محتويات
نبذة عن مرض السكري
يُعتبر مرض السكري أحد الأمراض المزمنة الشائعة في العالم، ويحدث عندما ترتفع مستويات سكر الجلوكوز في الدم بشكل غير طبيعي. هذه الزيادة تنتج عادةً عن خلل في إنتاج هرمون الأنسولين أو استجابة الجسم لهذا الهرمون. الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا لتزويدها بالطاقة اللازمة لأداء وظائفها. بدون كمية كافية من الأنسولين، يبقى الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته وحدوث مشاكل صحية خطيرة.
عندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم بشكل مفرط، قد تحدث مضاعفات صحية متنوعة، مثل السكتات الدماغية والأزمات القلبية، وقد تصل الأمور إلى الحاجة لبتر الأطراف نتيجة لتلف الأعصاب أو الأوعية الدموية. كما يمكن أن يؤثر مرض السكري على العينين والكلى ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة فيهما.
على الرغم من خطورة هذا المرض، فإن التقدم الطبي الحديث جعل من الممكن التحكم في مرض السكري إلى حد كبير. يمكن ذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتحكم في الوزن. بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الدورية لمستويات السكر في الدم، مما يساعد في تجنب العديد من المضاعفات المرتبطة بالمرض.
علاج السكري بالأعشاب الطبيعية
يمكن لبعض الأعشاب الطبيعية أن تساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم، وذلك عندما تُستخدم بجانب الخطة العلاجية التي يحددها الطبيب. تُعتبر الأعشاب خيارًا مساعدًا في المراحل الأولى من مرض السكري، وقد تعطي نتائج إيجابية عند استخدامها بشكل منتظم ومع اتباع التغذية السليمة. في الفقرات التالية، نستعرض بعض الأعشاب التي يمكن استخدامها لمساعدة مرضى السكري:
القرفة
أثبتت الدراسات أن تناول القرفة بشكل يومي يساعد في خفض مستويات السكر في الدم، خاصة عند إجراء تحليل السكر الصيامي. إلى جانب ذلك، تعمل القرفة على خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، مما يساهم في تحسين صحة القلب. على الرغم من أن القرفة قد لا تؤثر على مستوى السكر التراكمي بشكل مباشر، إلا أنها تعتبر مفيدة في تنظيم السكر في الدم بفضل نكهتها المميزة التي لا تتطلب إضافة السكر عند تناولها. يمكن إضافتها أيضًا إلى الحلويات والمخبوزات لزيادة قيمتها الغذائية.
الجيمنيما
تنحدر عشبة الجيمنيما من غابات الهند وأفريقيا، وتستخدم تقليديًا في تقليل تركيز الجلوكوز في الدم. أشارت الدراسات التي نُشرت في المجلات العلمية إلى أن تناول هذه العشبة يمكن أن يخفض نسبة الجلوكوز في الدم بنسبة تصل إلى 11٪ قبل الأكل، وبنسبة تصل إلى 13٪ بعد الأكل. كما تُساهم الجيمنيما في خفض معدل السكر التراكمي بنسبة حوالي 8.8٪، مما يجعلها خيارًا جيدًا للتحكم في السكر.
الزنجبيل
يُعتبر الزنجبيل أحد الأعشاب المفيدة لمرضى السكري، حيث أظهرت دراسات نُشرت عام 2015 أن تناول مسحوق الزنجبيل قد يساهم في تحسين مستوى السكر في الدم. إضافة إلى ذلك، قد يساعد الزنجبيل في خفض مستوى السكر التراكمي، خاصة لمرضى السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، لا تزال الدراسات بحاجة إلى مزيد من التأكيد لتحديد فعالية الزنجبيل بشكل دقيق في علاج السكري.
الحلبة
تُعد الحلبة من النباتات الغنية بالألياف القابلة للذوبان، وتعمل على إبطاء عملية الهضم وامتصاص الكربوهيدرات، مما يساهم في خفض مستوى السكر في الدم. أشارت الدراسات التي أجريت عام 2015 إلى أن تناول 10 جرامات من الحلبة يوميًا قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري، كما أنها تساعد في خفض مقاومة الجسم للأنسولين دون التسبب في آثار جانبية.
الخرفيش
يُعرف الخرفيش أيضًا باسم السلبين المريمي، وقد أظهرت الأبحاث التي أُجريت عام 2016 أن مادة السيليمارين المستخلصة من هذه العشبة تساعد في خفض مستوى السكر أثناء الصيام. كما أن هذه العشبة تؤدي إلى خفض مستوى السكر التراكمي بشكل ملحوظ، لكنها لم تؤثر بشكل كبير على مستويات الدهون في الدم.
مشاكل استخدام الأعشاب لعلاج السكري
على الرغم من الفوائد المحتملة للأعشاب في علاج مرض السكري، إلا أن هناك بعض المشاكل التي قد تواجهنا عند استخدامها:
- تفاوت فعالية الأعشاب: تختلف قوة الأعشاب وتأثيرها بناءً على مصدرها والموسم الذي تم زراعتها فيه، مما يجعل من الصعب تحديد الجرعة المثلى.
- عدم وضوح المكونات: في بعض الأحيان، قد لا يتم توضيح المكونات الحقيقية على الملصقات الخارجية لمنتجات الأعشاب المعبأة، مما يجعل من الأفضل شراء الأعشاب غير المعبأة لضمان جودتها.
- الآثار الجانبية: بعض الأعشاب قد تسبب ردود فعل تحسسية أو آثار جانبية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، الإسهال، الصداع، الطفح الجلدي، أو الحكة. لذا يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل تناول الأعشاب.
التغذية السليمة لمرضى السكري
التغذية السليمة هي جزء أساسي من إدارة مرض السكري. يساعد التخطيط الغذائي الجيد مريض السكري في التحكم بمستويات السكر في الدم، كما أنه يحسن من صحته العامة. ينصح الأطباء بتناول ثلاث وجبات أساسية يوميًا في أوقات منتظمة، مع التركيز على تناول طعام صحي ومتكامل يساهم في زيادة النشاط وضبط مستوى السكر في الدم.
تشمل الأطعمة الموصى بها لمرضى السكري:
- الخضروات: تحتوي على الألياف والفيتامينات وتساعد في تحسين الهضم وضبط السكر.
- الفواكه: يمكن تناول الفواكه التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكريات.
- البروتينات: مثل اللحوم البيضاء، الأسماك، البيض، والمكسرات التي تساعد في بناء العضلات وضبط مستويات السكر.
- الحبوب الكاملة: مثل الأرز البني، الشوفان، والشعير التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات البسيطة وتساعد في تحسين الهضم.
سكر الحمل
سكر الحمل هو نوع من السكري يظهر أثناء فترة الحمل بسبب عدم قدرة الجسم على حرق السكر بشكل طبيعي. على الرغم من أن العديد من النساء يتعافين من سكر الحمل بعد الولادة، إلا أن بعض الحالات قد تستمر بعد الولادة. من أهم الأعراض التي تشير إلى الإصابة بسكر الحمل:
- العطش الشديد: الشعور بالعطش المستمر هو عرض شائع.
- التبول المتكرر: بسبب تراكم السكر في الدم.
- الإرهاق المستمر: تشعر المرأة الحامل بإرهاق غير مبرر.
- التهابات متكررة: قد تحدث التهابات متعددة لدى المرأة الحامل.
نصائح للمرأة المصابة بسكر الحمل
للسيطرة على سكر الحمل، يمكن اتباع بعض الخطوات المفيدة:
- تناول وجبة إفطار صحية: يجب أن تكون وجبة الإفطار غنية بالبروتين وقليلة الكربوهيدرات.
- تناول الحليب يوميًا: يُنصح بشرب كوب من الحليب مع ملعقتين من مصل الحليب.
- تجنب السكريات في الصباح: يجب الابتعاد عن الفواكه والخضروات في الصباح لأنها تحتوي على سكريات قد تؤثر على مستويات السكر.
- تناول وجبات صغيرة كل ساعتين: للمحافظة على استقرار مستوى السكر في الدم وتجنب الجوع الشديد.
- ممارسة التمارين الرياضية: تساهم الرياضة في تحسين توزيع الجلوكوز في الجسم وضبط وظائف الجسم الرئيسية.