الأحلام والاتصال باللاوعي
إذا اتفقنا أن معظم الأحلام مصدرها اللاوعي الشخصي وبمساعدة اللغة العالمية (التي تتعلق باللاوعي الجمعي كما وضعها العالم النفسي كارل يونغ)، فإن سبيلنا إلى برمجة الحلم أو تحديده مسبقاً هو الاتصال باللاوعي.
لكن هل هناك وسائل للاتصال باللاوعي؟ الإجابة هي نعم؛ إذا جعلنا موجة عمل الدماغ في حالة الوعي تقارب موجة عمله في اللاوعي كما في الحلم، سنتمكن من الاتصال باللاوعي.
وهذا يحدث عند ممارسة التنفس العميق والاسترخاء والتأمل، أي اليوغا والتأمل، وكذلك في أحلام اليقظة، أو حالات تغير الشعور عندما يصل تحت عتبة الوعي. ففي حالة الوعي يعمل العقل بموجة بيتا ولكن اللاوعي يعمل بموجة ألفا، وهي أبطأ. وقد وجد أن الإنسان قادر على إبطاء موجة الدماغ العادية باستخدام الوسائل المذكورة سابقاً، وهكذا يتم التواصل مع اللاوعي والوصول إلى حالة الاستبصار.
برمجة الأحلام
من هنا نصل إلى فهم القدرة على برمجة الأحلام أو الاستفادة منها؛ فكيف يكون لنا هذا؟
- أكثر فترة زمنية يكون فيها عمل الذهن مقارب لموجة اللاوعي هي مرحلة قبل النوم مباشرة أو عند الاستيقاظ.
- نلاحظ أننا عندما نبرمج اللاوعي في هذه الفترة على الاستيقاظ في الساعة الفلانية، فإننا فعلاً نستيقظ في ذات الوقت، وهذا أحد الأدلة العلمية على قدرتنا أحيانًا في قيادة اللاوعي.
- إذا كانت لديك محنة أو تحدي لا تجد حلاً له، اطلب في هذه المرحلة من لاوعيك أن يريك حلاً أو خطوة في الحل خلال الحلم، وأن تتذكرها لتجد الحلول من داخل نفسك.
- إذا كانت لديك مسألة رياضية أو موضوع حل مسألة دراسية صعبة، اطلب من لاوعيك مساعدتك في حلها من خلال الحلم على أن تتذكره، اعلم أن اللاوعي خادم أمين لنا.
- إذا أردت أن تتعلم مهارة معينة ولديك عقدة معينة لا تستطيع تجاوزها، اطلب منه الإلهام.
- إذا كنت قد حلمت بحلم لم تتمكن من فهمه تمامًا، اطلب منه التوضيح.
- إذا كنت تعاني من حالة مرضية، اطلب من اللاوعي المساعدة في الشفاء أو التوجيه حول الغذاء أو العلاج.
- في حالة المفقودات، اطلب المساعدة من اللاوعي.
- إذا كنت تريد التدخل في حلم ما وتوجيهه بإرادتك، اطلب الأحلام الواضحة وضع لك رمزًا في ذهنك لتتعرف عليه، حتى تتمكن من التدخل في الحلم وتغيير وضعك أو تحسين نفسيتك أو التخلص من عقدتك.
برمجة الأحلام هي موضوع كبير ومهم، وقد شرحت جزءاً منه، وقد نحتاج إلى التدريب والتكرار للوصول إلى النتائج. ولكي تتذكر الأحلام ولا تنساها، ضع بجانبك مفكرة صغيرة تسمى “مفكرة الأحلام” لتكتب أهم ما في الحلم عند الاستيقاظ منه مباشرة، لأن المحتوى قد ينسى نصفه خلال الخمس دقائق الأولى وينسى تسعون بالمائة منه في العشر دقائق الأولى.
منهجية تفسير الأحلام
ذكرنا سابقًا أن أفضل شخص ممكن أن يفسر حلمه هو الحالم نفسه، ولكن لا بد أن يتعلم قليلاً عن كيفية التفسير ومعاني أهم الرموز. وهنا سأقدم لكم طريقة تساعدكم في تفسير الأحلام وسأذكر لكم بعضاً من أهم الرموز والأحلام. تعالوا معي في رحلة تفسير الأحلام.
- التأكيد على أهمية الحلم وأن له مغزى ويجب فهمه.
- هل للحلم علاقة بحوادث حدثت قبل ٤٨ أو ٧٢ ساعة السابقة؟ فقد يتعلق بها ويكون حديث النفس، ومناقشة الموضوع من مستوى أعمق قد يعطي الحلم حلاً أو يوضح موقفك أو الحدث.
- ما هي مشاعرك خلال الحدث؟ هل كنت سعيدًا ومرتاحًا، أم قلقًا ومتوترًا، أم غاضبًا أو خائفًا؟ الأحلام ترتبط بشكل كبير بالمشاعر، لذا المشاعر مهمة جدًا في رحلة تفسير الحلم.
- لخص الحلم وخذ الخطوط العامة له، أي أين نقطة التركيز، أو ما هو مفتاح الحلم؟ عادةً ما نكون نحن مركز الحلم.
- ما هي الأمور الثانوية في الحلم، أي الأقل تركيزًا؟ الآن أدخلها في الصورة الرئيسية وافهمها، وما علاقتها بك.
- الآن انظر للتفاصيل وليس منذ البداية حتى لا تضيع في التفاصيل. هنا تظهر أهمية رموز الأشياء مثل الأرقام والألوان والأسماء، وحاول ربطها بمجرى الحلم الرئيسي.
- ابحث عن الرموز الأساسية إن وجدت في الحلم، وماذا قد توحي لك أنت شخصيًا؟ ماذا يعني الرمز لك أنت وليس كصورة عامة كما موجود في قواميس الأحلام؟ إذا لم تجد له رابطًا بك، ابحث عن الرموز العامة له في مجتمعك وديانتك، وإن كان بعيدًا، ابحث في التفاسير العامة.
- وأخيرًا، فكر فيما هو الهدف من هذا الحلم، وما الذي يريد اللاوعي إرساله لك، وماذا تفعل وكيف توجه وعيك.