مرض السكري هو حالة مزمنة تؤثر على كيفية استخدام الجسم للجلوكوز، وهو السكر الذي يعد من أهم مصادر الطاقة. يحصل الجسم على الجلوكوز من الطعام الذي نأكله، حيث يتم تحويل الكربوهيدرات إلى سكر في الدم. يلعب البنكرياس دورًا رئيسيًا في تنظيم مستويات السكر في الدم من خلال إنتاج هرمون الأنسولين، الذي يساعد الخلايا في امتصاص الجلوكوز واستخدامه لتوليد الطاقة. لكن في حالات مرض السكري، يحدث خلل في هذه العملية بسبب إما عدم كفاية إنتاج الأنسولين أو عدم قدرة الجسم على استخدامه بفعالية، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم.
محتويات
أسباب مرض السكري
يتنوع مرض السكري من حيث الأسباب والعوامل التي تسهم في ظهوره. يُعد العوامل الوراثية أحد الأسباب المهمة لحدوث المرض، حيث يمكن أن يكون الشخص معرضًا لخطر الإصابة إذا كان لديه تاريخ عائلي قوي مع مرض السكري. بالإضافة إلى ذلك، السمنة أو الوزن الزائد يمكن أن يكون له تأثير كبير على تطور المرض، لأن الدهون الزائدة تؤثر على قدرة الخلايا على الاستجابة للأنسولين بشكل صحيح.
يحدث مرض السكري نتيجة اضطراب في وظيفة البنكرياس. في الأحوال الطبيعية، يقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين بشكل مناسب لتحويل السكر من الطعام إلى طاقة يمكن للجسم استخدامها. ولكن عندما يُصاب الجسم بمرض السكري، تتعطل هذه الوظيفة، مما يؤدي إلى خلل في مستويات السكر في الدم. هذا الخلل في مستويات السكر يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان، حيث يؤثر على وظائف متعددة في الجسم، بما في ذلك الأوعية الدموية والأعصاب والكلى والعينين.
أنواع مرض السكري
مرض السكري ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:
- السكري من النوع الأول: يحدث هذا النوع نتيجة استجابة مناعية ذاتية تجعل الجسم يهاجم خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين. هذا النوع يصيب حوالي 5% فقط من مرضى السكري. يتميز بأنه يحدث عادةً في مرحلة الطفولة أو الشباب، ويحتاج المصابون به إلى أخذ جرعات من الأنسولين يوميًا للبقاء على قيد الحياة. السبب الدقيق لهذا الهجوم المناعي غير معروف، لكن يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا.
- السكري من النوع الثاني: هذا النوع هو الأكثر شيوعًا ويشكل حوالي 90% من حالات السكري. يحدث نتيجة أن الجسم لا يستخدم الأنسولين بشكل فعال، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم. يزداد خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري مع التقدم في العمر وزيادة الوزن. إلا أن هذا النوع يمكن السيطرة عليه من خلال تغييرات في نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، بالإضافة إلى الأدوية في بعض الحالات.
- سكري الحمل: هذا النوع يصيب النساء أثناء فترة الحمل فقط، وعادة ما يختفي بعد الولادة. ومع ذلك، فإن الإصابة بسكري الحمل تزيد من احتمالية الإصابة بالنوع الثاني من السكري لاحقًا في الحياة. يمكن السيطرة على سكري الحمل من خلال النظام الغذائي ومراقبة مستويات السكر في الدم، وقد تحتاج بعض النساء إلى الأنسولين أو أدوية أخرى للحفاظ على مستويات السكر الطبيعية خلال فترة الحمل.
أعراض السكري المبكرة
تظهر بعض الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بمرض السكري، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- العطش الشديد وزيادة التبول: من أولى العلامات التي تظهر على مرضى السكري هي الرغبة المتكررة في التبول، بسبب محاولة الجسم التخلص من الجلوكوز الزائد في الدم عن طريق البول. هذه الحالة تترافق مع الشعور بالعطش الشديد نتيجة فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل.
- زيادة الجوع: رغم تناول الطعام بشكل منتظم، يشعر المصابون بالسكري بالجوع الشديد، لأن خلايا الجسم لا تحصل على الجلوكوز الكافي لتوليد الطاقة.
- فقدان الوزن: في حالة مرض السكري من النوع الأول، قد يفقد المريض وزنه رغم تناول الطعام بكثرة، لأن الجسم يبدأ في تكسير الدهون والعضلات للحصول على الطاقة بدلًا من استخدام الجلوكوز.
- التعب والإرهاق: عندما لا يحصل الجسم على الطاقة اللازمة من الجلوكوز، يشعر المريض بالتعب المستمر والإرهاق.
- الرؤية المشوشة: ارتفاع مستويات السكر في الدم يؤثر على عدسة العين، مما يؤدي إلى رؤية غير واضحة أو مشوشة.
- الجروح التي تلتئم ببطء: الجروح والقرح قد تستغرق وقتًا أطول للشفاء بسبب تأثير مرض السكري على الدورة الدموية ووظيفة جهاز المناعة.
- التهابات متكررة: مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بالالتهابات الجلدية والتهابات المسالك البولية نتيجة ضعف جهاز المناعة.
تأثير مرض السكري على النساء
مرض السكري يؤثر بشكل مختلف على النساء مقارنة بالرجال، حيث يسبب مضاعفات صحية إضافية. تتعرض النساء المصابات بمرض السكري لمضاعفات خطيرة مثل:
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: النساء المصابات بمرض السكري يواجهن خطرًا أكبر للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالرجال. يسبب ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم تلف الأوعية الدموية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- مشاكل في الحمل: النساء المصابات بمرض السكري قد يواجهن صعوبة في الحمل أو قد يتعرضن لمضاعفات أثناء الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل. كما أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بالسكري يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية.
- الالتهابات المهبلية: ارتفاع مستويات السكر في الدم يزيد من خطر الإصابة بالالتهابات الفطرية والتهابات المثانة، وهذه المشاكل شائعة بشكل خاص لدى النساء.
- العقم وتكييس المبايض: بعض النساء المصابات بالسكري قد يعانين من مشكلات في الدورة الشهرية أو اضطرابات هرمونية، مما قد يؤثر على خصوبتهن.
كيفية السيطرة على مرض السكري
للسيطرة على مرض السكري والحد من تأثيره على الصحة، يجب اتباع خطوات محددة تساعد في الحفاظ على مستويات الجلوكوز ضمن الحدود الطبيعية، ومن أهم هذه الخطوات:
- اتباع نظام غذائي صحي: يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والحبوب الكاملة، وتقليل تناول السكريات والدهون غير الصحية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد التمارين على تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم. يُنصح بممارسة الأنشطة البدنية لمدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع.
- مراقبة مستويات السكر في الدم: يجب على المصابين بمرض السكري مراقبة مستويات السكر بانتظام، لضمان بقاء الجلوكوز ضمن الحدود الطبيعية.
- تناول الأدوية الموصوفة: في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى تناول أدوية مثل الأنسولين أو أدوية خفض السكر في الدم، وذلك حسب توجيهات الطبيب.
الوقاية من مرض السكري
على الرغم من أن مرض السكري قد يكون وراثيًا، إلا أن هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة به، خصوصًا بالنسبة للأشخاص المعرضين للخطر. يمكن تحقيق الوقاية من خلال:
- الحفاظ على وزن صحي: السمنة هي أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، لذا من المهم الحفاظ على وزن صحي من خلال التغذية السليمة وممارسة التمارين.
- تجنب التدخين: التدخين يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
- تناول غذاء متوازن: يُفضل تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبقوليات.