محتويات
تعريف مرض الصرع
الصَّرَع هو اضطراب عصبي يصيب الجهاز العصبي المركزي، حيث يكون النشاط الكهربائي في الدماغ غير طبيعي، مما يؤدي إلى نوبات أو هجمات تشمل تغيرات سلوكية، وحسية، وأحيانًا فقدان الوعي. الصرع يصيب الأفراد بغض النظر عن العمر، أو الجنس، أو العرق. ويُعد هذا المرض من الحالات المزمنة التي تستمر مدى الحياة لدى البعض، بينما قد يُشفى منه آخرون. تُعد أسباب الصرع عند الأطفال جزءًا مهمًا من دراسة هذا المرض، خاصةً لأنه يمكن أن يظهر في سن مبكرة.
أعراض مرض الصرع للأطفال
تختلف أعراض الصرع تبعًا لنوع النوبة. ويمكن تقسيم النوبات إلى نوعين رئيسيين: النوبات البؤرية (الجزئية) والنوبات العامة. عندما تكون النوبة ناشئة عن نشاط غير مألوف في جهة واحدة فقط من الدماغ، تُسمى هذه نوبات الصرع البؤرية، وتنقسم إلى:
1. نوبات الصرع البؤرية دون فقدان الوعي:
في هذه الحالة، لا يحدث فقدان للوعي، وتسمى أيضًا “نوبات الصرع الجزئية البسيطة”. يشعر المريض بتغيرات في الحواس، مثل الرؤية، أو الشم، أو التذوق، أو اللمس. قد تحدث حركات غير إرادية في أجزاء معينة من الجسم، مثل الأطراف.
2. نوبات الصرع البؤرية مع ضعف الوعي:
في هذه الحالة، يُفقد الوعي أو الإدراك أثناء النوبة. يُظهر المريض سلوكيات غير طبيعية مثل التحديق في الفضاء، وقد يقوم بحركات متكررة مثل فرك اليدين أو المشي الدائري.
أسباب الصرع عند الأطفال
تشير الدراسات إلى أن حوالي نصف حالات الصرع لا يُعرف لها سبب محدد. أما النصف الآخر فقد يكون ناتجًا عن عوامل متعددة، منها:
1. العوامل الوراثية:
يلعب العامل الوراثي دورًا في بعض أنواع الصرع، حيث يكون هناك استعداد جيني للإصابة بالنوبات. وقد تُربط بعض أنواع الصرع بمورثات معينة، مما يجعل الشخص أكثر حساسية للعوامل البيئية التي يمكن أن تحفز النوبات.
2. رضخ الرأس:
إصابات الرأس الناجمة عن حوادث مثل حوادث السيارات أو السقوط يمكن أن تؤدي إلى الصرع نتيجة تلف في خلايا الدماغ.
3. أمراض المخ:
بعض الأمراض التي تصيب الدماغ، مثل السكتات الدماغية أو الأورام الدماغية، قد تؤدي إلى تلف خلايا الدماغ وتسبب الصرع.
4. الأمراض المعدية:
التهاب السحايا، الإيدز، والتهاب الدماغ الفيروسي كلها قد تزيد من خطر الإصابة بالصرع.
5. الإصابات قبل الولادة:
الدماغ غير المكتمل للأطفال في مرحلة ما قبل الولادة يمكن أن يتعرض للتلف بسبب العدوى، أو نقص الأكسجين، أو سوء التغذية، مما يزيد من خطر الإصابة بالصرع.
6. اضطرابات النمو:
بعض اضطرابات النمو مثل التوحد والورم العصبي الليفي قد ترتبط بالصرع.
مسببات الخطورة
هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالصرع، منها:
1. العمر:
يعتبر الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة للإصابة بالصرع، إلا أن المرض يمكن أن يصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية.
2. التاريخ العائلي:
وجود أفراد من العائلة مصابين بالصرع قد يزيد من خطر إصابة الشخص بالمرض نتيجة للعوامل الوراثية.
3. إصابات الرأس:
الإصابات الشديدة في الرأس يمكن أن تكون عاملًا مؤثرًا في الإصابة بالصرع.
4. أمراض الأوعية الدموية:
السكتات الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الأخرى التي تؤدي إلى تلف في الدماغ قد تكون عوامل محفزة للصرع.
5. الزهايمر والخرف:
كبار السن الذين يعانون من الخرف أو الزهايمر لديهم خطر متزايد للإصابة بالصرع.
6. التهابات الدماغ:
الالتهابات التي تصيب الدماغ، مثل التهاب السحايا، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالصرع.
مضاعفات مرض الصرع
نوبات الصرع قد تحدث في أي وقت، وهذا قد يؤدي إلى بعض المضاعفات الخطيرة:
1. الإصابة أثناء النوبة:
الوقوع أو الاصطدام أثناء النوبة قد يسبب إصابات جسدية مثل الكسور أو إصابات الرأس.
2. الغرق:
الأشخاص الذين يعانون من الصرع قد يكونون أكثر عرضة للغرق أثناء السباحة أو حتى الاستحمام، في حالة حدوث نوبة أثناء تواجدهم في الماء.
3. حوادث المرور:
النوبات التي تتسبب في فقدان الوعي تشكل خطرًا كبيرًا على مرضى الصرع أثناء القيادة أو استخدام الآلات الثقيلة.
4. المشاكل النفسية:
الصرع قد يؤدي إلى مشكلات عاطفية ونفسية مثل الاكتئاب والقلق، وحتى التفكير في الانتحار، وذلك بسبب الصعوبة في التعامل مع المرض وآثاره الاجتماعية والنفسية.
الوقاية والتقليل من المخاطر
على الرغم من أن الوقاية من الصرع قد لا تكون ممكنة دائمًا، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة أو من تفاقم المرض:
1. الحفاظ على صحة الدماغ:
ارتداء خوذة واقية أثناء ركوب الدراجات أو ممارسة الرياضات التي قد تعرض الشخص لإصابات الرأس، وارتداء حزام الأمان في السيارات، يساعد في تقليل خطر الإصابة برضح الرأس.
2. الوقاية من أمراض الأوعية الدموية:
الحرص على تناول طعام صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، والتوقف عن التدخين وشرب الكحول يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، والتي تعد سببًا رئيسيًا للصرع في البالغين.
3. إدارة الأمراض المعدية:
الحصول على تطعيمات ضد الأمراض المعدية مثل التهاب السحايا، والإيدز، والتهابات الدماغ يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بالصرع.
4. الحفاظ على صحة الأم أثناء الحمل:
الأمهات الحوامل يجب أن يحرصن على تلقي الرعاية الصحية المناسبة لمنع إصابة الطفل بتلف دماغي يمكن أن يؤدي إلى الصرع.