سلس البول، أو ما يُعرف بعدم التحكم في البول، هو مشكلة شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص، سواء كانوا رجالًا أو نساءً أو حتى أطفالًا، وقد تكون لهذه المشكلة أسباب متعددة ومتنوعة ترتبط بأمراض عضوية، اضطرابات عصبية، أو حتى عوامل حياتية ونفسية. لفهم أسباب هذا الاضطراب بشكل مفصل، يجب التطرق لكل فئة من الفئات العمرية والجنسية بشكل منفصل، مع التركيز على الجوانب المرتبطة بالتغيرات الجسدية، الأمراض، العمليات الجراحية، والعوامل البيئية والنفسية التي قد تؤدي إلى هذه الحالة.
محتويات
أسباب عدم التحكم في البول عند الرجال
- مشاكل البروستاتا: من أكثر الأسباب شيوعًا لعدم التحكم في البول عند الرجال هو التضخم الحميد للبروستاتا، وهي حالة طبيعية تحدث مع التقدم في العمر وتؤثر على قدرة الرجل على التحكم في عملية التبول. مع تضخم البروستاتا، يحدث ضغط على مجرى البول مما يؤدي إلى ضعف تدفق البول، وفي بعض الأحيان إلى التبول المتكرر أو صعوبة البدء في التبول. بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال أن يتطور التضخم الحميد إلى سرطان البروستاتا، مما يزيد من تعقيد الأعراض. وعند علاج سرطان البروستاتا بالأشعة أو الجراحة، قد يحدث تلف في الأعصاب التي تتحكم في المثانة، مما يؤدي إلى صعوبة التحكم في التبول.
- التقدم في العمر: مع مرور الزمن، يحدث تدهور طبيعي في قوة العضلات التي تتحكم في المثانة، مما يؤدي إلى تقليل قدرتها على الاحتفاظ بالبول لفترات طويلة. التغيرات المتعلقة بالعمر تؤثر أيضًا على الأعصاب المرتبطة بالمثانة، مما يقلل من كفاءة إرسال الإشارات العصبية التي تنظم عملية التبول. وهذا يجعل كبار السن أكثر عرضة لفقدان القدرة على التحكم في البول، سواء كان ذلك أثناء النهار أو الليل.
- اضطرابات الجهاز العصبي: الجهاز العصبي يلعب دورًا أساسيًا في التحكم في عملية التبول من خلال إرسال واستقبال الإشارات العصبية التي تخبر المثانة متى يجب أن تمتلئ ومتى يجب أن تُفرغ. عند حدوث أي خلل في هذا النظام العصبي نتيجة أمراض معينة، يصبح التحكم في التبول أمرًا صعبًا. من بين الأمراض التي تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى سلس البول مرض السكري، الذي يمكن أن يضر بالأعصاب التي تغذي المثانة، وكذلك السكتة الدماغية، حيث يمكن أن تتضرر المناطق المسؤولة عن التحكم في المثانة في الدماغ. التصلب المتعدد هو مرض آخر يصيب الجهاز العصبي ويؤدي إلى تلف في الأعصاب التي تؤثر على المثانة. وأخيرًا، مرض باركنسون، الذي يعتبر من الأمراض العصبية التنكسية، يصيب الرجال أكثر من النساء ويؤدي إلى تدهور في القدرة على التحكم بالعضلات بما في ذلك عضلات المثانة.
- الجراحة: العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها في بعض الأماكن مثل أسفل الظهر، الأمعاء الغليظة، أو المثانة قد تتسبب في تلف الأعصاب المحيطة بالمسالك البولية. قد يحدث ذلك نتيجة لإصابة غير مقصودة أو كأثر جانبي للعلاج. هذه الأعصاب هي المسؤولة عن تنظيم عملية التبول، وعند تلفها، يصبح التحكم في المثانة أمرًا صعبًا. بعض الجراحات مثل جراحة استئصال البروستاتا يمكن أن تؤدي إلى سلس البول كأثر جانبي محتمل.
- التهاب المسالك البولية: يعد التهاب المسالك البولية من الأسباب الشائعة الأخرى لعدم التحكم في البول، حيث يؤدي الالتهاب إلى تهيج المثانة نتيجة الإصابة بالبكتيريا. هذا التهيج يجعل المثانة حساسة وغير قادرة على تحمل البول لفترات طويلة، مما يؤدي إلى الشعور المتكرر بالحاجة إلى التبول والتسرب غير الإرادي للبول.
أنواع سلس البول عند النساء
- سلس البول التوتري: هذا النوع من سلس البول يحدث نتيجة الضغط المتزايد على المثانة أثناء ممارسة بعض الأنشطة البدنية مثل الحمل أو الولادة أو حتى ممارسة التمارين الرياضية. يعتبر سلس البول التوتري مشكلة شائعة بين النساء، وخاصة بعد الولادة، حيث تضعف عضلات الحوض التي تدعم المثانة نتيجة التغيرات الجسدية المرتبطة بالحمل. وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي الضحك، العطس، أو السعال إلى تسرب البول بسبب ضعف عضلات الحوض.
- سلس البول الإلحاحي: يحدث سلس البول الإلحاحي عندما تنقبض المثانة بشكل مفاجئ نتيجة إشارات غير طبيعية من الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى شعور عاجل بالحاجة إلى التبول وتسرب البول قبل الوصول إلى الحمام. قد يحدث هذا النوع من السلس نتيجة اضطرابات في الأعصاب أو بعد إصابة في الحبل الشوكي. بعض المحفزات الحسية مثل لمس الماء أو سماع صوت الماء الجاري، أو حتى البقاء في مكان بارد لفترة طويلة قد تساهم في زيادة الإلحاح على التبول.
- سلس البول المختلط: هذا النوع من سلس البول يجمع بين السلس التوتري والإلحاحي. تعاني النساء المصابات بهذا النوع من تسرب البول نتيجة للضغط البدني وأيضًا بسبب انقباض المثانة المفاجئ. يصعب التحكم في هذا النوع لأنه يجمع بين أعراض كلا النوعين.
- سلس البول الفيضي: يعد سلس البول الفيضي نادر الحدوث عند النساء، ويحدث عندما تكون المثانة غير قادرة على التفريغ الكامل للبول، مما يؤدي إلى تسرب البول بشكل مستمر. الأسباب المحتملة لهذا النوع تشمل وجود انسدادات في مجرى البول مثل الحصى أو الأورام، أو ضعف عضلات المثانة نتيجة أمراض مثل السكري التي تؤثر على الأعصاب.
- سلس البول الوظيفي: يحدث هذا النوع نتيجة لأمراض تؤثر على العقل أو الجسد، مما يجعل الشخص غير قادر على الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب. الأمراض العقلية مثل الزهايمر، أو الأمراض الجسدية مثل التهاب المفاصل، قد تجعل من الصعب على الشخص التحكم في عملية التبول بشكل صحيح.
أسباب عدم التحكم في البول عند النساء
- المشروبات والأطعمة: تناول بعض الأطعمة والمشروبات مثل الكحول، الكافيين، المشروبات الغازية، الشوكولاتة، والأطعمة الحارة أو الغنية بالتوابل قد يزيد من إنتاج البول ويجعل المثانة أكثر حساسية، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث سلس البول.
- بعض الأمراض والأدوية: هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تؤثر على التحكم في البول عند النساء. من بينها ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، والتهاب المسالك البولية. بعض الأدوية مثل المهدئات ومرخيات العضلات قد تزيد من خطر الإصابة بسلس البول أيضًا.
- التهاب المسالك البولية: مثل الرجال، يمكن أن يؤدي التهاب المسالك البولية عند النساء إلى تهيج المثانة ويجعلها غير قادرة على تحمل البول لفترات طويلة.
- الإمساك: الإمساك المزمن يمكن أن يؤثر على الأعصاب التي تتحكم في المثانة، مما يؤدي إلى صعوبة في التحكم في البول والبراز معًا، وبالتالي يزيد من فرص حدوث سلس البول.
أسباب سلس البول الدائم عند النساء
- الحمل والولادة: الحمل يتسبب في تغيرات كبيرة في جسم المرأة، بما في ذلك زيادة الوزن التي تضع ضغطًا على المثانة.