محتويات
أين يقع برج بيزا المائل؟
برج بيزا المائل، المعروف أيضًا ببرج الجرس، يقع في مدينة بيزا بإقليم توسكانا في إيطاليا. يشكل جزءًا من مجمع الكاتدرائية في بيزا، المعروف أيضًا باسم “ساحة المعجزات”، ويتكون هذا المجمع الشهير من عدة مبانٍ رئيسية:
- كاتدرائية بيزا (Duomo di Pisa): هي كاتدرائية بيزا الرئيسية التي تم بناؤها في القرن الحادي عشر، وتُعرف بأسلوبها المعماري الروماني القديم الجميل.
- برج بيزا المائل (Leaning Tower of Pisa): برج يعرف بميله الشهير، وهو جزء من المجمع الكاتدرائي، ويُعتبر من أبرز المعالم السياحية في العالم.
- معمودية سان جيوفاني (Baptistry of St. John): بنيت في القرن الحادي عشر وتُعد أحد أهم الأماكن الدينية في بيزا.
- مقبرة ونصب كامبو سانتو (Campo Santo Monumentale): هي مقبرة تاريخية تحتوي على مجموعة من اللوحات الفنية والنصب التذكارية المهمة.
ساحة المعجزات تعد مركزًا تاريخيًا وثقافيًا هامًا في بيزا، وتجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمالها المعماري الفريد ولمشاهدة برج بيزا المائل الشهير.
السياق التاريخي لبرج بيزا المائل
برج بيزا المائل هو من أبرز الأمثلة على الهندسة المعمارية الرومانية القديمة في إيطاليا وحول العالم. بدأ بناء البرج في عام 1173 ميلادي، واستمر بناؤه لمدة حوالي 200 عام. تعرض بناء البرج لتوقفات عديدة بسبب الحروب والصراعات التي كانت مستمرة في تلك الفترة.
لم يُحدد اسم المهندس المعماري الرئيسي الذي قام بتصميم البرج بشكل نهائي، ولكن يُعتقد أنه تم بناء البرج بواسطة مجموعة من المهندسين والمعماريين على مر الزمن. من بين الأسماء المعروفة التي ترتبط ببناء البرج:
- بونانو بيسانو (Bonanno Pisano): يُعتقد أنه كان من بين المهندسين الذين شاركوا في المرحلة الأولى من بناء البرج.
- جيراردو دي جيراردو (Gherardo di Gerardo): آخر المهندسين الذين شاركوا في المرحلة الأولى.
- جيوفاني بيسانو (Giovanni Pisano): كان له دور في المرحلة الثانية من بناء البرج، حيث قام بالإشراف والتصميم مع جيوفاني دي سيموني.
- جيوفاني دي سيموني (Giovanni di Simone): شارك أيضًا في المرحلة الثانية من بناء البرج، وكان له دور مهم في تحقيق الميل الشهير للبرج.
- توماسو بيسانو (Tommaso Pisano): ورث توماسو الدور في استكمال البناء والتعديلات التي أدت إلى استقرار البرج بعدما بدأ بالانحناء بشكل ملحوظ.
تم إدراج برج بيزا المائل كجزء من موقع “ساحة المعجزات” كتراث عالمي من قبل اليونسكو في عام 1987، وهو يعتبر من أهم المعالم الثقافية والسياحية في إيطاليا والعالم
ما هو سبب ميلان برج بيزا المائل؟
برج بيزا المائل يُعتبر علامة بارزة في الهندسة المعمارية العالمية، وميلانه الشهير يعزى إلى عدة أسباب تاريخية وهندسية:
أسباب ميلان برج بيزا قبل البناء:
- خصائص التربة: تتميز أرضية موقع بناء البرج بتربة طينية لينة، مما أدى إلى هبوطات واضحة في المباني التي بنيت عليها.
- عدم الاحتياط في الأساسات: لم تُخطط الأساسات الأصلية بشكل كافٍ لمقاومة التربة الطينية اللينة والمياه الجوفية.
- الأحمال الكبيرة: بناء هيكل برج بيزا الضخم وثقله أدى إلى تأثيرات هامة على الأساسات.
أسباب ميلان برج بيزا أثناء البناء والتعديلات:
- هبوط الأرضية الجنوبية: بعد الانتهاء من بناء الطابق الأول، لوحظ هبوط الجانب الجنوبي، مما استدعى تعديلات لتعديل الميزانية الهندسية للبرج.
- تعديل الطوابق: تم تعديل طول الأعمدة والأقواس في الجانب الجنوبي للبرج لتحقيق التوازن والتصحيح، حيث جعل الجانب الجنوبي أطول بعدد بوصتين في بعض المراحل.
- إضافة الطوابق: تمت إضافة طوابق إضافية في محاولة لتعديل الميلان، مما أضاف طابقين إضافيين على يد المهندسين جيوفاني بيسانو وجيوفاني دي سيموني.
- إنهاء البناء: استكمل بناء برج بيزا المائل في عام 1372 م، بعد تعديلات وإضافات عديدة على مدار أكثر من 200 عام، مما أعطى البرج شكله النهائي وجعله مزاراً سياحياً مشهوراً.
برج بيزا المائل يعبر عن تحديات هندسية كبيرة ونجاحات في التصميم والتعديلات التي أدخلت عليه لتحقيق الاستقرار والمحافظة على هويته الفريدة والمائلة التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم.
الحلول الحديثة
في العام 1990، قامت الحكومة الإيطالية باتخاذ عدة إجراءات لتدعيم برج بيزا المائل والحد من ميلانه، وقد تضمنت هذه الإجراءات:
تدعيم البرج:
- وضع أحزمة وأساور فولاذية: تم تثبيت أحزمة وأساور فولاذية ضخمة حول الطابقين الأول والثاني من برج بيزا. هذه الأحزمة تساعد في تقوية الهيكل وتقليل الحركة الجانبية التي تسببها التربة الطينية اللينة.
- ربط حبال سميكة: تم استخدام حبال سميكة ومشدودة لربط الطابقين الأول والثاني، مما يعزز استقرار البرج ويمنع الحركات الغير مرغوب فيها.
- وضع كتل من الرصاص: تم وضع كتل من الرصاص ذات وزن يصل إلى حوالي 600 طن على الجانب الشمالي من برج بيزا. هذه الكتل تعمل كثقل موازن لتوازن البرج وتقليل الميلان نحو الجنوب.
إصلاحات في التربة:
- استخراج كتل من التربة: تم استخراج كتل من التربة في الجانب الشمالي من البرج، حيث تمثل التربة الطينية اللينة مصدراً رئيسياً للميلان.
- السيطرة على منسوب المياه الجوفية: تم التحكم بمنسوب المياه الجوفية في الجانب الشمالي من البرج لمنع تأثيرها على استقرار التربة والأساسات.
- دراسات تحليلية دورية للتربة: تمت إجراء دراسات تحليلية منتظمة على التربة لضمان استقرارها ومتابعة أي تغيرات قد تحدث في خصائصها.
بفضل هذه الإجراءات، تمكنت الحكومة الإيطالية من الحفاظ على برج بيزا المائل وتقديم الدعم اللازم له ليظل مكاناً جذباً سياحياً هاماً يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم
مميزات برج بيزا المائل
برج بيزا المائل يتميز بعدة خصائص فريدة ومميزات تجعله معلماً معمارياً مهماً في التاريخ العالمي. إليك ملخصاً لأبرز مميزاته:
- الارتفاع والأبعاد:
- يبلغ ارتفاع البرج حوالي 57 متراً من أعلى الجانب المرتفع.
- قطر قاعدة البرج يبلغ حوالي 16 متراً.
- الوزن والمواد:
- يقدر وزن البرج بحوالي 14,500 طن، ويعزى ذلك إلى استخدام الرخام الأبيض الثقيل في بناء الأجزاء المكشوفة من البرج.
- الهندسة المعمارية:
- يضم البرج 251 درجة تلتف بشكل حلزوني من الداخل، مما يعكس الابتكار في التصميم الهندسي للفترة التي بُني فيها.
- يتألف الطابق السفلي من 15 قنطرة رخامية، و30 قوساً في الطوابق الستة التالية التي تحيط بالمبنى.
- غرفة الجرس:
- تحتوي غرفة الجرس في الطابق الأخير على 16 قوسًا، مما يضيف للبرج أبعاداً فنية وعملية.
- الطراز المعماري:
- صمم البرج على الطراز الرومانسكي القديم، مع واجهة بيضاء تعكس العمارة الرومانية التقليدية.
- يحتوي على ثلاثة أنواع من الأعمدة: العمود المركب، العمود الأيوني، والعمود الكورنثي، مما يبرز التنوع في التصميم والزخارف.
برج بيزا المائل ليس فقط معلماً سياحياً بارزاً بل يمثل أيضاً رمزاً للإبداع البشري والتحديات التي تواجه الهندسة المعمارية عبر العصور.
برج بيزا المائل من الداخل
برج بيزا المائل يوفر تجربة فريدة عند دخوله واستكشافه من الداخل، حيث تبرز عدة مميزات تجعلها تجربة لا تُنسى للزوار:
- أرضية الميلان: يلاحظ الزوار فور دخولهم للبرج أن الأرضية مائلة بشكل ملحوظ، مما يعكس التحديات الهندسية التي واجهت مهندسيه.
- التناقض الداخلي والخارجي: يظهر تباين واضح بين الزخارف والتفاصيل المعمارية داخل البرج وبين مظهره الخارجي، مما يضيف جواً من الغموض والإثارة لتجربة الزيارة.
- الشعور بالدوار: بسبب الميلان والأدراج الحلزونية الداخلية، يمكن أن يصاب الزوار بالدوار خلال صعودهم أو نزولهم في البرج.
- الإطلالات الخلابة: عند الوصول إلى الطابق السابع وخاصة في الطابق الثامن (غرفة الجرس)، يحظى الزوار بإطلالات رائعة على ساحة المعجزات والمناطق المحيطة بها.
- غرفة الجرس: تضم غرفة الجرس أربعة أجراس ضخمة مصنوعة من النحاس، وتعتبر نقطة جذب رئيسية داخل البرج.
بفضل هذه العناصر، يعد برج بيزا المائل ليس فقط موقعاً سياحياً بارزاً بل تجربة ثقافية ومعمارية فريدة تتيح للزوار فهم أعمق للتحديات التي واجهت بناؤه وجماليات التصميم التي تميزه