أهم املاح البحر الميت واستخداماتها

16 أغسطس 2024
أهم املاح البحر الميت واستخداماتها

نبذة عن البحر الميت

البحر الميت، المعروف أيضًا بالبحر المالح، يقع في المنطقة الحدودية بين فلسطين والأردن، جنوب بلاد الشام. يتميز البحر الميت بملوحته العالية، حيث تصل نسبة الملوحة في مياهه إلى 34.2%، مما يجعله بيئة غير صالحة لعيش الكائنات الحية والأسماك، وهو السبب وراء تسميته “البحر الميت”.

من الناحية السياحية، يُعتبر البحر الميت وجهة هامة تجذب أعدادًا كبيرة من السياح من مختلف أنحاء العالم سنويًا. يقصد الناس هذه المنطقة للاستفادة من الخصائص العلاجية لمياهه، التي تحتوي على تركيزات عالية من الأملاح والمعادن الفريدة التي لا توجد في باقي بحار العالم.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع منطقة البحر الميت بأهمية دينية كبيرة، حيث شهدت أحداث قصة النبي لوط عليه السلام، وهي قصة مذكورة في الكتب السماوية المقدسة، مما يضفي على المكان طابعًا تاريخيًا ودينيًا مميزًا.

مصدر الأملاح الموجودة بالبحر الميت

على مدى آلاف السنين، تجمعت الأملاح والمعادن الطبيعية المتنوعة في البحر الميت نتيجة لتدفق المياه عبر وادي الأردن. كانت هذه المياه تحمل معها كميات كبيرة من عناصر ومعادن مختلفة ذات قيمة غذائية وصحية عالية.

مع مرور الوقت، أدى تراكم هذه المعادن إلى زيادة تركيز الأملاح في مياه البحر الميت، حيث يبلغ تركيز الأملاح فيه حوالي 280 جرامًا لكل كيلوغرام من الماء. في المقابل، تحتوي بقية البحار على نسبة أملاح تقارب 35 جرامًا لكل كيلوغرام من الماء.

هذا التركيز العالي للأملاح والمعادن في البحر الميت جعله يتميز بمياه علاجية ذات فوائد صحية كبيرة، مما جعله وجهة معروفة للعلاج والاسترخاء.

أهم أملاح البحر الميت

يُعرف البحر الميت بكونه واحدة من أكثر الوجهات الطبيعية الفريدة في العالم، حيث يشتهر بمياهه الغنية بالأملاح والمعادن التي تُعد مفيدة للجسم البشري. تميز البحر الميت بخصائصه العلاجية جعله مقصدًا للسياح من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون للاستفادة من فوائده الصحية والعلاجية، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية أو أمراض مزمنة.

يقع البحر الميت في منطقة منخفضة جدًا، حيث يُعتبر أدنى نقطة على سطح الأرض، وهذا الموقع الفريد يعزز تركيز الأملاح والمعادن في مياهه، ما يجعله مختلفًا عن أي مسطح مائي آخر. نسبة الملوحة العالية في البحر الميت تصل إلى حوالي 30%، أي ما يعادل تقريبًا 8.6 أضعاف ملوحة المحيطات العادية. وهذا يجعل منه بيئة غير ملائمة للحياة البحرية، ومن هنا جاء اسم “البحر الميت”. ومع ذلك، فإن هذه الملوحة العالية هي بالضبط ما يجعل مياه البحر الميت غنية بالعديد من الأملاح والمعادن التي تمتلك فوائد علاجية.

ملوحة البحر الميت وتصنيفه العالمي

البحر الميت يحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث نسبة الملوحة بين المسطحات المائية، حيث يأتي بعد بحيرة عسل في جيبوتي التي تتفوق في نسبة الملوحة. هذه النسبة العالية من الأملاح في البحر الميت تجعل منه بيئة فريدة، وتساهم في تكوين الرواسب الملحية المميزة على شواطئه، وهي ما يستخدم في العديد من التطبيقات الطبية والعلاجية.

تنوع أملاح البحر الميت وفوائدها

البحر الميت يحتوي على مجموعة واسعة من الأملاح والمعادن التي لها تأثيرات إيجابية كبيرة على صحة الإنسان. هذه الأملاح ليست مجرد مركبات كيميائية عادية، بل هي عناصر فعالة تُستخدم في صناعة منتجات العناية بالبشرة والعلاج الطبيعي، حيث تعمل على تحسين صحة الجلد والتخفيف من بعض الحالات الصحية المزمنة.

فيما يلي تفصيل لأهم أملاح البحر الميت وفوائدها:

  1. كلوريد المغنيسيوم بنسبة 53%
    يُعتبر كلوريد المغنيسيوم من أكثر الأملاح وفرة في مياه البحر الميت، ويُعرف بقدرته على تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر العضلي. يُستخدم أيضًا في علاج مشاكل البشرة مثل الإكزيما والصدفية، حيث يساعد في تقليل الالتهاب وتحسين مرونة الجلد.
  2. كلوريد البوتاسيوم بنسبة 37%
    هذا الملح له دور مهم في تنظيم مستويات الترطيب في الجسم، كما يُساهم في تحسين وظائف القلب والأوعية الدموية. يُستخدم في منتجات العناية بالبشرة لترطيب الجلد بعمق ومنع جفافه.
  3. كلوريد الصوديوم بنسبة 8%
    يُعرف كلوريد الصوديوم بأنه المكون الرئيسي للملح التقليدي، ولكنه في البحر الميت يُساعد في تنقية الجلد وإزالة السموم. يعمل أيضًا على تقشير البشرة بلطف، مما يُعزز من إشراقتها ويزيل الخلايا الميتة.
  4. أيونات البروميد
    تلعب أيونات البروميد دورًا مهمًا في تهدئة الجهاز العصبي، ما يجعلها مفيدة للأشخاص الذين يعانون من التوتر والقلق. كذلك، تُستخدم في علاج الأمراض الجلدية وكمضاد للالتهابات.
  5. الكبريتات
    الكبريتات تُعتبر أحد العناصر الأساسية في علاج الأمراض الجلدية، وتُساعد في تحسين حالة الجلد وتخفيف الأعراض المرتبطة بمشاكل مثل حب الشباب والتهاب الجلد.

التطبيقات العلاجية لمياه البحر الميت

تُستخدم مياه البحر الميت وأملاحه في العديد من المجالات العلاجية والتجميلية. الناس منذ العصور القديمة كانوا يدركون فوائد هذه المياه واستخدموها لعلاج مختلف الأمراض. حتى اليوم، تُستخدم أملاح البحر الميت في علاج الأمراض الجلدية مثل الصدفية، حيث أظهرت الدراسات أن الاستحمام في مياه البحر الميت يمكن أن يؤدي إلى تحسن ملحوظ في حالات الجلد.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الطين المستخرج من قاع البحر الميت مكونًا رئيسيًا في الكثير من منتجات العناية بالبشرة. هذا الطين غني بالمعادن ويعمل كقناع طبيعي للوجه والجسم، مما يساعد في تنقية البشرة وتجديد خلاياها.

السياحة العلاجية في البحر الميت

السياحة العلاجية تُعد واحدة من الأنشطة الرئيسية التي تجذب الزوار إلى البحر الميت. يقصد الكثيرون هذه المنطقة خصيصًا للاستفادة من خصائص مياهها الغنية بالمعادن. الفنادق والمنتجعات المحيطة بالبحر الميت تُقدم برامج علاجية متكاملة تعتمد على استخدام الأملاح والطين المستخرج من البحر. هذه البرامج تُساعد في علاج العديد من الأمراض المزمنة وتُعزز من الراحة النفسية والجسدية للزوار.

كيفية استخدام ملح البحر الميت

يُستخدم ملح البحر الميت في العديد من المجالات بطرق متنوعة، وكل استخدام له طريقة محددة.

تشمل أهم استخدامات ملح البحر الميت ما يلي:

تقشير الجسم

يمكن استخدام ملح البحر الميت لتقشير الخلايا الجافة والميتة من الجلد. يتم ذلك عبر خلط كوبين من ملح البحر الميت مع كوبين من زيت صحي مثل زيت الزيتون أو زيت دوار الشمس. يُخلط المزيج جيدًا في وعاء حتى يصبح القوام مشابهاً للطين، مع تجنب استخدام زيوت الأطفال. ثم يُضاف 30 نقطة من زيت النعناع الفلفلي ويُقلب جيدًا. بعد ذلك، يُرطب الجسم ويوضع الخليط على جميع أجزائه، مع تجنب فرك المناطق المتهيجة أو المصابة بجروح. يُغسل الجسم بالماء الدافئ بعد ذلك. يساعد ملح البحر الميت في تجديد خلايا البشرة، وتقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، ومكافحة الشيخوخة، بالإضافة إلى الحفاظ على رطوبة البشرة ونعومتها.

علاج الصدفية

يُستخدم ملح البحر الميت لعلاج مرض الصدفية، حيث يساهم في إزالة القشور وتقليل الحكة. يتم ذلك عن طريق إضافة الملح إلى ماء دافئ والجلوس فيه لمدة 15 دقيقة. بعد الاستحمام، يُفضل استخدام كريم مرطب للحفاظ على ترطيب البشرة.

ترطيب الجلد وحمايته

يحتوي ملح البحر الميت على المغنيسيوم الضروري لترطيب الجلد وحمايته والتقليل من الالتهاب الناتج عن جفاف الجلد التأبي. أُجريت دراسة علمية لقياس تأثير الاستحمام بماء يحتوي على كلوريد المغنيسيوم المستخرج من البحر الميت على الجلد. شملت الدراسة أشخاصاً يعانون من جفاف الجلد التأبي، حيث غمروا ذراعاً واحدة في ماء يحتوي على 5% من ملح البحر الميت لمدة 15 دقيقة، بينما وُضعت الذراع الأخرى في ماء عادي. أظهرت النتائج أن ماء البحر الميت حسّن من وظيفة الجلد الدفاعية مقارنة بالماء العادي، وساهم في ترطيب الجلد وتقليل احمراره وخشونته بشكل ملحوظ.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى