محتويات
ما هي الرؤيا الصادقة؟
تعريف الرؤيا الصادقة والرؤيا الصالحة هو ما يراه الإنسان في نومه ويكون من الله تعالى، حيث تحمل بشارة أو نذير أو زجر وتنبيه. وقد ذكر ابن سيرين أن الرؤيا الصادقة ليست محصورة بالمؤمن فقط، بل يمكن أن يراها الكافر والفاسق، حيث قد تكون فيها دعوة للتوبة وتحذير. على سبيل المثال، رؤى ملوك مصر في زمن موسى ويوسف عليهما السلام.
قال الرسول ﷺ في الحديث الشريف: “الرؤيا ثلاث؛ الرؤيا الصّالحة بشرى من اللهِ عزَّ وجلَّ، ورؤيا المسلم الذي يحدّثُ به نفسه، ورؤيا تحزين من الشيطان”. أما الإمام الصادق فقد فسّر الرؤيا الصادقة بقوله: “إن المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة إلى السماء، فكل ما تراه روح المؤمن في ملكوت السماء هو حق، وكل ما تراه في الأرض أضغاث أحلام”.
تعتبر الرؤيا الصادقة جزءاً من عملية تواصل بين الله والإنسان، وهي وسيلة لتوجيه البشر وتنبيههم إلى الخير أو الشر.
الفرق بين الرؤيا الصادقة والكاذبة وأضغاث الأحلام
الفرق بين الرؤيا الصادقة والكاذبة أن الرؤيا الصادقة من الله تعالى، بينما الرؤيا الكاذبة تكون من الشيطان أو نتيجة حديث النفس. ويقول القادري أن ما يراه الإنسان في منامه ينقسم إلى قسمين: ما هو حق وما هو باطل. الرؤيا الصادقة تأتي من الله عبر ملك الرؤيا وهي تحمل دلالات يمكن تأويلها بواسطة أهل العلم. أما الرؤيا الكاذبة وأضغاث الأحلام، فهي ناتجة عن تصورات الإنسان وأفكاره، ويكون تأثير الشيطان فيها أكبر.
الرؤيا الصادقة تحمل بشارة أو نذارة، وأمرها بيد الله تعالى. في حين أن الأحلام الكاذبة لا تعكس حكمة أو فائدة، وقد تكون مجرد تحزين من الشيطان. كما ورد في قوله تعالى: “إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ”.
وفقاً لابن سيرين، جميع الرؤى، سواء كانت خيراً أو شراً، تأتي من الله. وتنتسب الأحلام والأباطيل إلى الشيطان لأنه يروج لها، لكنه لا يستطيع خلق الرؤى نفسها. بينما الرؤيا الصادقة تكون من الله وتحمل رسائل مهمة للرائي.
الحكمة من الرؤى الصادقة والكاذبة
الإمام الصادق تحدث عن الحكمة وراء وجود الرؤى الصادقة والكاذبة، وأوضح أنه لو كانت جميع الرؤى صادقة لما كان هناك مجال للاختيار أو الفائدة. ولكن وجود الرؤى الكاذبة يعد وسيلة لتوجيه الإنسان نحو الحذر وعدم الاعتماد الكامل على الأحلام في اتخاذ القرارات. كما قال الإمام الصادق: “فكِّر يا مفضل في الأحلام كيف دُبّر الأمر فيها، فخرج صادقها بكاذبها”.
أصحاب الرؤى الصادقة ومعنى الرؤيا الصادقة جزء من النبوَّة
قال الرسول ﷺ: “الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءًا من النبوة”، مشيراً إلى أن الرؤيا الصالحة جزء من النبوة. هذه الرؤى كانت وسيلة للوحي، فقد كان الأنبياء يتلقون الوحي عبر الرؤى. كما ورد عن النبي ﷺ قوله: “رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة”. هذه الإشارة تؤكد على أن الرؤيا الصادقة لها مكانة عظيمة في دين الإسلام.
لكن هذا لا يعني أن من يرون الرؤى الصادقة اليوم هم في مقام الأنبياء. فمحمد ﷺ هو خاتم الأنبياء والرسل، ولا نبي بعده. الرؤيا الصادقة هي من البشائر التي تبشر المؤمنين دون أن ترفعهم إلى مرتبة النبوة.