محتويات
وسائل وطرق لتعلّم تفسير الأحلام
تفسير الرؤى هبة يمنحها الله لمن يشاء من عباده، فالتأويل غالبًا ما يكون مبنيًا على قرب الإنسان من الله، وعلى موهبة وفراسة يمتلكها. ولكن هناك العديد من الوسائل والطرق التي تعين على اكتساب هذا العلم وتعلم تفسير الرؤى والأحلام، وهي تتطلب اطلاعًا واسعًا وتدريبًا منهجيًا. فيما يلي أهم هذه الوسائل:
التفريق بين الرؤى والأحلام وحديث النفس
على من يريد تفسير الرؤى أن يسأل الرائي عن حاله، وإن كان يفكر كثيرًا بما رآه، فالكثير من أحلامنا لا معنى لها ولا تأويل؛ لأنها تكون ناتجة عن كثرة التفكير في أمر ما. أحيانًا يكون ما يراه النائم حلمًا من الشيطان، فيكون مليئًا بالخلط والأمور غير الواضحة. أما الرؤيا الصادقة فتكون واضحة المعالم، وتحمل رسائل وبشائر خير للرائي، أو تحذيرات من أمر ما. هذه الرؤى يكون لها تأويل، أما الأحلام الناتجة عن حديث النفس أو الأحلام التي يكثر فيها التشويش والأمور الغريبة فلا معنى لها.
الاستنباط من القرآن الكريم
من يريد تعلم تفسير الأحلام يجب أن يمتلك أدوات كثيرة، منها فهم دلالات القرآن الكريم ومعاني ألفاظه. فقد يكون للرؤيا تأويل من خلال الاستنباط من القرآن. على سبيل المثال، قد يرى النائم أنه يلبس لباسًا جديدًا، وقد يدل ذلك على الزواج، استنادًا إلى قوله تعالى:
“هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ” (البقرة: 187).
الاستنباط من الأحاديث النبويّة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر لأصحابه رؤاهم. من ذلك أنه فسر قدح اللبن بالعلم، والقميص بالدين، والرطب بالرفعة في الدنيا والآخرة، إلى غير ذلك من الدلالات الموجودة في الأحاديث النبوية الشريفة.
الاستدلال من اللغة ومعانيها
فهم اللغة العربية ودلالات ألفاظها واشتقاقات أسمائها وأمثالها السائرة وغير ذلك من الأمور مهم في تعلم تفسير الأحلام. على سبيل المثال، اليد الطويلة في المنام قد تدل على الخير والمعروف والصدقة والكرم، استنادًا إلى قول النبي الكريم لإحدى زوجاته:
“أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، قالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، قالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ، لأنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بيَدِهَا وَتَصَدَّقُ” (رواه البخاري).
معرفة معاني الأسماء تساعد كذلك في تفسير الرؤيا. فاسم أحمد قد يدل على الرفعة والمكان المحمود، واسم غانم قد يدل على الرزق وزوال الهم، واسم تيسير قد يدل على تيسير الأمور. كذلك، معرفة صفة أو دلالة المعنى؛ فالسن في المنام قد يدل على عمر الإنسان وسنينه، فربما دل سقوطه على اقتراب الأجل، وربما دل ظهوره على حمل أو ولادة.
التعلّم من أهل الاختصاص
هناك العديد من كتب تفسير الأحلام لعُلماء مُعتبرين ومُختصّين، ومن أراد تعلم تفسير الأحلام يمكنه الاطلاع عليها والاستفادة من الرموز ودلالاتها ومن طريقة استنباطهم لدلالات الرؤى. من هذه الكتب:
- كتاب “تعطير الأنام في تعبير المنام” لعبد الغني النابلسي.
- كتاب “الإشارات في علم العبارات” لابن شاهين.
- كتاب “تعبير الرؤيا” لإبراهيم بن غنام.
- كتاب “منتخب الكلام في تفسير الأحلام” المنسوب لابن سيرين.
بالإضافة إلى ما أفرده المحدثون في كتبهم من الأبواب المتعلقة بتفسير الرؤى، مثل الصحيحين وكتب السنّة الستة.