محتويات
انخفاض السكر إلى 80: هل هو طبيعي وما هي مخاطره؟
يلاحظ العديد من الأشخاص عند القيام بفحوصات دورية لمستوى سكر الدم أن النسبة قد تصل إلى 80 مجم/ديسيلتر أو أقل، وقد يتساءلون إذا كان هذا المستوى طبيعيًا أم يشير إلى مشكلة صحية. من المهم الإشارة إلى أن انخفاض سكر الدم إلى 80 مجم/ديسيلتر لا يشير بالضرورة إلى حالة طبية خطيرة، بل يُعتبر ضمن النطاق الطبيعي لمعظم الأفراد. ومع ذلك، ينبغي متابعة مستوى السكر بشكل دوري للتأكد من عدم وجود مضاعفات أو أمراض تؤثر على توازن مستويات السكر في الدم.
المعدلات الطبيعية لسكر الدم
تختلف المعدلات الطبيعية لمستوى السكر في الدم بناءً على عدة عوامل مثل السن، النشاط البدني، والنظام الغذائي. بالنسبة للأشخاص غير المصابين بالسكري، فإن القيم الطبيعية تتراوح عادة بين 80 و120 مجم/ديسيلتر. وفي حالة الصيام لفترة تتراوح بين 8 إلى 10 ساعات، من الشائع أن يتراوح مستوى السكر الصائم بين 80 و110 مجم/ديسيلتر. أما بعد تناول الطعام بساعتين، فيتراوح مستوى السكر بين 80 و120 مجم/ديسيلتر.
بالنسبة للسكر العشوائي، الذي يمكن قياسه في أي وقت من اليوم، فإن المعدل الطبيعي يجب أن يكون أقل من 140 مجم/ديسيلتر. أما بالنسبة للسكر التراكمي، والذي يعكس مستوى السكر على مدى 3 أشهر، فيجب أن يكون بين 4% و5.6%.
بالنسبة لمرضى السكري، تكون المعدلات مختلفة بعض الشيء، حيث يفضل ألا ينخفض مستوى السكر عن 80 مجم/ديسيلتر ولا يزيد عن 200 مجم/ديسيلتر. في حال انخفاض أو ارتفاع مستويات السكر عن هذه الحدود، يجب متابعة الحالة بشكل منتظم والتوجه إلى الطبيب إذا ظهرت أعراض تشير إلى اضطراب في مستوى السكر.
أعراض انخفاض السكر في الدم
عندما ينخفض سكر الدم إلى مستويات أقل من 80 مجم/ديسيلتر، قد لا يشعر المريض بأي أعراض، لكن إذا انخفض إلى مستويات أقل من 60 مجم/ديسيلتر، فقد تظهر بعض الأعراض التي يجب الانتباه إليها. من أبرز الأعراض المرتبطة بانخفاض السكر الحاد ما يلي:
- الشعور بالغثيان والرغبة في القيء: قد يشعر المريض بالدوار وعدم الاستقرار، مما يؤدي إلى الإحساس بالغثيان.
- الصداع الشديد: يمكن أن يكون الصداع مصحوبًا بدوخة أو فقدان مؤقت للتوازن.
- الخمول والتعب الشديد: يعاني المريض من انخفاض حاد في الطاقة، مما يعيق قدرته على أداء الأنشطة اليومية.
- شحوب البشرة: قد يلاحظ الشخص تغيرًا في لون بشرته، إذ تصبح مائلة إلى الاصفرار، مع شحوب في الوجه والشفاه.
- التعرق الشديد: يمكن أن يكون التعرق علامة على استجابة الجسم لنقص السكر، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بتنميل في الأطراف.
- الرعشة والارتعاش: يشعر المريض بارتعاش غير إرادي في الأطراف، مما يشير إلى اضطراب في الجهاز العصبي بسبب نقص الطاقة.
- الجوع الشديد: قد يشعر الشخص بحاجة ماسة لتناول الطعام، خاصة الأطعمة السكرية، نتيجة لانخفاض مستوى السكر.
- اضطرابات في الرؤية: من الممكن أن يعاني الشخص من عدم وضوح الرؤية أو زغللة.
أسباب انخفاض السكر في الدم
قد يحدث انخفاض مستوى السكر في الدم لأسباب متعددة، سواء كان الشخص مصابًا بالسكري أو لا. من بين الأسباب الأكثر شيوعًا:
- الصيام لفترات طويلة: عند الامتناع عن تناول الطعام لفترة طويلة، ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم.
- اتباع نظام غذائي فقير بالسكريات: الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى السكريات والكربوهيدرات قد تسبب نقصًا في مستوى السكر.
- تناول بعض الأدوية: مثل عقار الكينين المستخدم في علاج الملاريا، والذي قد يؤثر على مستوى السكر.
- اضطراب وظائف الكلى: تؤثر مشاكل الكلى على قدرة الجسم في الحفاظ على مستويات السكر الطبيعية.
- تناول جرعة زائدة من الأنسولين: مرضى السكري الذين يتناولون جرعات زائدة من الأنسولين أو يتناولون الدواء دون تناول وجبات صحية قد يعانون من انخفاض حاد في السكر.
- الإصابة ببعض الأورام: بعض الأورام، مثل الأورام في البنكرياس، قد تؤدي إلى إفراز مفرط للأنسولين.
- التهاب الكبد: الالتهابات الشديدة في الكبد قد تؤدي إلى خفض مستويات الجلوكوز في الدم.
- الإفراط في تناول الكحول: يؤثر الكحول بشكل سلبي على قدرة الجسم على تنظيم مستوى السكر في الدم.
- ممارسة الرياضة العنيفة: الأنشطة البدنية القاسية تستهلك مخزون السكر في الجسم، مما قد يؤدي إلى انخفاضه.
كيفية علاج انخفاض مستوى السكر في الدم
في حالة اكتشاف انخفاض مستوى السكر إلى 80 أو أقل، يمكن اتباع بعض الطرق المنزلية لرفع السكر إلى مستوياته الطبيعية. إليك بعض الخطوات البسيطة التي يمكنك اتباعها:
- تناول العصائر الطازجة: ينصح بشرب كوب من عصير الفواكه الطبيعي، مثل عصير البرتقال أو الليمون أو المانجو. يمكن تحليته بملعقة صغيرة من السكر أو عسل النحل.
- تناول قطعة من الحلوى: يمكن تناول قطعة صغيرة من الحلوى أو ملعقة صغيرة من السكر الأبيض لرفع مستوى السكر بسرعة.
- الانتظار 15 دقيقة: بعد تناول السكريات، يجب الانتظار 15 دقيقة ثم إعادة فحص مستوى السكر للتأكد من أن المستوى عاد إلى طبيعته.
- تناول وجبة خفيفة: بعد استعادة مستوى السكر إلى النطاق الطبيعي، يفضل تناول وجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات لضمان استقرار مستوى السكر.
- استشارة الطبيب في الحالات الشديدة: في حال حدوث إغماء أو عدم تحسن الحالة بعد اتباع هذه الخطوات، يجب التوجه إلى الطبيب فورًا.
الفحوصات الطبية لقياس مستوى السكر
لمتابعة مستويات السكر بشكل دوري والتأكد من استقرارها، هناك عدة فحوصات يمكن إجراؤها:
- فحص السكر الصائم: يتم إجراؤه بعد صيام لمدة تتراوح بين 6 و8 ساعات.
- تحليل السكر الفاطر: يتم إجراؤه بعد تناول الطعام بساعتين لقياس قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر بعد الوجبات.
- فحص الهيموجلوبين السكري (A1C): يعكس هذا الفحص متوسط مستوى السكر في الدم على مدى ثلاثة أشهر.
- تحليل السكر في البول: يمكن أن يساعد في الكشف عن وجود السكر في البول، وهو مؤشر على اضطراب في مستوى الجلوكوز.
كيفية تجنب انخفاض سكر الدم
لتجنب انخفاض مستوى السكر إلى 80 أو أقل، هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها:
- تناول غذاء صحي ومتوازن: يجب أن يحتوي النظام الغذائي على مزيج من الكربوهيدرات، البروتينات، والدهون الصحية.
- الحفاظ على وزن صحي: السمنة تؤثر بشكل مباشر على قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر، لذا ينصح بالحفاظ على وزن مثالي.
- ممارسة التمارين الرياضية: الرياضة تساعد في تحسين عملية التمثيل الغذائي والحفاظ على استقرار مستويات السكر.
- تقسيم الوجبات: ينصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم للحفاظ على مستوى ثابت من الجلوكوز في الدم.
- الابتعاد عن الكحول: تجنب المشروبات الكحولية لأنها تؤثر سلبًا على قدرة الجسم في التحكم بمستوى السكر.
- المتابعة الدورية: يجب إجراء فحوصات السكر بانتظام، خاصة لمرضى السكري، للتأكد من استقرار مستوى السكر.
نصائح إضافية لمرضى السكري
بالنسبة لمرضى السكري، يجب الالتزام بتناول الأدوية والأنسولين وفقًا لإرشادات الطبيب. كما يجب تناول الطعام في مواعيده بعد العلاج لتجنب أي انخفاض حاد في مستوى السكر.