محتويات
المعدل الطبيعي لفيروس بي (HBV)
فيروس بي (HBV) هو عدوى فيروسية تؤثر بشكل رئيسي على الكبد وتؤدي إلى التهابه، مما قد يسبب مضاعفات صحية خطيرة تتراوح من التهابات حادة إلى مشاكل مزمنة مثل تليف الكبد أو سرطان الكبد. يمكن أن يتسبب الفيروس في تدهور وظائف الكبد على المدى الطويل، إذا لم يتم علاجه بشكل فعال. فيروس بي يشكل تحديًا صحيًا عالميًا، خاصة في الدول النامية حيث قد لا تكون أنظمة الرعاية الصحية قادرة على احتواء العدوى بشكل مناسب.
يُعتبر فيروس بي من العدوى الأكثر شيوعًا في العالم التي تنتقل عن طريق الدم أو ملامسة سوائل الجسم الملوثة. من طرق انتقال العدوى:
- انتقال العدوى من الأم إلى الطفل: قد يتم انتقال الفيروس أثناء الولادة إذا كانت الأم مصابة، ولهذا السبب يوصى بفحص النساء الحوامل.
- ملامسة الدم الملوث: ينتقل الفيروس بسهولة عبر ملامسة الدم المصاب، مثل استخدام أدوات حادة أو معدات طبية غير معقمة.
- الاستخدام المشترك للإبر أو الأدوات الشخصية: الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عبر الإبر غير المعقمة يكونون أكثر عرضة للإصابة.
في عام 2019، قدرت منظمة الصحة العالمية أن 820,000 شخص توفوا نتيجة مضاعفات فيروس بي، بما في ذلك تليف الكبد وسرطان الكبد. في نفس العام، تم تسجيل 4 ملايين حالة إصابة بالعدوى المزمنة حول العالم، أي ما يعادل حوالي 10% من إجمالي المصابين. وارتفع عدد الإصابات الجديدة إلى حوالي 1.5 مليون حالة، مما يظهر حجم التحدي الصحي الذي يمثله هذا الفيروس.
تشخيص الإصابة بفيروس بي
يتم تشخيص الإصابة بفيروس بي عبر إجراء اختبارات دم للكشف عن وجود الفيروس أو الأجسام المضادة الخاصة به. هذه الفحوصات تساعد في تحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بالفيروس حاليًا، أو تعافى منه، أو أنه حامل للفيروس دون ظهور أعراض عليه.
- تحليل وظائف الكبد: يمكن أن تساعد الفحوصات الدموية في تقييم مدى تأثير الفيروس على الكبد، من خلال تحليل إنزيمات الكبد وقياس مدى تلف الأنسجة.
- فحص الموجات فوق الصوتية: يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية للكشف عن تغيرات في بنية الكبد وتحديد مدى التلف الحاصل نتيجة العدوى المزمنة.
- خزعة الكبد: في بعض الحالات، يقوم الأطباء بأخذ عينة صغيرة من الكبد لفحصها تحت المجهر، للتأكد من مدى تقدم الضرر وتحديد العلاج الأنسب.
كيفية اكتشاف الإصابة بفيروس بي
من الضروري إجراء فحص فيروس بي للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة، مثل:
- النساء الحوامل: يُجرى لهن فحص دوري لتجنب انتقال العدوى إلى الجنين أثناء الولادة.
- الأشخاص الذين يعيشون مع مصابين بفيروس بي: حيث يزداد خطر انتقال العدوى عبر ملامسة الدم أو سوائل الجسم.
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الأمراض المنقولة جنسيًا: تزيد الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا من خطر الإصابة بفيروس بي.
- الأشخاص الذين يمارسون الجنس مع شركاء متعددين أو من نفس الجنس: هؤلاء الأشخاص عرضة للإصابة نتيجة الممارسات الجنسية غير الآمنة.
- الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) أو التهاب الكبد C: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو التهابات كبدية أخرى هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس بي.
- الأشخاص الذين يتلقون غسيل الكلى (الديلزة): نظرًا لاحتمالية تعرضهم لأدوات غير معقمة.
- المتعاطون للمخدرات بالحقن: تعاطي المخدرات عن طريق الحقن غير المعقمة يزيد بشكل كبير من خطر انتقال الفيروس.
أعراض فيروس بي
لا تظهر أعراض فيروس بي على جميع المصابين، وهذا ما يجعل الفيروس خطيرًا، حيث يمكن أن يعيش المصاب دون معرفة إصابته، لكنه يكون قادرًا على نقل العدوى للآخرين. في حال ظهور الأعراض، فإنها قد تشمل:
- اليرقان: وهو اصفرار الجلد وبياض العينين، وهو أحد أبرز أعراض تلف الكبد.
- البول الداكن: الذي يشير إلى تراكم البيليروبين في الدم نتيجة ضعف قدرة الكبد على تصريفه.
- التعب الشديد: يشعر المصابون بالإرهاق الشديد، الذي لا يتحسن حتى مع الراحة.
- الغثيان والقيء: يمكن أن يشعر المصابون بالغثيان المستمر ويتعرضون للقيء.
- ألم البطن: خاصة في الجزء العلوي الأيمن، حيث يقع الكبد.
في الحالات الحادة، قد يتطور الأمر إلى فشل كبدي حاد، وهي حالة نادرة لكنها قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تُعالج سريعًا. أما في الحالات المزمنة، فيمكن أن يتحول الفيروس إلى التهاب كبدي مزمن، وهذا يزيد من خطر الإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد.
الوقاية من فيروس بي
تتوفر وسائل فعالة للوقاية من فيروس بي، وأهمها هو التطعيم. يعتبر اللقاح المضاد لفيروس بي واحدًا من أكثر اللقاحات فعالية في الوقاية من العدوى. يمكن تلقي اللقاح في مراحل مبكرة من العمر، وهو ضروري بشكل خاص للأطفال حديثي الولادة في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير.
إلى جانب التطعيم، هناك بعض الاحتياطات التي يمكن اتخاذها لتجنب الإصابة بالفيروس:
- تجنب مشاركة الإبر أو الأدوات الحادة: مثل شفرات الحلاقة، فرش الأسنان أو الإبر.
- استخدام الأدوات الطبية المعقمة: التأكد من استخدام معدات معقمة تمامًا في الأماكن الصحية.
- الامتناع عن تعاطي المخدرات عن طريق الحقن: هذه العادة هي من أخطر الطرق التي يمكن أن تنتقل عبرها العدوى.
العلاج
يتم علاج فيروس بي وفقًا لحالة المريض ومدى تقدم المرض. في الحالات الحادة، قد لا يحتاج المريض إلى علاج محدد، حيث أن جهاز المناعة يستطيع في بعض الأحيان التغلب على الفيروس من تلقاء نفسه. ولكن في الحالات المزمنة، يعتمد العلاج على مضادات الفيروسات التي تهدف إلى تقليل نشاط الفيروس والحد من تطور تلف الكبد.
- الأدوية المضادة للفيروسات: تساعد في الحد من انتشار الفيروس في الجسم وتقليل الضرر الذي يلحق بالكبد.
- العلاج الداعم: يتضمن ذلك اتباع نظام غذائي صحي وتجنب العوامل التي تزيد من إجهاد الكبد، مثل تناول الكحول أو الأدوية التي قد تكون سامة للكبد.
فيروس بي يعد من أكثر أنواع الفيروسات انتشارًا وخطورة على الصحة العامة، حيث يسبب مضاعفات صحية قد تكون مميتة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد. على الرغم من ذلك، الوقاية من الفيروس ممكنة من خلال التطعيم والاحتياطات الصحية. تشخيص الإصابة في مرحلة مبكرة يمكن أن يمنع تطور المضاعفات ويساعد في إدارة المرض بشكل فعال.