محتويات
الصوديوم
الصوديوم هو عنصر كيميائي يحمل شحنة كهربائية، ويوجد بشكل طبيعي في الدم والسوائل الجسدية بمستويات معتدلة. تقوم الكلى بدور رئيسي في تنظيم كمية الصوديوم في الجسم. ومع ذلك، يمكن أن يحدث خلل في وظيفة الكلى، مما يؤدي إلى تراكم الصوديوم بشكل مفرط في الدم، وهي حالة تُعرف بارتفاع مستوى الصوديوم في الدم. من ناحية أخرى، قد يحدث أيضاً انخفاض كبير في مستوى الصوديوم في الدم، مما يُطلق عليه اسم انخفاض مستوى الصوديوم في الدم.
ارتفاع الصوديوم في الدم
يُعتبر ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم أمرًا خطيرًا عندما تتجاوز نسبته 150 ميليمول لكل لتر. يمكن أن يحدث هذا نتيجة لوجود خلل في وظائف الكلى، حيث تكون غير قادرة على أداء وظائفها بشكل صحيح. يؤدي ذلك إلى تراكم الصوديوم في الدم، مما يحفز انتقال الماء داخل الغشاء الخلوي. نظرًا لأن الصوديوم مادة غير مذابة، فإنه لا يستطيع العبور خارج الغشاء الخلوي، مما يسبب زيادة تركيزه داخل الخلايا ويؤدي إلى خلل في توازن السوائل داخل الجسم.
أسباب ارتفاع الصوديوم في الدم
يُعَدُّ الجفاف أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة الصوديوم في الدم، وهناك عدة عوامل قد تؤدي إلى الجفاف، منها عدم حصول الجسم على حاجته الكافية من المياه. لذلك يُنصَح دائماً بتناول كميات كبيرة من المياه تتراوح بين 4 و6 لترات يومياً، بالإضافة إلى تناول السوائل الطبيعية.
قد يحدث الجفاف نتيجة الإصابة بمرض السكري الكاذب، وهو حالة تتسبب في اضطرابات تجعل الشخص يذهب كثيراً للتبول. كما يمكن أن يكون الجفاف ناتجاً عن وجود خلل في غدة تحت المهاد، مما يؤدي إلى اضطرابات في الشعور بالعطش، فلا يشعر الشخص بالعطش وبالتالي لا يشرب كميات كافية من المياه، مما يؤدي إلى الجفاف.
فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم هو سبب آخر لارتفاع الصوديوم، ويحدث ذلك نتيجة اضطرابات في ضغط الدم أو التعرق الشديد كما يحدث عند الرياضيين الذين يبذلون جهداً كبيراً ويفقدون كميات كبيرة من السوائل عن طريق التعرق.
أيضاً، يمكن أن يحدث الجفاف نتيجة لمشاكل جلدية مثل الحروق، أو مشاكل في الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال.
الأسباب الشائعة لارتفاع الصوديوم في الدم
يُعتبر ارتفاع مستوى ضغط الدم أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة نسبة الصوديوم في الدم، ويمكن أن يحدث هذا نتيجة لإجراء عمليات طبية مثل نقل محلول ملحي أو تركيب أنبوب للتغذية. من الأسباب الأخرى التي قد تساهم في ارتفاع الصوديوم نقل المضادات الحيوية عبر الوريد أو في حالات غسيل الكلى.
تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالصوديوم مثل الشمندر، الحليب، والكرفس يمكن أن يسهم أيضًا في ارتفاع نسبته في الدم. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من الأدوية المخفضة لضغط الدم يمكن أن يكون له تأثير مماثل.
تُعتبر بعض الأمراض مثل مرض السكري، التي تتسبب في مشاكل في الغدد الصماء، من بين الأسباب المؤدية لارتفاع الصوديوم. وهناك سبب نادر آخر يتمثل في انتقال المياه عبر خلايا الجسم، ويحدث هذا عند تعرض الشخص لنوبات الصرع نتيجة للصدمات الكهربائية، أو نتيجة لممارسة التمارين الرياضية الشاقة لفترة طويلة دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مما ينشط عملية جريان المياه عبر الخلايا ويؤدي إلى ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم.
أعراض ارتفاع الصوديوم في الدم
أعراض ارتفاع الصوديوم في الدم تختلف باختلاف مدة ارتفاعه في الجسم. إذا كان ارتفاع الصوديوم تدريجياً على مدار الوقت، فقد لا تظهر أعراض واضحة. ولكن إذا كانت نسبة الصوديوم ترتفع بسرعة، ستظهر أعراض واضحة على الشخص.
عند المراهقين، يمكن أن تشمل هذه الأعراض الشعور بالإرهاق والتعب العام، النعاس المستمر، القيء، والغثيان.
أما عند الأطفال، فقد تظهر أعراض مثل ليونة شديدة في العضلات وسهولة كسرها، نوبات بكاء شديدة ومستمرة، الأرق والخمول الدائم، وعدم القدرة على القيام بأي نشاط. قد يصابون أيضًا بنوبات قلبية مفاجئة وارتعاش شديد في الأطراف، بالإضافة إلى الشعور المستمر بالعطش والحاجة إلى شرب كميات كبيرة من السوائل.
أما بالنسبة للحوامل والمرضعات، فإن ارتفاع الصوديوم في الدم يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع شديد في ضغط الدم.
تشخيص ارتفاع الصوديوم في الدم
عندما يشعر الشخص بأي عرض من أعراض ارتفاع الصوديوم في الدم، يجب عليه بسرعة التوجه إلى الطبيب المختص للاطمئنان على حالته الصحية.
عند زيارة الطبيب، يبدأ بتوجيه عدة أسئلة إلى المريض، مثل نوع الأدوية التي يتناولها وما هي الأعراض التي يشعر بها. يعتمد الطبيب في تشخيصه على إجابات المريض، ثم يقوم بإجراء عدة فحوصات للتأكد من وجود حالة جفاف أم لا.
من بين الفحوصات التي يصفها الطبيب اختبار البول والدم، وهو الفحص الأول والأهم لأنه يحدد نسبة الصوديوم في الدم ويساعد في معرفة الأسباب المؤدية لارتفاعه، وبالتالي يمكن للطبيب وصف العلاج المناسب.
كما قد يلجأ الطبيب إلى إجراء اختبار الأعصاب، والذي يهدف إلى تحديد نسبة الصوديوم في الدم ومدى تأثيره على الدماغ. هذا الاختبار يساعد في التحقق من توازن المريض، وذاكرته، وقدرته على التحكم في قبضته اليدوية.
علاج ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم
تزداد نسبة الصوديوم في الدم عادة خلال فترة تتراوح بين 24 و48 ساعة، ويوصي الطبيب بتناول أدوية متنوعة لتحقيق التوازن بين كمية الصوديوم والسوائل في الجسم.
أنواع العلاج
- ارتفاع الصوديوم بنسب منخفضة وتدريجية:
- في هذه الحالة، لا يوجد حاجة لتناول أدوية كثيرة.
- يكتفي الطبيب بنصح المريض بتناول كميات كبيرة من السوائل والمياه على مدار اليوم.
- يُنصح بتجنب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة لمنح الجسم فرصة لفقدان كمية كبيرة من العرق دون الوصول إلى حالة الجفاف.
- ارتفاع الصوديوم بنسب كبيرة في وقت قصير:
- يحتاج المريض في هذه الحالة إلى تناول الأدوية والالتزام بخطة علاجية منظمة ومحددة.
- إذا كان الجسم يعاني من الجفاف، يتم تناول جرعات من السوائل عن طريق الوريد، مما يساعد على خفض مستويات الصوديوم في الدم.
- تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين مثل الشاي والقهوة.
- تناول كميات كافية من المياه على مدار اليوم وتجنب الوصول إلى حالة العطش لتجنب شكوى أعضاء الجسم من الجفاف.
التراجع عن العلاج
التراجع عن العلاج يمكن أن يكون ضروريًا عندما تظهر بعض الأعراض التي تجعل الطبيب يوقف الخطة العلاجية. من بين هذه الأعراض: الإصابة بالإسهال الشديد على مدار اليوم، ضعف الشهية، الإمساك الشديد الذي يستمر ليومين، ضعف وليونة العضلات مما يجعلها عرضة للكسر، الشعور بالغثيان، والإصابة بالسمنة المفرطة. حيث أثبتت بعض الأبحاث أن تناول جرعات كبيرة من الأدوية المحتوية على الصوديوم يزيد من وزن الجسم وقد يصل إلى السمنة المفرطة. كما قد يؤدي ارتفاع الصوديوم إلى زيادة تدهور حالة المصابين بسرطان المعدة، لذلك يُنصح بعدم تناول الصوديوم بكميات كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يُصاب المرضى بأمراض الكلى، هشاشة العظام، وأمراض القلب والأوعية الدموية.