محتويات
سكري الحمل: الأسباب، الأعراض، وطرق الوقاية
يعتبر سكري الحمل نوعًا من ارتفاع السكر في الدم يحدث لدى النساء الحوامل خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. يعد هذا المرض من الحالات المؤقتة التي تظهر نتيجة التغيرات الهرمونية التي تؤثر على قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بكفاءة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم. ورغم أن سكري الحمل يختفي عادة بعد الولادة، إلا أن اكتشافه المبكر والعناية به تعتبر ضرورية للحفاظ على صحة الأم والجنين. في هذا المقال، سنتعرف على أسباب سكري الحمل، أعراضه، مضاعفاته، وطرق الوقاية منه.
ما هو سكري الحمل؟
سكري الحمل هو حالة مؤقتة من اضطراب مستوى الجلوكوز في الدم تحدث أثناء فترة الحمل، حيث تعجز خلايا الجسم عن استخدام الأنسولين بكفاءة كما كانت في السابق، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم. البنكرياس يكون غير قادر على إنتاج الأنسولين بكميات كافية لمواكبة التغيرات الهرمونية، وهو الهرمون الذي يعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم. وبناءً على ذلك، قد تصاب المرأة الحامل بارتفاع في نسبة الجلوكوز، مما يزيد من احتمالية الإصابة بسكري الحمل.
على الرغم من أن سكري الحمل يعد مشكلة صحية مؤقتة، إلا أنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل، سواء لدى الأم أو الطفل.
علامات ارتفاع السكر لدى الحامل
سكري الحمل غالبًا ما يكون من الأمراض الصامتة، حيث تظهر الأعراض بشكل غير واضح. ومع ذلك، هناك بعض العلامات التي يجب أن تراقبها المرأة الحامل والتي تشير إلى ارتفاع السكر في الدم، ومنها:
- التبول بشكل متكرر: نتيجة ارتفاع السكر، يزيد الضغط على الكلى للتخلص من الجلوكوز الزائد، مما يؤدي إلى زيادة مرات التبول.
- الشعور بضيق في التنفس: يمكن أن يحدث هذا نتيجة للتغيرات في مستويات السكر والطاقة في الجسم.
- العطش الشديد: جفاف الجسم وفقدان السوائل بسبب كثرة التبول يؤدي إلى الشعور المستمر بالعطش.
- فقدان الوزن غير المبرر: بالرغم من تناول الطعام، يمكن أن يحدث فقدان في الوزن بسبب عدم قدرة الجسم على الاستفادة من الجلوكوز.
- الغثيان والتقيؤ المتكرر: قد يكون الغثيان والتقيؤ من علامات ارتفاع السكر في الدم.
- فقدان الشهية أو الشعور بالجوع الشديد: يمكن أن تتراوح الأعراض بين فقدان الشهية أو الشعور بالجوع المفرط بسبب اضطراب مستويات الجلوكوز.
- الإعياء والتعب: الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة لعدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بكفاءة.
- التعرق الزائد: يمكن أن يكون التعرق الزائد علامة على ارتفاع مستويات السكر.
- ضعف التركيز والرؤية الضبابية: اضطراب مستويات الجلوكوز قد يؤثر على الرؤية ويسبب الدوار وضعف التركيز.
ضرورة استشارة الطبيب
عند ملاحظة أي من هذه الأعراض، ينبغي على المرأة الحامل التوجه إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة لمراقبة مستوى السكر في الدم. الفحص الطبي الدوري أثناء الحمل يلعب دورًا هامًا في الوقاية من المضاعفات.
أسباب سكري الحمل
تعود أسباب سكري الحمل إلى مجموعة من العوامل الهرمونية والفسيولوجية التي تؤثر على قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز. إليك أبرز هذه الأسباب:
- التغيرات الهرمونية أثناء الحمل: خلال فترة الحمل، تحدث تغييرات كبيرة في الهرمونات تهدف إلى الحفاظ على صحة الجنين، لكن هذه التغيرات قد تؤثر على قدرة الجسم على استخدام الأنسولين.
- زيادة إنتاج الأنسولين: في الوضع الطبيعي، يقوم البنكرياس بإنتاج كميات كافية من الأنسولين لمواجهة هذه التغيرات الهرمونية، لكن في بعض الحالات لا يكون البنكرياس قادرًا على إنتاج ما يكفي.
- ضعف تحمل الجلوكوز: بعض النساء يواجهن مشكلة ضعف في تحمل الجلوكوز أثناء الحمل، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- إفراز المشيمة للهرمونات: المشيمة تقوم بإفراز هرمونات تعيق عمل الأنسولين، مما يسبب ارتفاع مستويات الجلوكوز.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل
هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمالية إصابة المرأة بسكري الحمل، منها:
- زيادة الوزن: النساء اللواتي يعانين من السمنة أو زيادة الوزن خلال فترة الحمل معرضات لخطر أكبر للإصابة بسكري الحمل.
- وجود تاريخ عائلي: إذا كانت هناك حالات سابقة من السكري في الأسرة، فقد يكون هناك احتمال أكبر للإصابة بسكري الحمل.
- سكري الحمل السابق: إذا سبق للمرأة أن أصيبت بسكري الحمل في حمل سابق، فإنها معرضة للإصابة به مرة أخرى.
- ارتفاع مستوى السكر في البول: وجود السكر في البول أثناء الفحوصات قد يكون علامة على وجود مشكلة في تحمل الجلوكوز.
- زيادة السوائل حول الجنين: ارتفاع نسبة السائل الأمنيوسي حول الجنين يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود سكري الحمل.
مضاعفات سكري الحمل
إهمال التعامل مع سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، سواء على الأم أو الجنين. إليك بعض هذه المضاعفات:
للأم
- ارتفاع ضغط الدم: زيادة مستوى السكر قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة في السائل الأمنيوسي: تراكم السوائل حول الجنين.
- الولادة المبكرة: قد يؤدي سكري الحمل إلى حدوث الولادة قبل الأوان.
- الولادة القيصرية: بسبب زيادة حجم الجنين أو المضاعفات الأخرى، قد تكون المرأة بحاجة إلى الولادة القيصرية.
- تسمم الحمل: سكري الحمل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل.
للجنين
- التشوهات الخلقية: عدم التحكم في مستويات السكر قد يؤدي إلى تشوهات في الجنين.
- زيادة حجم الجنين: يمكن أن يؤدي سكري الحمل إلى نمو الجنين بحجم أكبر من المعتاد، مما يزيد من خطر الولادة الصعبة.
- ارتفاع نسبة الصفراء: الجنين قد يكون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع نسبة الصفراء بعد الولادة.
- خطر الوفاة: في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي سكري الحمل غير المعالج إلى وفاة الجنين.
كيفية الوقاية من سكري الحمل
يمكن تقليل خطر الإصابة بسكري الحمل باتباع بعض النصائح الوقائية:
- الحفاظ على وزن صحي: من المهم أن تبدأ المرأة الحمل بوزن صحي وتحافظ على وزنها خلال فترة الحمل.
- اتباع نظام غذائي صحي: يجب تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية.
- ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يساعد في تحسين حساسية الجسم للأنسولين.
- شرب كميات كافية من الماء: تناول الماء يساعد في الحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم.
- تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكر: الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسكري الحمل.
طرق تشخيص سكري الحمل
لتشخيص سكري الحمل، يُنصح بإجراء بعض الفحوصات الهامة خلال فترة الحمل، وخاصة خلال الأشهر الأخيرة:
- فحص نسبة السكر في الدم: يجب إجراء فحص السكر في الشهر السابع والثامن، خاصة للنساء اللواتي لديهن تاريخ سابق من سكري الحمل.
- اختبار تحمل الجلوكوز: يتم ذلك عن طريق شرب محلول يحتوي على 50 جرامًا من السكر، ثم فحص مستوى السكر في الدم بعد مرور نصف ساعة. إذا كانت النتيجة أعلى من 140 ملغ/دل، يُنصح بإجراء فحص آخر أكثر دقة بعد صيام 8 ساعات.