تفسير رؤية بشرة الإنسان في المنام لابن سيرين
يقول ابن سيرين عن بشرة الإنسان في الحلم، أن بشرة الإنسان وجلده تمثل ستره. سواد البشرة في التأويل يشير إلى السؤدد في ترك الدين. فإذا رأى الإنسان وجهه أسود وهو يرتدي ثياباً بيضاء، فإن رؤياه تدل على أنه سيولد له ابنة، مستنداً في ذلك إلى قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [سورة النحل: 58].
وقد رأى أمير المؤمنين المهدي -رحمه الله- في منامه كأن وجهه أسود، فاستيقظ مذعوراً، ودعا بإبراهيم بن عبد الله الكرماني، الذي أتى إليه من الشيرجان، فقضى له رؤياه بأن ستولد له ابنة، وتلا الآية، فأنجب له ابنته في تلك الليلة، ففرح بذلك وأكرم ابن عبد الله بجائزة عظيمة.
إذا رأى الشخص أن وجهه أسود وثيابه وسخة، فإن ذلك يدل على كذبه على الله. وإذا كان وجهه أسود مغبراً، فإن رؤياه تدل على موته.
يروي أن رجلاً أتى ابن سيرين وقال: رأيت رجلاً أسود ميتاً، يغسله رجل قائم عليه، فقال ابن سيرين: “أما موته فكفره، وأما سواده فماله، وأما القائم يغسله فإنه يخادعه عن ماله”.
يروي أيضًا أن رجلاً قال لابن سيرين: “رأيت كأن رجلاً معلقاً من السماء بسلسلة، ونصف بدنه أسود، ونصفه الآخر أبيض، وله ذنب كذنب الحمار”، فقال ابن سيرين: “أنا ذلك الرجل، أما نصف بدني الأبيض فبما ورد لي بالنّهار، والنصف الأسود ورد الليل، والسلسلة التي علقت بها من السماء، فذكر مني يصعد أبداً إلى السّماء، وأما الذنب فدين يجتمع علي، وموتي فيه”، فكان كما فسره.
ويروي أن الشجاع إذا رأى في منامه أن وجهه أسود، فإن ذلك يدل على أنه سيصبح جباناً. وجاء رجل إلى ابن سيرين فقال: “إني خطبت امرأة، فرأيتها في المنام سوداء قصيرة”، فقال ابن سيرين: “أما سوادها فمالها، وأما قصرها، فقصر عمرها”، فلم تمض إلا فترة قصيرة حتى ماتت، وورثها الرجل.
وروي أن رسول الله ﷺ رأى في المنام امرأة سوداء، ثائرة الرأس، خرجت من المدينة حتى أقامت بالجحفة، فأولها النبي ﷺ بأن وباء المدينة انتقل إلى الجحفة.
ويروي أن رجلاً رأى في منامه أنه أُهدي إليه غلام نوبي، فلما استيقظ، أُهدي إليه عدل فحم.
ومن رأى نسوة زنجيات قد أشرفن عليه، فإنه يشرف عليه خير كثير شريف، ولكن من جنس العدو. أما حمرة اللون فتدل على الوجاهة والفرح.
إذا كان مع الحمرة بياض، فإن صاحبها ينال عزاً. صفرة اللون تدل على المرض، ومن رأى وجهه أصفر فاقعاً، فإنه يكون وجيهاً في الآخرة ومن المقربين.