أسباب ارتفاع أنزيمات الكبد إلى 80

مقدمة

تعتبر أنزيمات الكبد من المؤشرات الحيوية الهامة التي تعكس صحة الكبد وأدائه الوظيفي. عندما ترتفع هذه الأنزيمات إلى مستويات غير طبيعية، مثل 80 وحدة أو أكثر، فإن ذلك قد يشير إلى وجود مشاكل صحية تتطلب الاهتمام والعلاج. يتناول هذا المقال الأسباب المحتملة لارتفاع أنزيمات الكبد، والأعراض المرتبطة بذلك، وكيفية تشخيص الحالة وعلاجها.

ما هي أنزيمات الكبد؟

تعريف أنزيمات الكبد

أنزيمات الكبد هي بروتينات تعمل كمحفزات للتفاعلات الكيميائية في الجسم. تشمل الأنزيمات الرئيسية التي يتم قياسها في اختبارات وظائف الكبد الألانين أمينوترانسفيراز (ALT) والأسبارتات أمينوترانسفيراز (AST) والفوسفاتاز القلوي (ALP) والغلوتاميل ترانسفيراز (GGT). تعكس هذه الأنزيمات صحة الكبد وتساعد في تقييم حالته الوظيفية.

وظيفة أنزيمات الكبد

تلعب أنزيمات الكبد دورًا حيويًا في عدة وظائف، منها:

• تحليل العناصر الغذائية: تساعد الكبد في تحويل الكربوهيدرات والدهون والبروتينات إلى أشكال قابلة للاستخدام من قبل الجسم.
• إزالة السموم: تساهم في تصفية السموم من الدم وتفكيك الأدوية.
• إنتاج البروتينات: تساهم في إنتاج البروتينات الضرورية مثل الألبومين الذي ينظم السوائل في الجسم.

الأسباب الشائعة لارتفاع أنزيمات الكبد إلى 80

1. مرض الكبد الدهني غير الكحولي

يعتبر مرض الكبد الدهني غير الكحولي أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع أنزيمات الكبد. يحدث هذا المرض عندما تتراكم الدهون في خلايا الكبد، مما يؤدي إلى التهاب. الدراسات تشير إلى أن حوالي 25٪ من البالغين يعانون من هذا المرض. يرتبط الكبد الدهني غير الكحولي بمتلازمة الأيض، التي تشمل السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول.

2. التهاب الكبد

يمكن أن يحدث التهاب الكبد نتيجة عدوى فيروسية مثل فيروس التهاب الكبد A وB وC، أو بسبب التسمم. تسبب هذه الحالات التهابًا في الكبد، مما يؤدي إلى زيادة في مستويات الأنزيمات. الأعراض الشائعة تشمل اليرقان وفقدان الشهية والغثيان.

3. إصابات الرأس

تعتبر إصابات الرأس من الأسباب الشائعة لارتفاع أنزيمات الكبد. يمكن أن تؤدي الضربات القوية على الرأس أو السقوط إلى نزيف داخلي، مما يؤثر على وظائف الكبد.

4. ارتفاع ضغط الدم

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم المزمن إلى ضعف جدران الأوعية الدموية في الكبد، مما يجعل من السهل حدوث تمزقها ونزيف داخلي.

5. تمدد الأوعية الدموية

يمكن أن يتسبب تمدد الأوعية الدموية في الكبد في انفجار الوعاء الدموي، مما يؤدي إلى ارتفاع في مستويات الأنزيمات. هذا الانتفاخ يشبه البالون، وعندما ينفجر، يسبب نزيفًا قد يؤدي إلى سكتة دماغية.

6. اعتلال الأوعية الدموية

تشير اعتلالات الأوعية الدموية إلى وجود ضعف في الأوعية الدموية داخل الدماغ، وقد لا تكون لها أسباب طبية واضحة. بعض الأشخاص يولدون بعيوب في الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة.

7. الأمراض الكبدية

تعتبر الأورام، سواء كانت خبيثة أو حميدة، من الأسباب الرئيسية لارتفاع أنزيمات الكبد. يمكن أن تضغط الأورام على الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة.

8. شذوذ الأوعية الدموية

تشوهات الشرايين والوريد قد تؤدي إلى ضعف الأوعية الدموية، مما يزيد من احتمال حدوث النزيف.

9. اضطرابات النزيف

تعتمد فعالية تخثر الدم على عدد الصفائح الدموية. أي انخفاض في عدد الصفائح يمكن أن يؤدي إلى نزيف، مما قد يؤثر على مستوى أنزيمات الكبد.

10. أمراض الكبد

تشمل أمراض الكبد التي تؤدي إلى ارتفاع أنزيمات الكبد التهاب الكبد الوبائي، والعدوى الفيروسية، وأمراض الكبد الكحولية. تؤدي هذه الحالات إلى تدهور صحة الكبد، مما يتطلب متابعة طبية.

الأعراض المرتبطة بارتفاع أنزيمات الكبد

1. التعب العام

يشعر المريض بإرهاق مستمر، وهذا التعب قد يتداخل مع الأنشطة اليومية. يعتبر التعب علامة شائعة تدل على وجود مشكلة في الكبد.

2. اصفرار الجلد والعينين

تظهر علامات اليرقان على الجلد وبياض العينين بسبب تراكم البيليروبين في الدم. هذا التراكم يحدث عندما يكون هناك تلف في خلايا الكبد.

3. الغثيان والقيء

قد يعاني المريض من غثيان متكرر، وقد يتبعه قيء. هذه الأعراض شائعة عندما يكون الكبد غير قادر على معالجة السموم.

4. ألم في الجزء العلوي من البطن

يلاحظ العديد من المرضى وجود ألم أو انزعاج في الجزء العلوي من البطن، مما يتطلب مراجعة طبية. يمكن أن يكون هذا الألم ناتجًا عن تضخم الكبد أو وجود أورام.

5. حكة في الجلد

تعتبر الحكة من الأعراض الشائعة التي تظهر نتيجة تراكم السموم في الجسم، وغالبًا ما يكون لها علاقة بتدهور وظائف الكبد.

كيفية تشخيص ارتفاع أنزيمات الكبد

1. الفحوصات المخبرية

يبدأ التشخيص عادة بفحص الدم لقياس مستويات الأنزيمات. تشمل الفحوصات الشائعة:

• ALT وAST: تقيس هذه الاختبارات مستويات الأنزيمات في الدم لتحديد مدى صحة الكبد.
• فحص إجمالي البروتين: يقيس مستوى البروتينات في الدم، مما يساعد في تقييم وظائف الكبد.

2. التصوير الطبي

قد يوصي الطبيب بإجراء التصوير بالأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد أي تشوهات في الكبد. تساعد هذه الفحوصات في تحديد الأنسجة المصابة.

3. خزعة الكبد

في بعض الحالات، قد يكون من الضروري أخذ عينة من نسيج الكبد لفحصها تحت المجهر. تساعد هذه العملية في تشخيص الأمراض التي تؤثر على خلايا الكبد.

علاج ارتفاع أنزيمات الكبد

1. تغيير نمط الحياة

تغيير نمط الحياة يمكن أن يكون له تأثير كبير على مستويات أنزيمات الكبد. يتضمن ذلك:

• النظام الغذائي: يجب اتباع نظام غذائي صحي يتضمن الخضروات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون.
• تجنب الكحول: تجنب تناول الكحول ضروري للحفاظ على صحة الكبد.

2. الأدوية

يمكن أن تشمل العلاجات الدوائية:

• الأدوية المخفضة لضغط الدم: للمساعدة في السيطرة على ضغط الدم.
• الأدوية المساعدة على الهضم: لتحسين وظيفة الكبد.

3. العلاج الطبيعي

يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تعزيز الصحة العامة وتحسين وظائف الكبد. تشمل هذه العلاجات تقنيات مثل التدليك والعلاج بالاعشاب.

الوقاية من ارتفاع أنزيمات الكبد

1. التحكم في الوزن

الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض الكبد. الوزن الزائد يضع ضغطًا إضافيًا على الكبد، مما قد يؤدي إلى تلفه.

2. ممارسة الرياضة

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تحسن الصحة العامة. التمارين تساعد في تقليل الدهون المتراكمة حول الكبد.

3. تجنب المواد السامة

تجنب التعرض للمواد الكيميائية السامة والسموم. التأكد من حماية الكبد من هذه المواد يمكن أن يحافظ على صحته.