محتويات
هل تفسير الأحلام موهبة أم اكتساب؟
يتساءل الكثيرون عن كيفية تعلم تفسير الأحلام، ولكن من المهم توضيح عدة نقاط حول هذا الموضوع. يعدّ تفسير الأحلام أقرب إلى الإلهام والموهبة، التي يمنحها الله -تعالى- لمن يشاء من عباده، ولا يمكن الاعتماد فقط على ما ورد في الكتب. فالتفسير يختلف بناءً على أحداث الرؤيا وأحوال الناس. كما يقول معبّر الرؤى عبد الغني النابلسي: “وللمعبِّرين طرقٌ كثيرة في استخراج التأويل، وذاك غير محصور، بل هو قابلٌ للزيادة باعتبار معرفة المعبِّر، وكمال حذقه وديانته”. وأضاف الدرديري: “والعلم بتفسير الرؤيا ليس من كتب، بل يكون بفهم الأحوال والأوقات والفراسة”.
تعلم تفسير الأحلام
رغم أن تفسير الأحلام ليس علماً مكتسباً بشكل كامل، إلا أنه يمكن تعلم شيء منه من خلال الاطلاع على مصادر معتبرة لتفسير الرؤى، مثل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يفسر فيها الرؤى لأصحابه، بالإضافة إلى ما ورد عن الصحابة الكرام والعلماء المعتبرين. كما قال ابن باز: “ينبغي لمن أراد التفسير أن يعتني بما جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الرؤيا”. بذلك، يمكن للإنسان تعلم تفسير الأحلام، ولكنه لا يكفي فقط بالقراءة، بل يتطلب أيضاً موهبة وفراسة خاصة.
حكم تفسير الأحلام بغير علم
تفسير الأحلام بغير علم لا يجوز، لأنه قد يؤدي إلى تقوّل على الله ورسوله بغير علم. قال ابن باز: “ولا ينبغي له أن يقدم على التأويل إلا عن بصيرة وعن علم، حتى لا يكذب على الله، ولا على رسوله”. كما حذر من الاعتماد على الكتب فقط دون بصيرة، فقد يؤدي ذلك إلى تأويلات خاطئة، مما يجعل البعض يقع في الخطأ. كما جاء في الفواكه الدواني: “وقد يدْعو بعضَ مَن لا علم لهم إلى تعبير الأحلام على وفق ما يجدونه في تلك الكتب، فيكونون بذلك من المتخرِّصين القائلين بغير علم”.
صفات مفسر الرؤى والأحلام
من المهم أن يكون معبّر الرؤى متصفاً بعدد من الصفات التي تضمن صدق تفسيره. كلما كان المعبّر قريباً من الله وأكثر علمًا وتقوى، كان تفسيره أصح وأكثر دقة. كما يقول ابن القيم: “كلما كان المعبّر أصدق وأبر وأعلم، كان تعبيره أصح”. لذلك، يجب التأكد من أن مفسر الأحلام يتحلى بالمصداقية والتقوى لتكون تأويلاته صادقة وصحيحة.