الأحلام ودورها في عملية النوم والصحة النفسية

9 فبراير 2025
الأحلام ودورها في عملية النوم والصحة النفسية

تعريف الأحلام وآلية حدوثها

ما هي الأحلام؟ وما هو المميز فيها؟

يمكن تعريف الأحلام بأنها هلوسات سمعية وبصرية تحدث في مرحلة معينة من النوم تدعى “مرحلة حركة العينين السريعة” (REM Sleep). في هذه المرحلة، تتوقف المراكز العصبية المسؤولة عن تخزين الذكريات الجديدة، مما يجعل من الصعب تذكر الأحلام بعد الاستيقاظ، حيث يتم نسيانها بسرعة بعد دقائق.

عندما نكون في حالة يقظة، نلاحظ أن أفكارنا ومشاعرنا تكون منطقية إلى حد ما، ولكن في الأحلام، يظل الدماغ نشطًا، وتكون الأفكار غير منطقية وغريبة. هذا يرجع إلى تفعيل المناطق الدماغية المسؤولة عن العواطف بدلًا من تلك المسؤولة عن التفكير المنطقي والمحاكمة العقلية. على سبيل المثال، قد يحلم الشخص بأنه يطير في السماء أو يخضع لامتحان رغم تخرجه من الجامعة منذ سنوات.

صعوبة فهم عملية الأحلام تكمن في تعذر تطبيق قواعد المحاكمة والتجربة العلمية عليها، وبالتالي تكون التفسيرات العلمية للأحلام مبنية على الملاحظات والافتراضات. كما أن الأحلام تعتبر أفكارًا ذاتية تتعلق بالنشاطات والأحداث اليومية التي يمر بها الشخص.

وظيفة الأحلام ودورها الصحي

ما هي الفوائد التي يمكن أن تقدمها لنا الأحلام؟

رغم عدم اتفاق الباحثين على الهدف الرئيس وراء حدوث الأحلام، إلا أن هناك إجماعًا علميًا على بعض الحقائق المتعلقة بهذا النشاط الذهني غير الواعي. ومن أبرز هذه الفوائد:

الأحلام كعلاج نفسي

في مرحلة حركة العينين السريعة، تكون النواقل العصبية المسؤولة عن التوتر والقلق في أدنى مستوياتها، مما يساعد على استعادة الذكريات المشحونة بالعواطف (سواء كانت حزينة أو مخيفة أو سعيدة). يعتقد بعض الباحثين أن أحد أهداف الأحلام هو معالجة هذه الذكريات العاطفية في ظروف غير محملة بالتوتر، مما يساعد على تخفيف حدتها. ويرتبط الأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بصعوبات في النوم، مما يمنعهم من معالجة الذكريات الصادمة.

الأحلام تدريب على مواجهة المخاطر

تظل منطقة اللوزة (Amygdala) التي تتحكم في استجابة القتال أو الهروب نشطة خلال النوم، حتى أكثر من وقت اليقظة. يعتقد الباحثون أن هذه الفعالية تساهم في تدريب الدماغ على التعامل مع المخاطر والتحديات، ما يساعد الشخص على تحسين قدرته على الاستجابة للمواقف الطارئة. وتساهم منطقة جذع الدماغ في التحكم في العضلات أثناء النوم لمنع الشخص من تنفيذ الحركات التي قد تحدث في الحلم.

الأحلام مصدر للإبداع

تشير بعض النظريات إلى أن الأحلام تساعد في تنمية الإبداع. على سبيل المثال، كثير من الفنانين يعزون جزءًا من إلهامهم الفني إلى الأحلام، إذ قد تكون الأفكار الجديدة التي تظهر أثناء النوم حلاً لمشاكل لم تخطر على البال في حالة اليقظة.

الأحلام تحسن الذاكرة

من النظريات الشائعة أن الأحلام تلعب دورًا في تخزين المعلومات والذكريات الجديدة التي تعلمناها خلال اليوم، كما تساعد على التخلص من الذكريات العشوائية وغير المهمة. في عام 2010، أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين حلموا حول متاهة كانوا أكثر قدرة على حلها مقارنةً بأولئك الذين بقوا مستيقظين أو الذين ناموا دون أن يحلموا.

ما هو سبب الأحلام المختلفة؟

العوامل المؤثرة على محتوى الأحلام

هناك عدة عوامل تؤثر في محتوى الأحلام، وهي تشمل:

الظروف الصحية

تؤثر عادات النوم بشكل كبير على نوعية الأحلام. فإذا كان الشخص يعاني من الحرمان من النوم، فقد يؤثر ذلك على تفعيل بعض مناطق الدماغ أثناء مرحلة (REM) من النوم. كما يمكن أن يسبب الحمل أحلامًا غنية عاطفيًا بسبب التغيرات في الهرمونات.

بعض الاضطرابات النفسية

يُلاحظ أن الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق قد تحفز الأحلام المزعجة أو الكوابيس. كما أن الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الاضطرابات قد تكون مرتبطة بزيادة احتمال حدوث الكوابيس.

الطعام

بينما لا توجد أدلة قاطعة على أن بعض الأطعمة تؤثر بشكل مباشر على الأحلام، إلا أن تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات قد يساعد في تحسين قدرة الشخص على تذكر الأحلام. كما أن بعض الأطعمة قد تؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم، مما يزيد من فرص تذكر الأحلام.

النشاطات اليومية

تؤثر الأنشطة اليومية أيضًا على الأحلام. فالأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم أو الذين يستيقظون بشكل متكرر خلال الليل يكونون أكثر عرضة للأحلام المميزة. تشير دراسات إلى أن ممارسة التمارين الرياضية في الصباح يمكن أن تساعد في تحسين نوعية النوم وتقليل حدوث الأحلام المزعجة.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

  • قصة عشق