محتويات
الغدة الدرقية: أهميتها، أنواع الأورام والأعراض المرتبطة بها
الغدة الدرقية تُعد من الغدد الأساسية في جسم الإنسان، فهي المسؤولة عن تنظيم العديد من العمليات الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان ورفاهيته. وتُشبه الغدة الدرقية شكل الفراشة، وتقع في قاعدة الرقبة أسفل تفاحة آدم. تقوم الغدة الدرقية بإفراز مجموعة من الهرمونات المهمة التي تتحكم في عدة وظائف بالجسم مثل تنظيم ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى التحكم في الوزن. لذا فإن أي اختلال في وظيفتها سواء بزيادة نشاطها أو خمولها يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة.
دور الغدة الدرقية في تنظيم الجسم
تفرز الغدة الدرقية هرمونات تلعب دورًا مهمًا في تنظيم وظائف حيوية بالجسم. فعندما تكون الغدة نشطة بشكل مفرط، تزداد عملية حرق الدهون، مما يؤدي إلى فقدان الوزن. على الجانب الآخر، في حالة خمول الغدة الدرقية، يقل إنتاج الهرمونات، مما يتسبب في زيادة الوزن والإصابة بالسمنة. إلى جانب دورها في تنظيم الأيض، فإن هذه الهرمونات تؤثر أيضًا على وظائف أخرى مثل تنظيم ضربات القلب وضغط الدم.
أنواع أورام الغدة الدرقية الخبيثة
تتعدد أنواع الأورام التي قد تصيب الغدة الدرقية، ويمكن تقسيمها إلى أورام خبيثة وأخرى حميدة. بالنسبة للأورام الخبيثة، فإن هناك عدة أنواع، تختلف في شدتها ومدى خطورتها.
1. السرطانة الدرقية الحليمية
هذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين أورام الغدة الدرقية، حيث يمثل حوالي 80% من الحالات. يُصيب غالبًا الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والخمسين عامًا. وعلى الرغم من خطورة هذا الورم، فإنه بوجه عام يمكن علاجه بفعالية إذا تم اكتشافه في مراحله المبكرة.
2. السرطانة الدرقية الجريبية
يصيب هذا النوع خلايا معينة من الغدة الدرقية، ويعتبر ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بعد السرطانة الحليمية. غالبًا ما يصيب الأشخاص بعد سن الثلاثين. يتميز هذا النوع بأنه يتطلب علاجًا مستمرًا ومتابعة طبية دقيقة لتجنب انتشاره في مناطق أخرى بالجسم.
3. السرطانة الدرقية النخاعية
يعد هذا النوع من السرطانات نادرًا بعض الشيء، وينتج عادة عن تغيرات جينية وراثية. وفي العديد من الحالات، يرتبط السرطان النخاعي بأمراض وراثية أخرى قد تصيب أفراد العائلة. ويحتاج هذا النوع إلى علاج خاص نظرًا لطبيعته المعقدة.
4. السرطانة الدرقية الكشمية
يعتبر هذا النوع من أخطر أنواع سرطانات الغدة الدرقية وأكثرها صعوبة في العلاج. يُصيب غالبًا الأشخاص الذين تجاوزوا سن الستين، ويتميز بأنه يتطور بسرعة كبيرة ويصعب السيطرة عليه. لهذا السبب، يُعد الكشف المبكر عنه أمرًا بالغ الأهمية.
5. لمفومة الغدة الدرقية
هذا النوع من الأورام يُعتبر من أندر أنواع السرطانات التي تصيب الغدة الدرقية. يُصيب الخلايا المناعية الموجودة داخل الغدة، وغالبًا ما يظهر عند الأشخاص الذين تجاوزوا سن السبعين. وعلى الرغم من ندرته، فإنه قد يكون شديد الخطورة ويتطلب علاجًا متخصصًا.
أورام الغدة الدرقية الحميدة
بالإضافة إلى الأورام الخبيثة، قد تصاب الغدة الدرقية بأورام حميدة. هذه الأورام عبارة عن عقد أو كتل صلبة أو مليئة بالسوائل. وعلى الرغم من أن هذه الأورام ليست خطيرة في معظم الأحيان، إلا أنها قد تتسبب في أعراض مزعجة إذا زاد حجمها أو ضغطت على أعضاء مجاورة. من المهم مراقبة هذه الأورام للتأكد من عدم تحولها إلى أورام خبيثة.
أعراض أورام الغدة الدرقية الحميدة
عندما تكون الأورام حميدة، تظهر بعض الأعراض التي قد تشير إلى وجود هذه الأورام. قد يشعر الشخص بوجود كتلة في الرقبة، أو يلاحظ تورمًا في الجزء السفلي من العنق. كما قد يعاني الشخص من ضيق في التنفس أو صعوبة في البلع نتيجة الضغط الذي تمارسه هذه الأورام على القصبة الهوائية أو المريء.
الأعراض المصاحبة لفرط نشاط الغدة الدرقية
في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، تبدأ الغدة بإفراز كميات كبيرة من الهرمونات مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض. هذه الحالة تُعرف بفرط نشاط الدرق، وتسبب أعراضًا تشمل:
- التهيج العصبي: يصبح الشخص أكثر توترًا وعصبية من المعتاد.
- ضعف العضلات: يصاب المريض بضعف في عضلات الجسم، وقد يشعر برجفة في بعض الأحيان.
- انقطاع الطمث: قد يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية لدى النساء إلى قلة الطمث أو انقطاعه تمامًا.
- فقدان الوزن: بسبب زيادة حرق الدهون، يفقد الشخص الوزن بسرعة، ويصل أحيانًا إلى النحافة.
- الأرق: يعاني المرضى من صعوبة في النوم والشعور بالتعب المستمر.
- اضطرابات النظر: قد يشعر الشخص بصعوبة في تحمل الضوء الساطع أو ارتفاع درجات الحرارة.
- اضطرابات الشهية: قد تؤدي الغدة إلى فتح الشهية بشكل مفرط أو فقدان الشهية تمامًا.
- ضيق التنفس: يعاني بعض المرضى من صعوبة في التنفس، وتصبح بشرتهم رطبة بشكل دائم.
- تساقط الشعر: يؤدي فرط نشاط الغدة إلى تساقط الشعر وضعفه.
- خفقان القلب: يزداد معدل ضربات القلب ويصبح غير منتظم.
الأعراض المصاحبة للإصابة بكيسات الغدة الدرقية
الكيسات الدرقية هي عبارة عن أكياس تحتوي على سوائل، وقد تكون حميدة في معظم الأحيان. تتكون هذه الكيسات نتيجة انسداد بعض القنوات داخل الغدة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل. إذا كانت الكيسات مليئة بالقيح، فإنها تكون حميدة وغير خطيرة، بينما إذا احتوت على مكونات صلبة، فإنها قد تكون خبيثة.
أعراض الكيسات الكبيرة
عندما تكون الكيسات صغيرة، قد لا تسبب أعراضًا واضحة. لكن إذا زاد حجمها، فإنها تضغط على أعضاء الجسم المحيطة، مما يؤدي إلى:
- الاختناق: يشعر المريض بصعوبة في التنفس نتيجة الضغط على القصبة الهوائية.
- صعوبة البلع: يؤدي ضغط الكيسات على المريء إلى صعوبة في البلع.
- الألم في العنق: يسبب تضخم الكيسات ألمًا في منطقة الرقبة والحنجرة.
الأعراض المصاحبة لمرض الدراق متعدد العقيدات
الدراق هو تضخم الغدة الدرقية، وغالبًا ما يكون نتيجة تكوّن عقدات متعددة داخل الغدة. في حالات معينة، قد يكون الدراق علامة مبكرة على الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. عندما تكون هذه العقدات صغيرة، قد لا تظهر أعراض واضحة. ولكن مع زيادة حجمها، تزداد الأعراض، وتشمل:
- فقدان الوزن: يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى فقدان الوزن بشكل كبير.
- زيادة خفقان القلب: يصبح القلب غير منتظم وتزداد نبضاته بشكل ملحوظ.
- العصبية والقلق: يعاني المريض من توتر واضطراب دائم.
- الرعشة: تظهر رعشة في اليدين بشكل مستمر.
- التعرق الزائد: يعاني المريض من تعرق مفرط، بالإضافة إلى عدم القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
- صعوبة التنفس: نتيجة ضغط العقد على القصبة الهوائية.
- صعوبة البلع: يشعر المريض وكأن هناك شيئًا عالقًا في الحلق.