أسباب أخذ عينة من النخاع الشوكي

تعد خزعة النخاع الشوكي (أخذ عينة من النخاع الشوكي) إجراءً طبيًا مهمًا يُستخدم في تشخيص العديد من الحالات الطبية وتقييم وظيفة الجهاز العصبي المركزي. تحتوي هذه العينة على سائل النخاع الشوكي الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي، ويساعد في حماية الجهاز العصبي من الإصابات وتوفير العناصر الغذائية الضرورية له. ويتم اللجوء لهذا الإجراء للعديد من الأسباب، والتي تشمل الكشف عن الأمراض المعدية والالتهابية وغيرها من الحالات التي تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي.

أسباب أخذ عينة من النخاع الشوكي

1. تشخيص الالتهابات:
   • من أهم أسباب أخذ عينة من النخاع الشوكي هو استبعاد أو تأكيد وجود التهابات في الجسم، خاصة تلك التي تصيب الجهاز العصبي المركزي. من أمثلة هذه الالتهابات:
     • التهاب السحايا: هو التهاب الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي.
     • التهاب الدماغ: يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الصرع.
     • التهاب الحبل الشوكي: الذي قد يؤدي إلى تلف دائم في الأعصاب إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
2. تشخيص الاضطرابات العصبية:
   • يساعد أخذ عينة من النخاع الشوكي في تشخيص مجموعة متنوعة من الاضطرابات العصبية التي تسبب مشاكل مستمرة في الجهاز العصبي المركزي، مثل:
     • التصلب المتعدد: وهو مرض يؤثر على الأغشية التي تحيط بالألياف العصبية.
     • الصداع المزمن: الذي يصعب تحديد أسبابه أحيانًا وقد يتطلب إجراء خزعة للنخاع الشوكي لاستبعاد بعض الأسباب العصبية.
3. تحديد عدد خلايا الدم البيضاء وأنواعها:
   • عند إجراء خزعة من النخاع الشوكي، يمكن تحليل السائل لتحديد عدد خلايا الدم البيضاء ونوعها، ما يساعد في الكشف عن وجود أي التهابات أو أمراض خبيثة.
4. تحليل مستويات الجلوكوز والبروتينات:
   • يعد فحص مستوى الجلوكوز والبروتينات في سائل النخاع الشوكي ضروريًا في بعض الحالات للكشف عن اضطرابات معينة. يشير ارتفاع مستويات البروتينات إلى وجود التهابات أو اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي.
5. الكشف عن البكتيريا أو الفطريات:
   • إذا كان هناك اشتباه في وجود عدوى بكتيرية أو فطرية، فإن خزعة النخاع الشوكي تعد وسيلة مهمة لتحديد نوع العدوى وتحديد العلاج المناسب.
6. قياس ضغط الدماغ والحبل الشوكي:
   • يستخدم هذا الإجراء أيضًا لقياس ضغط سائل النخاع الشوكي. زيادة الضغط يمكن أن تشير إلى حالات مثل استسقاء الدماغ أو ارتفاع الضغط داخل الجمجمة.
7. تشخيص الأورام:
   • في حالات وجود أورام في الدماغ أو الحبل الشوكي، قد يتم أخذ عينة من سائل النخاع الشوكي لتحديد نوع الورم ومعرفة ما إذا كان الورم حميدًا أم خبيثًا. يساعد هذا الفحص في تحديد طبيعة العلاج الأنسب.
8. استخدام الصبغات لتصوير الأشعة:
   • قد يتم استخدام عينة النخاع الشوكي لحقن صبغة معينة للمساعدة في التصوير بالأشعة السينية، ما يساعد في رؤية أفضل لأجزاء معينة من الدماغ أو العمود الفقري.
9. حقن الأدوية:
   • يستخدم سحب عينة من النخاع الشوكي أيضًا في بعض الأحيان لحقن أدوية معينة في الجهاز العصبي المركزي، مثل دواء باكلوفين لعلاج التشنجات.

أضرار أخذ عينة من النخاع الشوكي

رغم فوائد هذا الإجراء في التشخيص، إلا أنه قد يصاحبه بعض الأعراض الجانبية التي يجب أخذها بعين الاعتبار:

1. الصداع:
   • يعاني حوالي 25% من الأشخاص الذين يخضعون لهذا الإجراء من الصداع بعد العملية، والذي يحدث بسبب تسرب السائل النخاعي إلى الأنسجة المحيطة. يمكن أن يبدأ الصداع بعد ساعات قليلة من العملية وقد يستمر من يوم إلى عدة أيام، وأحيانًا يصاحب الصداع الغثيان أو الدوار.
2. آلام في أسفل الظهر:
   • بعد سحب العينة، قد يشعر المريض بألم أو عدم راحة في منطقة أسفل الظهر. في بعض الحالات، يمتد الألم إلى الساقين أو حتى إلى أجزاء أخرى من الجسم.
3. النزيف:
   • قد يحدث نزيف بسيط في منطقة أخذ العينة. في حالات نادرة، قد يحدث نزيف داخل العمود الفقري في منطقة الحيز فوق الجافية.
4. انفتاق جذع الدماغ:
   • في حالات نادرة، قد يؤدي ازدياد الضغط داخل الجمجمة نتيجة لوجود ورم أو مشكلة أخرى إلى انفتاق جذع الدماغ عند سحب عينة من النخاع الشوكي. لتجنب هذا الخطر، يتم عادة إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد من عدم وجود مشاكل تؤدي إلى زيادة الضغط.

نصائح بعد أخذ العينة من النخاع الشوكي

بعد إجراء عملية سحب العينة، يُنصح باتباع بعض النصائح لضمان التعافي السريع وتقليل المخاطر:

1. الراحة:
   • بعد العملية، من المهم أن يرتاح المريض ويبتعد عن الأنشطة المجهدة. يُفضل البقاء في وضعية الاستلقاء لعدة ساعات لتقليل احتمالية حدوث الصداع.
2. تناول السوائل:
   • يُنصح بشرب كميات كبيرة من السوائل (حوالي 2.5 لتر يوميًا) لتعويض السائل المفقود من الجسم وتقليل احتمالية حدوث الصداع.
3. مراجعة الطبيب:
   • في حال ظهور أعراض غير طبيعية مثل الحمى أو استمرار الصداع لفترة طويلة، يجب على المريض مراجعة الطبيب فورًا.
4. الابتعاد عن الأنشطة الشاقة:
   • يجب تجنب ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية المكثفة لمدة يوم أو يومين بعد أخذ العينة لضمان التعافي التام.

دواعي إجراء خزعة النخاع الشوكي

هناك عدة دواعي رئيسية تجعل الطبيب يوصي بإجراء خزعة النخاع الشوكي، منها:

1. تشخيص الالتهابات:
   • للكشف عن التهابات في الدماغ أو الحبل الشوكي مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
2. تشخيص الأورام:
   • لمعرفة ما إذا كانت هناك خلايا سرطانية في النخاع الشوكي أو الدماغ.
3. تشخيص أمراض المناعة الذاتية:
   • مثل التصلب المتعدد الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي.
4. تخفيف الضغط:
   • في بعض الحالات، يتم إجراء الخزعة لتقليل الضغط الناجم عن استسقاء الدماغ أو ارتفاع ضغط الدم في الجمجمة.

الوقاية والإجراءات الاحترازية

لتجنب أي مضاعفات أو أضرار بعد إجراء خزعة النخاع الشوكي، يجب الالتزام بالتعليمات الطبية وتجنب الأنشطة الشاقة والاتصال بالطبيب في حالة ظهور أي أعراض غير طبيعية مثل النزيف أو الصداع الشديد أو الحمى.