دير جيجارد أرمينيا؛ لنتعرف على أهم المعلومات عن Gigard monastery

29 يوليو 2024
دير جيجارد أرمينيا؛ لنتعرف على أهم المعلومات عن Gigard monastery

نبذة حول  Gigard monastery

دير جيجارد، المعروف أيضًا باسم دير الرمح، هو دير من العصور الوسطى يقع في مقاطعة كوتايك بأرمينيا، داخل وادي أزات. يتميز الدير بأنه بُني مباشرة من جبل مجاور، مما يجعله فريدًا من نوعه في الهندسة المعمارية الأرمنية.

يرتبط الموقع بالقديس غريغوريوس المنور، الذي يُعتبر من الأوائل الذين جلبوا المسيحية إلى أرمينيا في القرن الرابع الميلادي. وفقًا للتقاليد المحلية، قام القديس غريغوريوس بتأسيس كنيسة صغيرة في هذا الموقع.

الاسم “جيجارد” يعني “الرمح”، في إشارة إلى الرمح الذي يُفترض أنه اخترق جسد يسوع المسيح أثناء صلبه. هذا الرمح محفوظ الآن في كاتدرائية إتشميادزين في فاغارشابات، أرمينيا.

في عام 2000، تم إدراج دير جيجارد ومحيطه الطبيعي كموقع للتراث العالمي لليونسكو، تقديرًا لأهميته التاريخية والثقافية والمعمارية. يشتهر الدير بفنه وهندسته المعمارية في العصور الوسطى، مما يجعله واحدًا من أبرز المعالم السياحية والدينية في أرمينيا.

تاريخ وجغرافيا دير جيجارد في أرمينيا

الجغرافيا: دير جيجارد يقع في مقاطعة كوتايك بأرمينيا، محاطًا بمنحدرات شاهقة على طول نهر أزات. يبعد الدير حوالي 30 كم (19 ميل) عن العاصمة يريفان، وقريب من معبد غارني، المعبد الوثني الوحيد الباقي في أرمينيا، والذي يبعد 11 كم (7 ميل) فقط أسفل النهر. الموقع أيضًا ليس بعيدًا عن العاصمة الأرمنية القديمة أرتاشات وقلعة كاكافابيرد من القرون الوسطى.

التاريخ المبكر: المناطق المحيطة بجيجارد كانت مأهولة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ، بما في ذلك من قبل الأورارتيين بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد. في العصور الوثنية، كان السكان المحليون يبجلون نبعًا خرج من الكهف الذي يشكل اليوم جزءًا من الدير، مما أدى إلى تسمية الدير أحيانًا بـ “أيفيرانك”، والتي تعني في الأرمينية “دير الكهف”.

تطور الكنيسة

تطور دير جيجارد

البدايات: بدأ دير جيجارد، المعروف سابقًا باسم “أيفيرانك” أو “دير الكهف”، ككنيسة صغيرة في منطقة كهفية. هذا الموقع له أهمية تاريخية ودينية كبيرة حيث ارتبط تقليديًا بالقديس غريغوريوس المنور، الذي يُعتبر من الأوائل الذين جلبوا المسيحية إلى أرمينيا في القرن الرابع الميلادي.

الدمار وإعادة البناء: في القرنين الثامن والتاسع الميلادي، تعرض الدير لهجمات الغزاة العرب الذين نهبوا المنطقة ودمروا مكتباتها ومخطوطاتها الفريدة. على الرغم من هذا الدمار، تم إعادة بناء الدير لاحقًا واستعادته لمكانته كمركز ديني وثقافي مهم.

الرعاية والنمو: تلقى الدير دعمًا كبيرًا من النبلاء الأرمن والجورجيين، وكذلك الأمراء البروشيان، الذين تبرعوا بأموال وثروات هائلة للدير. بفضل هذا الدعم، تحول الدير إلى مجتمع رهباني نشط وازدهر كواحد من المراكز الدينية والثقافية الرئيسية في المنطقة.

العمارة والفن: تم بناء الدير بأسلوب معماري مميز حيث نُحتت العديد من مبانيه مباشرة من الصخور الجبلية. تشمل هذه المباني كنائس ومصليات ومقابر. يُعتبر الدير تحفة فنية ومعمارية تعكس المهارات الهندسية والفنية للعصور الوسطى.

الحياة الرهبانية: كان الدير يضم مجتمعًا رهبانيًا نشطًا، حيث عاش وعمل فيه العديد من الرهبان والمؤرخين والفنانين. كان الدير يحتوي على مكتبات ومدارس، مما جعله مركزًا للتعليم والثقافة.

الرمح المقدس: كان الدير أيضًا مقصدًا للحجاج الذين جاءوا لرؤية الرمح المقدس، الذي يُعتقد أنه اخترق جسد المسيح أثناء صلبه. هذا الرمح جلبه يهوذا الرسول إلى المنطقة وكان موجودًا في الدير لمدة 500 عام قبل نقله إلى مكان آخر.

فترة الازدهار: شهد الدير فترة من الازدهار خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، خاصة تحت حكم الملكة تمار، التي استعادت الكثير من أرمينيا من الأتراك السلاجقة، مما ساعد على تحفيز عصر ذهبي قصير من الإنتاج الفني والثقافي في كل من أرمينيا وجورجيا.

بهذه الطريقة، تطور “أيفيرانك” من كنيسة صغيرة إلى دير جيجارد الرائع، الذي يُعتبر اليوم واحدًا من أبرز المعالم الدينية والثقافية في أرمينيا.

إنشاء دير جيجارد أرمينيا

إنشاء دير جيجارد: تشير النقوش إلى أن بناء الكنيسة الرئيسية للدير، كاتوجيكه، انتهى حوالي عام 1215 م تحت رعاية الأمراء الأرمينيين زخريا وإيفان. أقدم النقوش تعود إلى سبعينيات القرن الحادي عشر الميلادي، داخل مصلى القديس غريغوريوس الصغير.

في فترة حكم الملكة تمار (1184-1213 م)، استعادت الكثير من أرمينيا من الأتراك السلاجقة، مما حفز فترة ذهبية قصيرة من الإنتاج الفني والثقافي في كل من أرمينيا وجورجيا. ازدهر جيجارد خلال هذه الفترة من حوالي 1200 إلى 1400 م.

الرمح المقدس: جاء الحجاج إلى جيجارد لرؤية الرمح المقدس الذي يُفترض أنه اخترق جسد المسيح وأحضره يهوذا الرسول (المعروف أيضًا بثاديوس). بقي الرمح في الدير لمدة 500 عام قبل نقله إلى مكان آخر.

فن وعمارة دير جيجارد: دير جيجارد بُني في الصخور الصلبة بطريقة صليبية متساوية التسلح، وتم نحت أكثر من 20 مبنى مباشرة من جانب الجبال، بما في ذلك المقابر والكنائس والأثواب. يتألف المجمع من كنائس شرقية وغربية، ومجمع مقابر يعود إلى الأمراء البروشيان، وقبر ومصلى الجنرال باباك وروزوكان، وكاتدرائية، وnarthex المجاورة. كما توجد مساكن رهبانية قديمة وعدد كبير من الخاشكار (شواهد تذكارية مع صليب) حول جيجارد.

دير جيجارد يُعتبر اليوم واحدًا من أبرز المعالم السياحية والدينية في أرمينيا، ويتميز بفنه وهندسته المعمارية التي تعكس تاريخًا طويلًا وثريًا.

تصميم الكنيسة

تعتبر كاتدرائية جيغارد في أرمينيا واحدة من أجمل الأمثلة على العمارة الأرمنية في العصور الوسطى. تتميز الكنيسة الرئيسية، المعروفة باسم كاتوجيك، بتصميمها الصليبي الذي يعكس النمط المعماري الأرمني التقليدي. يحيط بالدير سور دفاعي يعود تاريخه إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، يحمي الجوانب الجنوبية والشرقية والغربية، بينما تحمي المنطقة الشمالية المنحدرات والجبال الطبيعية.

ديكورات المباني الداخلية في دير جيغارد مزخرفة بشكل كبير، حيث تحتوي على نقوش تفصيلية لحيوانات برية مختلفة، وأزهار ونباتات، وأنماط هندسية معقدة. تعتبر المنحوتة التي تصور الأسد يهاجم الثور واحدة من أبرز وأدق المنحوتات، والتي كانت رمزًا لسلطة وكرم الأمراء البروشيان. بالإضافة إلى ذلك، تحمل جدران جيغارد الداخلية العديد من النقوش التي تسجل أسماء الرعاة والأشخاص الذين قدموا تبرعات للكنائس أو المصليات الفردية.

يعتبر دير جيغارد مثالاً بارزًا على الإنجاز في الفن والعمارة الأرمنية في العصور الوسطى. إن موقعه الطبيعي المذهل، إلى جانب الهندسة المعمارية المبتكرة والديكور الغني، أثّر بشكل كبير على تطور العمارة في العصور الوسطى في أرمينيا وألهم الأجيال اللاحقة من المعماريين والفنانين.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى