيسي، يطلق الجهاز الإشارة الصوتية المكوّنة من كلمة واحدة عادةً.
يعتمد جهاز إدارة الأحلام على إطلاق تنبيهات حسية في مرحلة معينة من النوم تعرف باسم “مرحلة النوم المغناطيسي” (Hypnagogic state)، حيث يبدأ الوعي بالغياب لصالح اللاوعي. في هذه المرحلة بالذات، يعمل الجهاز على إطلاق إشارات صوتية من شأنها أن تخترق الحلم، كما حدث مع الأشخاص الذين حلموا بالنمر لأنهم سمعوا التنبيه الصوتي خلال هذه المرحلة من النوم.
التقنية التحكم بالأحلام من خلال الروائح
في تقنية مشابهة من حيث الآلية لكنها تختلف من حيث نوع التنبيهات الحسية، يعمل فريق آخر من مختبر الأحلام في MIT على تطوير جهاز للتحكم بالأحلام من خلال الروائح. حيث يعمل الجهاز على إطلاق روائح معينة خلال مرحلة النوم N3 ما قد يساهم في التعامل مع الذكريات المؤلمة وتأثيرها على عملية الحلم. ويتم اختيار الروائح بناءً على ارتباطها بذكريات معينة في عقل النائم.
تقول جوديث أموريس، القائمة على التجربة: “يمكنك أن تشفى دون أن تكون واعياً تماماً!”
تقنيات التحكم بالأحلام “كيف أحلم بما أريد؟”
يميل بعض الباحثين إلى التقليل من شأن مثل هذه الاختراعات التي تهدف إلى التحكم بالأحلام، فيما يدافع أصحاب هذه التجارب عن أنفسهم بالقول أن هدفهم ليس التحكم بالأحلام أو تحويل الأمر إلى لعبة، وإنما هدفهم هو التأكد من ماهية عملية الحلم وكيفية الاستفادة من ذلك لتحسين حياة الإنسان.
بين هذا المذهب وذاك، هناك تقنيات للتحكم بالأحلام وإدارة المنامات تتعلق أكثر بسلوك الفرد اليومي وروتين نومه. وقد ناقشنا هذه القضية سابقاً في مقالنا عن التحكم بالأحلام، ويمكنكم مراجعته من خلال هذا الرابط.
وعلى وجه العموم، تذهب التقنيات النفسية للتحكم بالأحلام إلى التحكم بالنوعية وليس بالتفاصيل. بمعنى أن الإنسان ربما يستطيع من خلال بعض التعديلات في روتين النوم والطعام والتفكير أن يتدخل في نوعية الحلم، ويستبدل الكوابيس بأحلام جيدة، أو حتى أن يخفف أو يضاعف قدرته على تذكر الحلم. لكنه لن يكون قادراً بشكل مطلق على استدعاء أحلام بعينها بشكل ذاتي في الظروف القياسية.