أين تقع جنوة على الخريطة ؟

17 أغسطس 2024
أين تقع جنوة على الخريطة ؟

جنوة: الجوهرة الإيطالية على ساحل البحر الليغوري

موقع جنوة على الخريطة

تقع جنوة في شمال غرب إيطاليا على ساحل البحر الليغوري، مما يجعلها واحدة من أهم المدن الساحلية في البلاد. تمتد المدينة على مساحة تبلغ 243 كيلومتر مربع، وتتمتع بشريط ساحلي ضيق يبلغ طوله حوالي 42 كيلومترًا. يقع هذا الشريط الساحلي بين الجبال التي تُعرف بجبال حريزة، مما يمنح المدينة مزيجًا فريدًا من التضاريس الطبيعية التي تجمع بين البحر والجبل.

مدينة جنوة تُعرف أيضًا بمينائها الطبيعي الخلاب الذي يقع في منتصف ساحلها، والمعروف باسم ميناء جنوة. هذا الميناء ليس فقط الأكبر في إيطاليا، بل هو أيضًا أحد أهم موانئ البحر الأبيض المتوسط، حيث تلعب الجداول المائية التي تتدفق من التلال المحيطة بالميناء دورًا هامًا في جعله مركزًا اقتصاديًا وسياحيًا.

جنوة تعتبر جزءًا من المنطقة المعروفة باسم ريفييرا ليڤانتي، وهي محاطة بالعديد من المدن الإيطالية البارزة، مثل مدينة بولشيفيرا في الغرب ومدينة بيزانيو في الشرق. كما تقع بالقرب منها مدن سياحية مشهورة مثل فلورنسا وجزيرة صقلية. المسافة بين جنوة وجزيرة صقلية تبلغ حوالي 1384 كيلومترًا، وهو ما يعادل رحلة بالسيارة تستغرق حوالي 14 ساعة.

أهمية جنوة في التاريخ

جنوة ليست مجرد مدينة ساحلية جميلة؛ فهي تتمتع بتاريخ طويل ومشرف. من بين أبنائها البارزين نجد اندريا دوريا، الذي ساهم بشكل كبير في إصلاح وتطوير الجمهورية، بالإضافة إلى كريستوفر كولومبوس، مكتشف أمريكا، الذي وُلد على أرضها.

تعود نشأة جنوة إلى قرية صغيرة كانت تقع فوق تل خلف الميناء. ومع مرور الزمن، توسعت هذه القرية تدريجيًا حتى أصبحت مدينة كبيرة ومحصنة. تحصينات جنوة بدأت منذ القرن التاسع، حيث بُنيت أسوار متعددة لحمايتها، واستمر بناء التحصينات على مر القرون حتى القرن السادس عشر.

على الرغم من أن العديد من هذه التحصينات قد دُمرت بمرور الوقت، إلا أن سورًا محصنًا بُني في عام 1926 لا يزال قائماً على طول جبال حريزة، ويُعتبر هذا السور الأطول في أوروبا. في نهاية القرن التاسع عشر، شهدت جنوة توسعًا كبيرًا بفضل بناء الميناء الجديد، الذي لعب دورًا أساسيًا في إنعاش النشاط التجاري في المدينة.

جنوة في العصر الحديث

في العصر الحديث، أصبحت جنوة واحدة من مواقع التراث العالمي المعترف بها من قبل اليونسكو، مما يعزز من مكانتها كوجهة سياحية هامة. المدينة استضافت في عام 2001 مؤتمر قمة مجموعة الثماني السابع والعشرين، وفي عام 2004 تم إعلانها عاصمة للثقافة الأوروبية مع مدينة ليل الفرنسية.

المناخ في جنوة

بفضل موقعها الساحلي على البحر الليغوري، تتمتع جنوة بمناخ بحري معتدل. يكون المدى الحراري اليومي في المدينة منخفضًا، وتأتي الرياح غالبًا من اتجاه الشمال في فصل الشتاء، مما يجلب الأمطار طوال العام. تزيد كمية الأمطار في فصل الشتاء، بينما تقل في فصل الصيف. أما نسبة الرطوبة فتزداد خلال فصل الصيف، مما يضفي على المدينة أجواءً دافئة ورطبة. تختلف خصائص المناخ في جنوة من منطقة إلى أخرى داخل المدينة، حيث تؤثر التضاريس والارتفاعات المختلفة على درجات الحرارة وكمية الأمطار.

نبذة تاريخية عن جنوة

1. التاريخ القديم

جنوة كانت مأهولة في الأصل من قبل قبيلة الايغوريين التي تعود إلى العصور الوسطى. تأسست المدينة ما بين 2000 إلى 2500 قبل الميلاد، وهناك أدلة تشير إلى أن مقبرة المدينة تعود إلى القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، ما يثبت وجود الاحتلال الإغريقي. ومع مرور الزمن، سيطر الفينيقيون على المدينة أو على الأقل على مناطق قريبة منها، كما تشير بعض المخطوطات.

خلال فترة الإمبراطورية الرومانية، سيطرت مرسيليا على جنوة، لكنها تعرضت للتدمير على يد القرطاجيين في عام 209 قبل الميلاد. تم إعادة بناء المدينة بعد الحرب القرطاجية، لكنها تعرضت مرة أخرى للسيطرة من قبل القوط الشرقيين بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية. استولى البيزنطيون لاحقًا على المدينة، وجعلوها مقرًا لهم بعد هزيمة القوط.

2. جنوة في العصور الوسطى

في العصور الوسطى، بدأت جنوة تتطور كمركز تجاري مهم. قبل عام 1110، بدأت المدينة تبرز كبلدية مستقلة، وكان يتم انتخاب قناصل لإدارتها من قبل مجلس شعبي. أصبحت جنوة بعد ذلك جمهورية بحرية مثل البندقية، وشاركت في الحروب الصليبية، مما عزز من قوتها ونفوذها. تحالفت جنوة مع الإمبراطورية البيزنطية بعد انهيار الصليبيين، وتوسعت في القرم والبحر الأسود. ومع ذلك، شهدت جنوة فترة من الانهيار بعد ازدهارها بسبب التدهور السكاني والاقتصادي.

3. العصور الحديثة

في القرن السابع عشر، تعرضت جنوة للقصف من قبل الفرنسيين، ونجحت النمسا في احتلالها عام 1746. في عام 1797، تحولت جنوة إلى محمية فرنسية، وأطلق عليها اسم الجمهورية الليغورية بتأثير من نابليون. لاحقًا، ضمت فرنسا جنوة إليها في عام 1805، ولكن الجنوبيين نجحوا في تحرير أنفسهم عام 1814 بعد ثورة ضد الفرنسيين.

خلال الحرب العالمية الثانية، تعرضت جنوة لقصف من قبل الأسطول البريطاني، حيث سقطت قنبلة على كاتدرائية سان لورينز دون أن تنفجر. هذه القنبلة لا تزال موجودة حتى الآن في الكاتدرائية، وتُعد مزارًا للسياح.

السياحة في جنوة

تُعد جنوة اليوم واحدة من أكبر ست مدن سياحية في إيطاليا، حيث توفر للزوار مجموعة واسعة من الخيارات السياحية التي تلبي مختلف الأذواق. تتميز المدينة بصروحها الأثرية، ومنتجعاتها الفاخرة، وشواطئها الجميلة، مما يجعلها وجهة مثالية لقضاء العطلات.

جنوة ليست فقط مركزًا تجاريًا مهمًا، بل هي أيضًا مركز تاريخي وثقافي غني. المدينة مليئة بالفنادق الفاخرة والخدمات المتميزة التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. تتمتع موانئ جنوة بتاريخ بحري طويل ومشرف، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لعشاق التاريخ والملاحة.

أهم المعالم السياحية في جنوة

1. منارة جنوة

تُعتبر منارة جنوة واحدة من أبرز المعالم السياحية في المدينة. يبلغ ارتفاعها 250 قدمًا، مما يجعلها واحدة من أطول المنارات في العالم. تُعد المنارة الثالثة أقدم منارة في العالم، وتجذب إليها الزوار من كل مكان بفضل إطلالتها الساحرة على البحر الليغوري.

2. ساحة دي فيراري

تقع ساحة دي فيراري في وسط مدينة جنوة، وتُعد واحدة من أهم الساحات التاريخية في المدينة. الساحة تُعتبر مركزًا للمدينة، وتحتوي على العديد من المباني التاريخية العريقة التي تعود إلى العصور الوسطى. من بين هذه المباني منزل كريستوفر كولومبوس وكاتدرائية سانت لورانس.

3. حي بوكاداس

يُعد حي بوكاداس واحدًا من أجمل الأحياء التقليدية في جنوة، حيث يتميز بموقعه الساحلي على البحر الليغوري. الحي يشتهر بمطاعمه التي تقدم أشهى المأكولات البحرية الإيطالية، مما يجعله وجهة مفضلة لمحبي الطعام.

4. شارع فيا غاريبالدي

يُعتبر شارع فيا غاريبالدي واحدًا من أشهر الشوارع في جنوة، حيث يحتوي على العديد من القصور والمباني التاريخية التي تعود إلى العصور الوسطى. تم اختيار هذا الشارع من قبل اليونسكو ليكون ضمن مواقع التراث العالمي في عام 2006.

5. المدينة القديمة

تُعد المدينة القديمة في جنوة واحدة من أكثر المناطق جذبًا للسياح، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالتجول في شوارعها الضيقة المعبدة بالحصى واستكشاف المباني التاريخية والمقاهي والمطاعم التقليدية.

6. أكواريوم جنوة

يُعد أكواريوم جنوة واحدًا من أكبر الأكواريومات في أوروبا، حيث يحتوي على مجموعة ضخمة من الأحواض المائية التي تضم أكثر من 15,000 نوع من الأسماك والطيور والزواحف. يقع الأكواريوم في ميناء جنوة القديم، ويجذب إليه مليون ونصف زائر سنويًا.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى