محتويات
الحجم الطبيعي للغدة الزعترية
الغدة الزعترية، أو كما تعرف بـ”التيموس”، هي غدة صغيرة توجد في منطقة الصدر خلف عظم القص، وهي جزء أساسي من الجهاز المناعي. تشهد الغدة الزعترية تغيرات في حجمها وشكلها مع مرور الوقت، حيث تبدأ بحجم كبير نسبيًا عند الولادة، ثم تتقلص بشكل تدريجي مع التقدم في العمر. لهذا السبب، يعتبر الحجم الطبيعي للغدة الزعترية أمرًا نسبيًا يعتمد على العمر وحالة الجسم.
مراحل تغير حجم الغدة الزعترية
1. حجم الغدة الزعترية عند الولادة
- عند الولادة، تكون الغدة الزعترية بحجم كبير نسبيًا، حيث يبلغ وزنها حوالي 25 غرامًا. هذا الحجم الكبير يعود إلى دورها الهام في دعم الجهاز المناعي للطفل خلال فترة النمو الأولى.
2. حجم الغدة الزعترية في مرحلة الطفولة
- تستمر الغدة الزعترية في النمو خلال السنوات الأولى من حياة الطفل حتى تصل إلى ذروة حجمها في سن البلوغ. في هذه الفترة، يبلغ وزنها حوالي 35 غرامًا وتقوم بتطوير وتنشيط الخلايا التائية التي تلعب دورًا حيويًا في الدفاع عن الجسم ضد الأمراض.
3. انكماش الغدة الزعترية بعد البلوغ
- بعد مرحلة البلوغ، تبدأ الغدة الزعترية في الانكماش التدريجي. تُستبدل أنسجة الغدة الزعترية تدريجيًا بأنسجة دهنية، وهي عملية تعرف باسم أوب. بحلول سن العشرين، يبدأ حجم الغدة بالانخفاض ليصل إلى حوالي 15 غرامًا بحلول سن الستين.
4. حجم الغدة الزعترية في سن الشيخوخة
- مع التقدم في العمر، يستمر حجم الغدة في الانكماش حتى تصل إلى سدس حجمها الأصلي عند الولادة بحلول سن 75 عامًا. يتم استبدال معظم الأنسجة الأصلية بأنسجة دهنية، مما يقلل من دورها الفعال في الجهاز المناعي.
الأمراض المرتبطة بالغدة الزعترية
تتعرض الغدة الزعترية للعديد من الأمراض والحالات المرضية، بعضها قد يكون خطيرًا ويستدعي التدخل الطبي الفوري. وفيما يلي أبرز هذه الأمراض:
1. تضخم الغدة الزعترية
- يعتبر تضخم الغدة الزعترية من الحالات الشائعة التي يمكن أن تحدث نتيجة لعدة عوامل، منها التهابات المفاصل الروماتويدية وأمراض المناعة الذاتية. هذا التضخم يؤدي إلى زيادة حجم الغدة بشكل ملحوظ، مما يؤثر على وظائفها الحيوية.
2. تكيسات الغدة الزعترية
- تُعد تكيسات الغدة الزعترية من الحالات المرضية التي يمكن أن تكون خلقّية أو مكتسبة. التكيسات الخلقية تظهر عادة في العقدين الأولين من العمر، بينما تظهر التكيسات المكتسبة في مراحل لاحقة من الحياة. هذه التكيسات قد تؤثر على وظائف الغدة وتحتاج إلى متابعة طبية مستمرة.
3. سرطان الغدة الزعترية
- سرطان الغدة الزعترية هو حالة نادرة تتسبب في نمو خلايا غير طبيعية في الغدة. تتكاثر هذه الخلايا بشكل غير طبيعي ولا تشبه الخلايا الأصلية للغدة. قد ينتشر هذا السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يتم التعامل معه مبكرًا.
4. أورام الغدة الزعترية
- في حالات أخرى، قد تتشكل أورام حميدة في الغدة الزعترية، حيث تكون الخلايا الجديدة مشابهة للخلايا الأصلية ولكنها تنمو ببطء ولا تنتشر خارج الغدة. على الرغم من أن هذه الأورام قد لا تكون خطيرة مثل السرطان، إلا أنها قد تحتاج إلى إزالة جراحية إذا كانت تؤثر على وظيفة الغدة.
أعراض أمراض الغدة الزعترية
تختلف الأعراض التي تظهر على الأشخاص المصابين بأمراض الغدة الزعترية حسب الحالة المرضية، ومن بين الأعراض الأكثر شيوعًا:
- صعوبة التنفس: قد يعاني المصابون بأمراض الغدة الزعترية من ضيق في التنفس نتيجة للضغط على الشعب الهوائية.
- التعرق الليلي: من الأعراض المزعجة التي تصاحب العديد من أمراض الغدة الزعترية.
- الحمى والقشعريرة: قد تظهر على المصاب علامات الحمى بشكل متكرر.
- بحة في الصوت: يحدث هذا العرض نتيجة الضغط على الأعصاب المحيطة بالغدة.
- سعال مزمن: السعال الذي لا يزول وقد يكون مصحوبًا بدم في الحالات المتقدمة.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن: من الأعراض التي تصاحب أمراض الغدة الزعترية.
- تورم الغدد الليمفاوية: يحدث هذا التورم بشكل ملحوظ خاصة في منطقة الرقبة.
- صعوبة في البلع: يعاني المريض من صعوبة في تناول الطعام نتيجة تضخم الغدة.
علاج أمراض الغدة الزعترية
تعتمد خيارات العلاج على نوع المرض الذي يصيب الغدة الزعترية ومدى تقدمه. وفيما يلي بعض الطرق المستخدمة لعلاج أمراض الغدة الزعترية:
1. استئصال الغدة الزعترية
- يتم اللجوء إلى استئصال الغدة الزعترية في الحالات التي يكون فيها التضخم أو الأورام كبيرًا ويؤثر على صحة المريض. هذه الجراحة تعد من العلاجات الشائعة والفعالة، خاصة في حالة الإصابة بتضخم الغدة أو سرطان الغدة الزعترية.
2. العلاج الجراحي لتكيسات الغدة الزعترية
- في حالة وجود تكيسات كبيرة في الغدة، قد يلجأ الأطباء إلى إجراء جراحة لإزالة هذه التكيسات والحد من تأثيرها على الوظائف الحيوية.
3. مثبطات الأسيتيل كولين استيريز
- في الحالات التي يعاني فيها المريض من الوهن العضلي الشديد نتيجة تضخم الغدة الزعترية، يمكن استخدام أدوية مثبطات الأسيتيل كولين استيريز التي تساعد على تحسين الأعراض وتقليل التأثيرات الجانبية لتضخم الغدة.
4. علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
- يجب معالجة فرط نشاط الغدة الدرقية الذي قد يؤدي إلى تضخم الغدة الزعترية. يُعرف فرط نشاط الغدة الدرقية بـمرض غريفز، وهو أحد الحالات الشائعة التي تؤثر على وظائف الغدة الزعترية.
تأثير حجم الغدة الزعترية على وظائفها
يلعب حجم الغدة الزعترية دورًا هامًا في قدرتها على أداء وظائفها المختلفة. فكلما كان حجم الغدة طبيعيًا، كانت وظائفها المتعلقة بالجهاز المناعي أكثر كفاءة. ومن بين هذه الوظائف:
- دورها في الجهاز المناعي: الغدة الزعترية مسؤولة عن تنشيط الخلايا التائية، وهي نوع من الخلايا البيضاء التي تلعب دورًا مهمًا في محاربة العدوى والخلايا الغريبة في الجسم.
- إفراز الهرمونات: تفرز الغدة الزعترية هرمون التيموسين، وهو هرمون يساعد في تنظيم الجهاز المناعي ومكافحة عملية تشيخ الجسم.
تأثير انكماش الغدة الزعترية
عندما تنكمش الغدة الزعترية مع التقدم في العمر، يقل تأثيرها على الجهاز المناعي. قد يؤدي ذلك إلى ضعف استجابة الجهاز المناعي وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض. ورغم أن استئصال الغدة الزعترية لا يؤثر على عملية التشيخ، إلا أن انكماشها الطبيعي يقلل من قدرة الجسم على محاربة الأمراض.