محتويات
جاتني الدورة عادية وطلعت حامل
عند حدوث الحمل، تتوقع معظم النساء أن الدورة الشهرية ستنقطع تمامًا طوال فترة الحمل. في الواقع، يعد انقطاع الطمث من أبرز علامات الحمل الأولية. ومع ذلك، هناك حالات قد تجد فيها المرأة نفسها تقول “جاتني الدورة عادية وطلعت حامل”، مما يسبب لها القلق والخوف من أن يكون هناك خطر على صحة الجنين.
توضيح سبب نزول الدم خلال الحمل
لتوضيح سبب نزول الدم بشكل يشبه الدورة الشهرية على الرغم من حدوث الحمل، سنتناول المراحل الثلاث للحمل:
المرحلة الأولى: الأشهر الثلاثة الأولى
خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، قد تلاحظ بعض النساء نزول دم يشبه الدورة الشهرية، وهو ما يعرف بـ “دم الزرع”. يحدث هذا عندما تبدأ البويضة المخصبة في الانغراس ببطانة الرحم، مما يؤدي إلى نزول قطرات من دم خفيف. هذا الدم يستمر عادة لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 أيام كحد أقصى.
ومع ذلك، يختلف دم الزرع عن دم الدورة الشهرية من حيث الكمية واللون. يكون دم الزرع خفيفًا جدًا وورديًا فاتحًا مقارنة بدم الدورة الشهرية الذي يكون أكثر كثافة وذو لون أحمر داكن. بالإضافة إلى ذلك، يكون دم الزرع عديم الرائحة وخاليًا من التكتلات أو التخثرات الدموية التي قد تكون موجودة في دم الدورة الشهرية.
في هذه الفترة، قد تعاني المرأة أيضًا من بعض الأعراض الجانبية مثل ألم أسفل الظهر، وألم في البطن، والشعور بالغثيان والقيء في الصباح، وانتفاخ البطن، واحتباس السوائل، والنفور من الروائح، بالإضافة إلى نزول إفرازات بنية داكنة نتيجة اختلاط دم التعشيش مع الإفرازات المهبلية.
المرحلة الثانية: من الشهر الرابع إلى الشهر السادس
في هذه المرحلة من الحمل، التي تمتد من الشهر الرابع إلى الشهر السادس، قد تلاحظ بعض النساء نزول دم يشبه دم الدورة الشهرية. قد يحدث هذا بسبب الضغط والتوتر النفسي، وهناك أسباب أخرى قد تستدعي زيارة الطبيب لإجراء الفحص المهبلي للاطمئنان على صحة الجنين.
أيضًا، بعض السيدات قد يتعرضن للنزيف المهبلي خلال هذه المرحلة بسبب مخاطر مثل الولادة القيصرية المبكرة. من المهم في هذه الحالة استشارة الطبيب فورًا للتأكد من عدم وجود أي تهديد لصحة الأم أو الجنين.
المرحلة الثالثة: من الشهر السادس إلى الشهر التاسع
في المرحلة الثالثة من الحمل، التي تشمل الأشهر من السادس إلى التاسع، قد تعاني المرأة من نزول الدم بسبب انفصال المشيمة عن جدار الرحم. يصاحب ذلك عادة ألم حاد أسفل البطن ومغص في المعدة. تزداد أيضًا كمية الإفرازات المهبلية بسبب نزول السدادة المخاطية.
من الجدير بالذكر أن نزول الدم في هذه المرحلة، خاصة خلال الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، قد يكون دليلًا على بداية الولادة المبكرة. لذا، يُنصح بالذهاب إلى الطبيب فورًا في حالة حدوث نزيف أو أي أعراض غير طبيعية.
أسباب نزول دم أثناء الحمل
في سياق الحديث عن حالات الحمل التي تأتي مع نزول الدورة الشهرية بشكل طبيعي، سنستعرض الأسباب المحتملة لنزول الدم أثناء الحمل على النحو التالي:
الإجهاض المحتمل (Threatened miscarriage):
يعد الإجهاض المحتمل أحد الأسباب الشائعة لنزول الدم أثناء الحمل. وهو يشير إلى وجود الجنين في بطانة الرحم، لكن مع عدم التأكد من إمكانية استمرار الحمل. في هذه الحالة، تعاني المرأة من تشنجات وتقلصات شديدة في المعدة. النساء اللواتي تعرضن للإجهاض في السابق يكن أكثر عرضة للتعرض له مرة أخرى، وتزداد هذه الاحتمالية مع ممارسة الجماع العنيف أو حمل الأثقال، وكذلك في حالة الإصابة بالتهابات المسالك البولية أو التعرض لضغوط نفسية. كما أن تناول بعض الأدوية بدون استشارة طبية قد يزيد من خطر حدوث الإجهاض.
الإجهاض المؤكد (Abortion):
يحدث الإجهاض المؤكد عندما يسقط الجنين من بطانة الرحم، وغالبًا ما يحدث ذلك خلال الشهر الثاني من الحمل. في هذه الحالة، يتخلص الرحم من جميع أنسجة الجنين، مما يؤدي إلى نزيف مهبلي غزير يشبه دم الدورة الشهرية. في بعض الحالات، قد يحدث الإجهاض بشكل جزئي، حيث يتبقى جزء من أنسجة الجنين داخل الرحم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل العدوى وتأخر الحمل. لذلك، يُنصح بمراجعة الطبيب لإزالة جميع أنسجة الجنين، سواء باستخدام الأدوية أو من خلال الجراحة.
البويضة التالفة (Blighted ovum):
من بين أسباب نزول الدم أثناء الحمل هو تلقيح بويضة تالفة، وهو ما يحدث عادةً في الثلث الأول من الحمل. في هذه الحالة، يفشل جسم المرأة في تكوين الجنين داخل الرحم. يمكن للطبيب الكشف عن هذه الحالة باستخدام الأشعة الفوق صوتية.
الحمل المنتبذ (Ectopic pregnancy):
يعد الحمل المنتبذ حالة مرضية ينمو فيها الجنين خارج الرحم، عادةً في قناة فالوب. هذه الحالة قد تسبب نزيفًا مهبليًا أو تنقيطًا خفيفًا. الحمل المنتبذ يمثل خطرًا صحيًا كبيرًا ويحتاج إلى تدخل طبي سريع.
أسباب أخرى:
هناك مجموعة من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى نزول الدم خلال الشهرين الأولين من الحمل، ومنها:
- الإجهاض المنسي: حيث يبقى الجنين داخل الرحم دون أن يتمكن الجسم من التخلص منه.
- تمزق جدار الرحم: مما يؤدي إلى نزيف داخلي.
- الإصابة بسرطان عنق الرحم أو بطانة الرحم: والذي قد يكون أحد أسباب النزيف.
- التغيرات في عنق الرحم: نتيجة التغيرات الهرمونية أو الحمل نفسه.
- العدوى البكتيرية أو الفطرية: مثل فطر الخميرة، والتي قد تحدث نتيجة استخدام غسولات مهبلية كيميائية.
- الأمراض الجنسية المنقولة: مثل السيلان، والتي قد تسبب نزيفًا أثناء الحمل.
- الحمل بتوأم: حيث يزداد احتمال نزول الدم في هذه الحالة.
- ممارسة العلاقة الجنسية: يمكن أن تسبب نزيفًا خفيفًا في الأشهر الأولى من الحمل، وهو أمر طبيعي.
- تمزق جدار المهبل: نتيجة الإصابة أو الإجهاد.
- الحمل العنقودي: الذي يظهر عبر الأشعة الفوق صوتية.
- الأورام الليفية الحميدة في الرحم: والتي قد تسبب نزيفًا خفيفًا أو متوسطًا.
كل هذه الأسباب تؤكد ضرورة استشارة الطبيب فورًا عند حدوث أي نزيف أثناء الحمل للتأكد من سلامة الأم والجنين واتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب.
متى يكون النزيف علامة على الإجهاض؟
في سياق مناقشتنا لموضوع “جاتني الدورة عادية وطلعت حامل”، من المهم توضيح متى يمكن أن يكون النزيف علامة على الإجهاض. يعتبر النزيف علامة مقلقة للإجهاض عند ظهور بعض الأعراض التالية:
- غزارة النزيف المهبلي: إذا كان النزيف شديدًا وغير طبيعي، فقد يكون مؤشرًا على وجود مشكلة مثل الإجهاض.
- ألم حاد أسفل البطن: الشعور بألم شديد أو مستمر في أسفل البطن يمكن أن يكون علامة على أن الحمل غير مستقر.
- ظهور التخثرات والتكتلات الدموية: خروج جلطات دموية أو تكتلات مع النزيف قد يشير إلى حدوث إجهاض.
- لون الدم: إذا كان لون الدم أحمر فاتحًا أو بنيًا، فقد يكون ذلك علامة على الإجهاض، خاصة إذا ترافق مع الأعراض الأخرى.
- توقف ظهور أعراض الحمل: في حال اختفت فجأة أعراض الحمل مثل الغثيان أو ألم الثديين، فقد يكون ذلك مؤشرًا على حدوث إجهاض.
عند ملاحظة هذه الأعراض، من الضروري استشارة الطبيب على الفور للتأكد من الحالة والحصول على الرعاية الطبية اللازمة.