محتويات
أسباب الألم في أعلى الظهر والصدر
يعتبر الألم في منطقة الظهر والصدر من المشكلات الشائعة التي قد يعاني منها الكثيرون. وتتراوح الأسباب بين حالات بسيطة وغير مقلقة إلى أسباب أكثر خطورة تستوجب التدخل الطبي الفوري. في هذا المقال سنتناول أبرز الأسباب المحتملة للألم في هذه المناطق، وكيف يمكن التعامل معها. ومن المهم دائمًا استشارة الطبيب المختص عند الشعور بأي ألم لضمان التشخيص السليم والعلاج المناسب.
1. الإصابة بالنوبة القلبية
تعتبر النوبة القلبية من أخطر الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بالألم في منطقتي الظهر والصدر. يحدث هذا نتيجة تعذر تدفق الدم بشكل طبيعي إلى القلب بسبب تجلطات دموية أو تراكم الدهون في الشرايين، مما يؤدي إلى انسدادها. هذا الانسداد يمنع وصول الكمية الكافية من الدم إلى أنسجة القلب، وهو ما يعرف بتصلب الشرايين أو تكوين اللويحات على جدران الشرايين. عندما تتأثر أنسجة القلب بهذا الانسداد، يبدأ الشعور بالألم في مناطق مختلفة من الجسم، من بينها الصدر والظهر.
إضافة إلى ذلك، قد يمتد الألم ليشمل مناطق أخرى مثل الكتفين والرقبة. تعد النوبة القلبية حالة طبية طارئة تتطلب رعاية فورية، وقد تكون مميتة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة. لذلك يجب على الأفراد الذين يعانون من مشاكل قلبية مراجعة الطبيب بانتظام والتأكد من تناول العلاج المناسب لتجنب الإصابة بهذه النوبات.
2. الإصابة بالذبحة الصدرية
الذبحة الصدرية هي حالة مشابهة للنوبة القلبية من حيث السبب، حيث تنتج عن عدم حصول القلب على كمية كافية من الدم. لكن الفرق هو أن الذبحة الصدرية غالبًا ما تكون نتيجة لمجهود بدني شديد أو تعرض لضغط نفسي كبير. يحدث ذلك عندما تتراكم اللويحات الدهنية على جدران الشرايين التاجية، ما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى القلب.
من الممكن أيضًا أن تحدث الذبحة الصدرية أثناء الراحة، وتؤدي إلى شعور بالألم في مناطق أخرى من الجسم مثل الظهر، الرقبة، أو حتى الفك. تعتبر الذبحة الصدرية من العلامات التي قد تنذر بالنوبة القلبية، لذا فمن الضروري الانتباه لهذه الأعراض والبحث عن الرعاية الطبية في حال استمرار الألم.
3. حرقة المعدة
حرقة المعدة من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى الشعور بألم في منطقتي الظهر والصدر. تحدث هذه الحالة عندما يعود حمض المعدة إلى المريء، مما يتسبب في شعور بالحرقان والألم، خصوصًا في المنطقة خلف عظمة الصدر. هذا الألم قد يمتد ليشمل مناطق أخرى مثل البطن والظهر.
تزداد أعراض حرقة المعدة بعد تناول الطعام، وخاصة الأطعمة الحارة أو الدهنية، وتظهر بشكل أكثر وضوحًا عند الاستلقاء أو الانحناء. بالنسبة للحوامل أو الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، قد يكون الألم أكثر حدة. هناك عدة عوامل غذائية قد تؤدي إلى تفاقم حرقة المعدة، مثل تناول الأطعمة الحارة أو الحمضية أو الدهنية، وينبغي تجنب هذه الأطعمة لتقليل الأعراض.
4. أمراض العمود الفقري
تلعب الأمراض التي تصيب العمود الفقري دورًا كبيرًا في حدوث الألم في الظهر والصدر. عندما تتعرض أعصاب العمود الفقري العلوية للضغط، قد ينتشر الألم إلى مناطق مختلفة من الجسم بما في ذلك الظهر والصدر. هذه الحالات قد تشمل الأمراض التنكسية مثل التهاب المفاصل أو الانزلاق الغضروفي، مما يؤدي إلى ظهور ألم شديد وتشنجات عضلية في المناطق المصابة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر الشخص المصاب بتصلب في العضلات المحيطة بالعمود الفقري، مما يعوق الحركة الطبيعية. الضغط الناتج عن مشاكل العمود الفقري قد يسبب أيضًا صعوبة في التنفس وألمًا يمتد إلى الأطراف العلوية، مما يجعل من الضروري مراجعة طبيب متخصص لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب.
5. الإصابة بالانسداد الرئوي
يعد الانسداد الرئوي من الأسباب الخطيرة التي تؤدي إلى ألم في الصدر والظهر. يحدث الانسداد الرئوي عندما يتجلط الدم في الشرايين الرئوية، مما يؤدي إلى انسداد تدفق الدم إلى الرئتين. هذه الحالة تسبب ألمًا شديدًا في الصدر، وقد يمتد الألم ليشمل منطقة الظهر.
من الأعراض المصاحبة للانسداد الرئوي ظهور سعال شديد يصاحبه خروج بقع دموية في بعض الحالات. كما يعاني المريض من ضيق في التنفس وسرعة في خفقان القلب. يتسبب الانسداد الرئوي أيضًا في التعرق المفرط، الدوخة، وفقدان التوازن، بالإضافة إلى ازرقاق الشفاه والأظافر. تعتبر هذه الحالة طارئة، ويجب معالجتها بسرعة لتجنب المضاعفات الخطيرة.
6. الإصابة بسرطان الرئة
سرطان الرئة من الأمراض الخطيرة التي قد تتسبب في ظهور ألم في منطقتي الصدر والظهر. مع تقدم المرض، يبدأ الشخص المصاب بالشعور بألم أثناء التنفس العميق أو أثناء السعال أو الضحك. هذا الألم قد يمتد إلى أجزاء أخرى من الجسم مع مرور الوقت.
تشمل الأعراض الأخرى لسرطان الرئة السعال المستمر، ضيق التنفس، وصفير أثناء التنفس. قد يصاحب السعال وجود بقع دموية، وهو من العلامات المقلقة التي تستوجب استشارة الطبيب فورًا. ومع تقدم المرض، يفقد الشخص وزنه بشكل ملحوظ ويعاني من ضعف عام، مما يجعل متابعة الأعراض والكشف المبكر أمرًا ضروريًا لتجنب تفاقم الحالة.