أعراض وأسباب تسمم الحمل في الشهر الثامن وطرق العلاج والوقاية

تسمم الحمل هو حالة طبية خطيرة تصيب النساء الحوامل، وتظهر عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ولكنه يمكن أن يحدث في مراحل لاحقة من الحمل، وخاصة في الشهر الثامن. تتميز هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم وظهور البروتين في البول، ما يشير إلى وجود مشكلة في الكلى أو تدفق الدم. في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل أعراض تسمم الحمل، أسبابه، المضاعفات التي قد تترتب عليه، بالإضافة إلى كيفية تشخيصه وعلاجه، وطرق الوقاية منه.

أعراض تسمم الحمل في الشهر الثامن

تعاني بعض النساء من أعراض مميزة لتسمم الحمل في الشهر الثامن. من بين هذه الأعراض:

1. الصداع الشديد:
   الصداع المستمر والقوي يعد من أبرز علامات تسمم الحمل، وقد يصاحبه شعور بضغط شديد في الرأس.
2. القيء والغثيان:
   على الرغم من أن الغثيان والقيء يعتبران شائعين في الأشهر الأولى من الحمل، إلا أن ظهورهما بشكل مفاجئ في الشهر الثامن يمكن أن يكون علامة على تسمم الحمل.
3. الألم الشديد في المعدة:
   تشعر بعض النساء بألم حاد في الجزء العلوي من البطن أو المعدة، وهو ناتج عن مشاكل في الكبد نتيجة تسمم الحمل.
4. مشاكل في البصر:
   يعاني بعض النساء من مشاكل في حاسة البصر مثل رؤية ضبابية أو حساسية مفرطة للضوء، وهو ما يشير إلى تأثر الجهاز العصبي نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
5. التورم الملحوظ في اليدين والقدمين:
   يعد التورم في القدمين واليدين عرضًا شائعًا لتسمم الحمل بسبب انحباس السوائل في الجسم.
6. التعب والإعياء:
   يمكن أن يصل التعب إلى درجة فقدان الوعي، وهو أحد الأعراض التي تستدعي التدخل الطبي العاجل.
7. ضيق في التنفس:
   بعض النساء يواجهن صعوبة في التنفس نتيجة لتأثر القلب والرئتين بتسمم الحمل.
8. الألم الشديد في الجانب الأيمن:
   الألم في الجزء الأيمن العلوي من الجسم هو مؤشر محتمل لمشاكل في الكبد.
9. زيادة الوزن الملحوظة:
   تعاني الحامل من زيادة ملحوظة في الوزن بسبب انحباس السوائل في الجسم.
10. انخفاض عدد الصفائح الدموية:
    قد ينخفض عدد الصفائح الدموية، وهو ما يؤثر على قدرة الدم على التجلط.

أسباب تسمم الحمل في الشهر الثامن

هناك عدة أسباب محتملة لتسمم الحمل، وتعتبر هذه الحالة متعددة العوامل. من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تسمم الحمل:

1. تلف الأوعية الدموية:

خلال فترة الحمل، يقوم الجسم بتكوين أوعية دموية جديدة لتغذية الجنين عبر المشيمة. بعض الحوامل يعانين من عدم تطور هذه الخلايا بشكل طبيعي، مما يتسبب في حدوث مشاكل في تدفق الدم إلى المشيمة، وبالتالي الإصابة بتسمم الحمل.

2. أمراض اللثة:

إصابة الحامل بأمراض اللثة قد تعرضها للإصابة بتسمم الحمل. العدوى الموجودة في اللثة يمكن أن تنتقل إلى المشيمة، مما يؤدي إلى إفراز مواد تسبب الالتهابات وزيادة خطر تسمم الحمل.

3. الاستجابة المناعية:

في بعض الحالات، قد يكون الجسم غير قادر على الاستجابة المناعية بشكل صحيح تجاه التهابات أو عدوى. إذا كان هناك تدفق مفرط للدم إلى الرحم، قد يحدث تسمم الحمل نتيجة عدم التوازن في الجهاز المناعي.

مضاعفات تسمم الحمل في الشهر الثامن

تسمم الحمل إذا لم يُعالج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة الأم والجنين. من بين هذه المضاعفات:

1. بطء نمو الجنين:
   تسمم الحمل يمكن أن يقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى المشيمة، مما يؤدي إلى بطء نمو الجنين وانخفاض الوزن عند الولادة.
2. الولادة المبكرة:
   في كثير من الأحيان، يوصي الأطباء بالولادة المبكرة إذا كان تسمم الحمل يشكل خطرًا كبيرًا على الأم والجنين.
3. انفصال المشيمة:
   يمكن أن يؤدي تسمم الحمل إلى انفصال المشيمة عن جدار الرحم، وهو ما يسبب نزيفًا شديدًا ويعرض حياة الجنين للخطر.
4. تلف الأعضاء:
   تسمم الحمل يمكن أن يتسبب في تلف أعضاء مثل الرئتين، الكلى، القلب، والكبد، بالإضافة إلى تأثيره على الجهاز العصبي.
5. السكتة الدماغية:
   في الحالات الشديدة من تسمم الحمل، قد تعاني المرأة من السكتة الدماغية نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
6. زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية:
   النساء اللواتي يعانين من تسمم الحمل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية في المستقبل.

عوامل خطر إصابة الحامل بتسمم الحمل

هناك عدة عوامل تزيد من خطر إصابة المرأة بتسمم الحمل، ومنها:

1. تاريخ سابق لتسمم الحمل:
   إذا تعرضت المرأة لتسمم الحمل في حمل سابق، فهي أكثر عرضة للإصابة به مرة أخرى.
2. التاريخ العائلي:
   إذا كانت المرأة تنحدر من عائلة تعاني من مشاكل تسمم الحمل، فإنها تكون أكثر عرضة للإصابة به.
3. العمر:
   النساء الحوامل اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 عامًا أو تقل أعمارهن عن 20 عامًا يواجهن خطرًا أكبر للإصابة بتسمم الحمل.
4. مشاكل صحية مزمنة:
   النساء اللواتي يعانين من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، داء السكري، أو السمنة معرضات بشكل أكبر للإصابة بتسمم الحمل.

تشخيص تسمم الحمل

تشخيص تسمم الحمل يتطلب إجراء عدة فحوصات طبية تشمل:

1. فحص الدم:
   يهدف الفحص إلى تحديد عدد الصفائح الدموية والتحقق من وظائف الكبد والكلى.
2. فحص زلال البول:
   يتم إجراء تحليل للبول على مدار 24 ساعة للتأكد من وجود البروتين.
3. التصوير الطبي:
   يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتقييم حالة الجنين وحركة المشيمة.
4. مراقبة حركة الجنين:
   يهدف هذا الفحص إلى التأكد من أن الجنين يتحرك بشكل طبيعي وأنه لا يتأثر بتسمم الحمل.

طرق علاج تسمم الحمل

إذا تم تشخيص تسمم الحمل، فإن العلاج يعتمد على شدة الحالة وعمر الحمل. من بين الطرق المتبعة في العلاج:

1. أدوية علاج التشنجات:

يصف الأطباء أدوية مثل كبريتات المغنيسيوم للحد من التشنجات التي قد تنجم عن تسمم الحمل.

2. أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم:

تُستخدم أدوية مثل اللابيتالول والهيدرالازين للتحكم في ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل.

3. أدوية تعجيل الولادة:

في بعض الحالات، قد يرى الطبيب ضرورة تعجيل الولادة، خاصة إذا كان الجنين قد تجاوز عمر 34 أسبوعًا.

حالات تسمم الحمل التي تحتاج لزيارة الطبيب

يجب على الحامل زيارة الطبيب فورًا في الحالات التالية:

1. التشنجات الشديدة:
   إذا تعرضت الحامل لتشنجات قوية يصعب تحملها.
2. النزيف المهبلي:
   النزيف المهبلي الشديد يعتبر من الأعراض الخطيرة.
3. فقدان الوعي:
   إذا دخلت المرأة في حالة فقدان الوعي أو كانت تعاني من القيء والغثيان المستمر.
4. فقدان الرؤية:
   إذا شعرت المرأة بفقدان مؤقت أو دائم في الرؤية.
5. قلة حركة الجنين:
   إذا لاحظت الحامل انخفاضًا ملحوظًا في حركة الجنين.

طرق الوقاية من تسمم الحمل

للوقاية من تسمم الحمل، يمكن اتباع بعض الخطوات الوقائية:

1. الحفاظ على الوزن الصحي:
   من المهم الحفاظ على وزن صحي أثناء الحمل وتجنب زيادة الوزن المفرطة.
2. المتابعة الطبية المنتظمة:
   يجب على الحامل المتابعة مع الطبيب بشكل دوري لمراقبة حالتها وحالة الجنين.
3. تناول حمض الأسيتيل ساليسليك:
   يمكن أن يوصي الطبيب بجرعات منخفضة من حمض الأسيتيل ساليسليك للوقاية من تسمم الحمل.
4. علاج ارتفاع ضغط الدم:
   إذا كانت الحامل تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فعليها مراجعة الطبيب لأخذ الأدوية المناسبة