محتويات
نبذة عن مشكلة فقدان الشهية
فقدان الشهية، أو ما يعرف بفقدان الشهية العصابي، هو أحد اضطرابات الأكل الخطيرة التي قد تهدد حياة الفرد، حيث يعاني المصابون من خوف مفرط من زيادة الوزن، مما يدفعهم إلى تجنب تناول الطعام بشكل طبيعي على الرغم من شعورهم بالجوع. الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة عادةً ما يكون لديهم تشوه في الصورة الذاتية، حيث يرون أنفسهم بدناء على الرغم من كونهم نحفاء جدًا.
شيوع المشكلة
تنتشر مشكلة فقدان الشهية العصابي بشكل أكبر بين النساء، وخاصةً في مرحلة المراهقة، ولكنها قد تصيب أيضًا الأشخاص من مختلف الأعمار والأجناس. نسبة قليلة من المصابين تتجاوز أعمارهم الأربعين عامًا. تعد هذه المشكلة أكثر شيوعًا بين المراهقين والشباب، لكنها قد تصيب الأشخاص في أعمار مختلفة.
تأثير فقدان الشهية
تؤدي هذه المشكلة إلى فقدان ملحوظ في الوزن، حيث يعتبر الشخص مصابًا بفقدان الشهية إذا فقد ما لا يقل عن 15% من وزنه المثالي. هذا الفقدان السريع في الوزن قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل.
أسباب فقدان الشهية عند الكبار
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تسهم في تطور فقدان الشهية، وتتنوع بين عوامل بيولوجية، نفسية، وبيئية. وفيما يلي أهم الأسباب:
1. العامل البيولوجي
- يعتقد العلماء أن حوالي 50-80% من حالات فقدان الشهية تكون ناتجة عن عوامل جينية. على الرغم من عدم تحديد الجينات المسؤولة بدقة، إلا أن هناك اختلالات في كيمياء الدماغ تؤثر على الشعور بالجوع والهضم.
- قد يكون لدى بعض الأشخاص صفات وراثية مثل حب الكمالية والمثابرة وزيادة الحساسية التي تجعلهم عرضة لفقدان الشهية.
2. العامل النفسي
- بعض الأشخاص يتعرضون لضغط نفسي شديد قد يؤدي بهم إلى اتباع نظم غذائية صارمة تؤدي إلى فقدان الشهية. هؤلاء الأشخاص يميلون إلى قهر أنفسهم والتوقف عن تناول الطعام للوصول إلى جسم شديد النحافة.
3. العامل البيئي
- معايير الجمال التي تروجها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تشجيع فقدان الشهية، خاصة بين النساء. يُعتبر النحافة معيارًا للجمال، مما يدفع العديد من الأفراد إلى الامتناع عن تناول الطعام.
- التغيرات الهرمونية، التوتر، وضعف الثقة بالنفس من العوامل التي تؤدي إلى تفاقم فقدان الشهية.
- بعض العوامل البيئية مثل التنمر، الضغط الدراسي، والمشاكل العائلية تسهم أيضًا في فقدان الشهية.
أعراض فقدان الشهية
تتراوح أعراض فقدان الشهية بين الأعراض الجسدية والنفسية، وتشمل:
الأعراض الجسدية:
- فقدان الوزن الملحوظ: انخفاض شديد في وزن الجسم.
- الجفاف: نتيجة لقلة تناول السوائل.
- الإمساك: بسبب قلة تناول الألياف.
- انقطاع الدورة الشهرية: لدى النساء المصابات بفقدان الشهية.
- تساقط الشعر: نتيجة لنقص العناصر الغذائية الهامة.
- الشعور بالبرد باستمرار: بسبب انخفاض نسبة الدهون في الجسم.
- الدوار والإغماء: نتيجة لنقص السكر في الدم.
- بطء نبضات القلب: أو عدم انتظامها، نتيجة تأثر العضلات القلبية بنقص التغذية.
- انتفاخ الذراعين أو الساقين: كعرض متقدم من سوء التغذية.
الأعراض النفسية:
- هوس السعرات الحرارية: يكون الشخص مهووسًا بعدد السعرات الحرارية التي يتناولها يوميًا.
- انعدام الثقة بالنفس: الشعور بأن الجمال والقيمة الشخصية مرتبطان بمدى النحافة.
- الانعزال الاجتماعي: قد يميل الشخص المصاب بفقدان الشهية إلى العزلة وتجنب المناسبات الاجتماعية.
- الأرق: وصعوبة النوم نتيجة القلق المستمر حول الوزن والطعام.
- الاكتئاب: قد يصاحب فقدان الشهية اكتئاب حاد ورغبة في الانتحار.
علاج فقدان الشهية عند الكبار
علاج فقدان الشهية يتطلب اتباع خطة علاجية متعددة الجوانب تشمل العلاجات النفسية، التغذوية، والأدوية. وفيما يلي أبرز طرق العلاج:
1. تلقي العلاج في المستشفى
قد يحتاج بعض المرضى إلى العلاج في المستشفى إذا كانت حالتهم الصحية قد تدهورت بشدة بسبب نقص الوزن أو سوء التغذية. تشمل هذه الحالات:
- مشاكل القلب.
- الجفاف الحاد.
- محاولات الانتحار أو الاكتئاب الشديد.
- اختلال في توازن الكهارل. في هذه الحالات، قد يحتاج المريض إلى التغذية عن طريق الوريد واستعادة مستويات السوائل والمغذيات في الجسم.
2. استعادة الوزن الصحي
من أولويات علاج فقدان الشهية هو استعادة الوزن الصحي للمريض. يعتمد هذا العلاج على فريق طبي متكامل يشمل طبيب نفسي، أخصائي تغذية، وأفراد من عائلة المريض. يتم العمل على ضبط:
- السعرات الحرارية التي يجب تناولها يوميًا.
- مواعيد الوجبات.
- علاج المشاكل النفسية التي تؤدي إلى فقدان الشهية.
3. العلاج النفسي
يركز العلاج النفسي على تغيير سلوكيات المريض وتفكيره تجاه الطعام وصورته الذاتية. يُعتبر العلاج الأسري جزءًا مهمًا من الخطة العلاجية، خصوصًا إذا كان المريض مراهقًا. يهدف العلاج إلى:
- مساعدة المريض على تطوير عادات غذائية صحية.
- تعزيز الثقة بالنفس وتقبل الجسم.
- تعلم مهارات إدارة القلق والتوتر.
4. العلاج الدوائي
على الرغم من عدم وجود أدوية مخصصة لعلاج فقدان الشهية بحد ذاته، إلا أن بعض مضادات الاكتئاب تُستخدم لعلاج القلق والاكتئاب الذي قد يكون مصاحبًا لهذه الحالة. بعض مضادات الاكتئاب تعمل أيضًا على فتح الشهية.
نصائح للوقاية من فقدان الشهية
للوقاية من فقدان الشهية العصابي، يجب مراعاة النصائح التالية:
- التوعية بالأكل الصحي: من المهم توعية الأفراد، خاصة الشباب، بأهمية تناول غذاء متوازن وسليم.
- تعزيز الثقة بالنفس: يجب تعليم الأفراد تقدير أنفسهم بناءً على إنجازاتهم الشخصية وليس مظهرهم الخارجي فقط.
- تجنب الصور المثالية للجسم: تشجيع التنوع في معايير الجمال والابتعاد عن الترويج للنحافة المفرطة كمعيار للجمال.
- مراقبة العادات الغذائية: على العائلات مراقبة سلوكيات الأكل لدى أبنائهم والتدخل في حالة ظهور أي علامات تشير إلى فقدان الشهية.