محتويات
التهاب الثدي: الأعراض، الأسباب، والعلاجات
التهاب الثدي، أو ما يعرف بـ “التهاب الضرع”، هو حالة شائعة قد تواجهها النساء المرضعات خلال فترة الرضاعة الطبيعية. هذا الالتهاب يحدث في الأنسجة الداخلية للثدي، وغالبًا ما يترافق مع آلام وتورم واحمرار في الثدي المصاب. على الرغم من أن التورم الخفيف في الثدي قد يكون طبيعيًا نتيجة لامتلائه بالحليب، فإن التهاب الثدي يشكل حالة مرضية تتطلب اهتمامًا خاصًا.
ما هو التهاب الثدي؟
التهاب الثدي هو التهاب يصيب الأنسجة الموجودة في الثدي، وغالبًا ما يحدث أثناء فترة الرضاعة الطبيعية. يمكن أن يؤثر على إحدى الثديين أو كلاهما، وعادةً ما يظهر في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، ولكن قد يحدث في أي وقت خلال فترة الرضاعة.
يحدث الالتهاب عادة بسبب دخول البكتيريا إلى أنسجة الثدي، مما يؤدي إلى انسداد قنوات الحليب، وبالتالي يتسبب في تراكم الحليب وتورم الثدي. في بعض الحالات، قد تصاب المرأة بالتهاب الثدي دون وجود عدوى بكتيرية، حيث يكون السبب الرئيسي هو انسداد القنوات اللبنية.
أعراض التهاب الثدي
الأعراض المتعلقة بالتهاب الثدي يمكن أن تتفاوت من امرأة لأخرى، ولكنها غالبًا ما تشمل العلامات التالية:
- ألم شديد في الثدي: قد تشعر المرأة بألم حاد أو حرقان في الثدي المصاب، خاصة أثناء الرضاعة.
- تورم واحمرار في الثدي: قد يصبح الثدي المصاب متورمًا وقد يظهر عليه احمرار أو بقع حمراء.
- زيادة الحساسية عند لمس الثدي: الثدي قد يصبح حساسًا للغاية عند لمسه، وتشعر المرأة بسخونة في المنطقة المصابة.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم: قد تصاب المرأة بالحمى، وتصل درجة حرارتها إلى 38 درجة مئوية أو أكثر.
- أعراض مشابهة للإنفلونزا: قد تصاب المرأة بأعراض تشبه الإنفلونزا، مثل القشعريرة، والإرهاق، والتعب العام.
- حرقة أثناء الرضاعة: تشعر المرأة بألم شديد أو حرقة أثناء عملية الرضاعة الطبيعية من الثدي المصاب.
أسباب التهاب الثدي
هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى التهاب الثدي، ومن أهم هذه الأسباب:
1. انسداد قنوات الحليب
يعد انسداد قنوات الحليب واحدًا من الأسباب الرئيسية لحدوث التهاب الثدي. عند انسداد هذه القنوات، يتراكم الحليب في الثدي، مما يؤدي إلى تورم والتهاب الأنسجة المحيطة.
2. العدوى البكتيرية
البكتيريا الموجودة على سطح الجلد أو في فم الطفل يمكن أن تدخل إلى الثدي من خلال الشقوق أو الجروح في الحلمة. عندما تصل هذه البكتيريا إلى أنسجة الثدي، فإنها تتسبب في حدوث عدوى تؤدي إلى الالتهاب.
3. تشقق الحلمات
الحلمات المشقوقة أو المتقرحة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الثدي، حيث تسمح للبكتيريا بالدخول إلى الأنسجة الداخلية للثدي.
4. فترات طويلة بين جلسات الرضاعة
عندما تطول الفترة بين جلسات الرضاعة الطبيعية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم الحليب في الثدي، مما يزيد من احتمال انسداد القنوات اللبنية وحدوث الالتهاب.
5. حمالات الصدر الضيقة
ارتداء حمالات صدر ضيقة يمكن أن يؤدي إلى ضغط على الثدي، مما يساهم في انسداد قنوات الحليب وحدوث الالتهاب.
عوامل خطر التهاب الثدي
بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الثدي، ومن بين هذه العوامل:
- فترات طويلة بين جلسات الرضاعة: تأخير إفراغ الثدي من الحليب يمكن أن يزيد من خطر انسداد القنوات وحدوث الالتهاب.
- عدم معرفة الوضعية الصحيحة للرضاعة: إذا لم يتمكن الطفل من تثبيت فمه بشكل صحيح أثناء الرضاعة، فقد لا يتم تفريغ الحليب بشكل كامل من الثدي، مما يؤدي إلى انسداد القنوات اللبنية.
- تشقق الحلمات: الحلمات المتشققة أو المتقرحة تزيد من خطر دخول البكتيريا إلى الأنسجة الداخلية للثدي.
- التاريخ السابق للإصابة بالتهاب الثدي: النساء اللواتي أصبن بالتهاب الثدي من قبل قد يكون لديهن خطر أكبر للإصابة مرة أخرى.
علاج التهاب الثدي بالأدوية
التهاب الثدي يمكن علاجه بسهولة باستخدام مجموعة من الأدوية، والتي تتضمن:
1. المسكنات
تستخدم المسكنات مثل الأسيتامينوفين (Tylenol) أو الإيبوبروفين (Advil) لتخفيف الألم والالتهاب.
2. المضادات الحيوية
في حالة وجود عدوى بكتيرية، قد يصف الطبيب مضادات حيوية مثل سيفالكسين أو ديكلوكساسيلين لعلاج الالتهاب. من الضروري أن تأخذ المرأة الجرعة الكاملة من المضاد الحيوي حتى وإن شعرت بتحسن قبل انتهاء العلاج.
علاج التهاب الثدي في المنزل
بالإضافة إلى العلاج الدوائي، هناك بعض الطرق الطبيعية التي يمكن استخدامها لتخفيف أعراض التهاب الثدي:
1. الاستمرار في الرضاعة الطبيعية
من الضروري أن تستمر الأم في الرضاعة من الثدي المصاب، حيث يساعد ذلك في تفريغ الثدي من الحليب المتراكم. إذا كان الألم لا يمكن تحمله، يمكن استخدام مضخة الثدي لتفريغ الحليب.
2. الكمادات الدافئة والباردة
استخدام الكمادات الدافئة قبل الرضاعة يمكن أن يساعد في فتح قنوات الحليب، بينما تساعد الكمادات الباردة بعد الرضاعة في تقليل التورم وتخفيف الألم.
3. ترطيب الثدي
استخدام مرطبات طبيعية مثل زيت الزيتون أو زيت جوز الهند يمكن أن يساعد في تهدئة الجلد المتشقق حول الحلمة.
4. تدليك الثدي
تدليك الثدي بلطف أثناء الرضاعة يمكن أن يساعد في تحسين تدفق الحليب ومنع انسداد القنوات.
5. ارتداء حمالات صدر مريحة
يفضل ارتداء حمالات صدر قطنية وفضفاضة لتجنب الضغط على الثديين وتجنب تفاقم الانسداد.
أطعمة تساعد في علاج التهاب الثدي
تناول بعض الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية يمكن أن يساعد في تعزيز جهاز المناعة والتعافي من التهاب الثدي. من بين هذه الأطعمة:
1. الأطعمة الغنية بفيتامين C
يساعد فيتامين C في تعزيز جهاز المناعة ويساهم في تجديد الأنسجة التالفة. يمكنك تناول الفواكه الحمضية مثل البرتقال والجريب فروت.
2. المضادات الحيوية الطبيعية
الأطعمة التي تحتوي على مضادات حيوية طبيعية مثل الثوم، الزنجبيل، الكركم، وخل التفاح يمكن أن تساعد في محاربة العدوى البكتيرية.
3. أوراق الملفوف
يمكن وضع أوراق الملفوف المبردة على الثدي المصاب لتخفيف الألم والتورم. الملفوف يحتوي على مركبات تساعد في تقليل التورم.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا استمرت الأعراض لأكثر من 48 ساعة دون تحسن، أو إذا ظهرت علامات على تفاقم العدوى مثل خراج في الثدي أو ارتفاع شديد في درجة الحرارة، فيجب على الأم مراجعة الطبيب. التشخيص المبكر والعلاج الفعال ضروري لتجنب المضاعفات المحتملة مثل تكون الخراج الذي قد يتطلب تدخلًا جراحيًا.