محتويات
فوائد البيكنج بودر للعجين
يلعب البيكنج بودر دورًا أساسيًا في تحضير المخبوزات، حيث يعمل على امتصاص الماء وإطلاق ثاني أكسيد الكربون، مما يساعد في رفع العجين وجعل المخبوزات هشة وخفيفة. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن البيكنج بودر قد يفقد فعاليته إذا لم يُحفظ في مكان جاف وبارد.
يعد البيكنج بودر من العناصر الأساسية في تحضير المخبوزات، والتي تشكل جزءًا مهمًا من غذاء الإنسان اليومي. فالمخبوزات الصحية تعتمد بشكل كبير على استخدام الدقيق والبيكنج بودر، مما يجعل استخدامه أحد عوامل نجاح هذه المخبوزات.
بالإضافة إلى دوره الفعال في المخبوزات، يُعتبر البيكنج بودر بديلاً كيميائيًا للخميرة. وعلى الرغم من فوائده المتعددة، إلا أن له أيضًا بعض الأضرار. في هذا المقال، سنستعرض لكم فوائد وأضرار البيكنج بودر، فتابعونا لمعرفة المزيد.
متى عرف البيكنج بودر؟
بدأت قصة اكتشاف البيكنج بودر في عام 1830، عندما قام الخبازون بإضافة كمية من بيكربونات الصوديوم ممزوجة مع أملاح حمضية إلى عجينة الخبز. عند ذوبان هذا المزيج في الماء وفي ظل الحرارة العالية داخل الفرن، تحرر غاز ثاني أكسيد الكربون من العجين، مما أدى إلى انتفاخه وارتفاعه. هذا الابتكار كان خطوة كبيرة في تحسين عملية الخبز، لكنه لم يكن خالياً من التحديات.
كانت المشكلة الأساسية تكمن في استخدام الحليب الحامض في الوصفة، حيث كان من الصعب تحديد نسبة حموضته بدقة، مما أثر على النتائج النهائية للخبز. لحل هذه المشكلة، بدأ الخبازون باستخدام كريمة التارت، وهي مادة تُستخرج من عملية تخمير العنب وتحويله إلى نبيذ، كبديل للحليب الحامض. كانت كريمة التارت تحتوي على الخصائص الحمضية المطلوبة لتحفيز التفاعل الكيميائي مع بيكربونات الصوديوم، لكن هذا الحل أدى إلى مشكلة جديدة.
كان التفاعل بين كريمة التارت وبيكربونات الصوديوم يتطلب تخزينهما بشكل منفصل لمنع حدوث التفاعل قبل الأوان. هذه الحاجة للتخزين المنفصل كانت تشكل تحديًا لعمليات الخبز، وكانت تتطلب حلاً مبتكراً. هنا جاء دور العالم إبين هوسفورد، الذي قرر إيجاد بديل لكريمة التارت يكون أكثر استقرارًا ويسهل استخدامه.
قام هوسفورد باستبدال كريمة التارت بفوسفات حمض الكالسيوم، الذي حصل عليه من خلال طحن عظام المواشي ومعالجتها بحمض الكبريت، مما أسفر عن إنتاج حمض الفوسفوريك وسوبر فوسفات وسلفات الكالسيوم. بعد ذلك، تم تحويل هذه المكونات إلى فوسفات الكالسيوم، الذي أصبح العنصر الأساسي في مزيج البيكنج بودر الجديد.
لتفادي مشكلة التفاعل المسبق بين الصودا وفوسفات حمض الكالسيوم، توصل هوسفورد إلى فكرة تجفيف هذه المواد وخلطها مع كمية من نشا الذرة، والتي عملت كمادة مجففة لتحافظ على استقرار المزيج حتى وقت الاستخدام. هذا الابتكار كان بمثابة نقطة التحول التي أدت إلى إنتاج البيكنج بودر الذي نعرفه اليوم.
بفضل هذا التطور، أسس إبين هوسفورد مصنعًا خاصًا به لإنتاج البيكنج بودر، مما أحدث ثورة في عالم الخبز، حيث أصبح من الممكن تخزين المكونات اللازمة لرفع العجين في منتج واحد جاهز للاستخدام، بدلاً من الحاجة إلى قياس ومزج المكونات الحامضية والقاعدية في كل مرة.
وهكذا، استقر البيكنج بودر كمنتج أساسي في المطابخ حول العالم، مسهلاً عملية الخبز ومضمنًا نتائج أفضل وأكثر ثباتًا في الارتفاع والنكهة. بفضل الجهود المبتكرة للعالم هوسفورد وغيره من الباحثين، أصبح البيكنج بودر جزءًا لا غنى عنه في تحضير العديد من أنواع الخبز والحلويات، مما جعله أداة أساسية في كل مطبخ.
كيف يتم صناعة البيكنج بودر؟
صناعة البيكنج بودر تتضمن عدة خطوات كيميائية معقدة تبدأ بإنتاج بيكربونات الصوديوم (التي تعرف أيضًا باسم أمونيا-صودا). في المرحلة الأولى، يتم إدخال ثاني أكسيد الكربون والأمونيا إلى محلول ملحي، مما يؤدي إلى تكوين بيكربونات الأمونيوم. بعد ذلك، تتفاعل بيكربونات الأمونيوم مع الملح لتكوين بلورات خام من بيكربونات الصوديوم، بالإضافة إلى كلوريد الأمونيوم كناتج ثانوي.
بمجرد الحصول على بلورات بيكربونات الصوديوم، يتم فصلها عن المكونات الأخرى باستخدام أجهزة خاصة تساعد في إزالة الشوائب. يتم بعد ذلك غسل البلورات للتخلص من أي آثار متبقية من كلوريد الأمونيوم.
في المرحلة التالية، يُعرَّض المنتج لعملية التكلُّس، وهي عملية تسخين تهدف إلى تحويل بيكربونات الصوديوم إلى كربونات الصوديوم. خلال عملية التسخين، يتفكك بيكربونات الصوديوم، ويتم الحصول على كربونات الصوديوم كمكون أساسي في البيكنج بودر.
بهذا الشكل، يتم تصنيع البيكنج بودر بشكل يعتمد على سلسلة من التفاعلات الكيميائية والمعالجة الحرارية التي تضمن الحصول على منتج نهائي نقي وقابل للاستخدام في الخبز والصناعات الغذائية.
أنواع البيكنج بودر
يوجد نوعان رئيسيان من البيكنج بودر وهما:
- البيكنج بودر ثنائي التفاعل: يُطلق عليه هذا الاسم لأنه يتفاعل مرتين، المرة الأولى تحدث عندما يتفاعل مع الماء، حيث تذوب الأحماض القابلة للذوبان، والمرة الثانية تحدث عند تسخينه، حيث تتفاعل الأحماض غير القابلة للذوبان نتيجة لعملية التسخين. يصدر هذا النوع كمية صغيرة من الغاز عند خلطه بالسائل، مما يسمح بالاحتفاظ به لفترة طويلة قبل استخدامه. وتجدر الإشارة إلى أن معظم أنواع البيكنج بودر المتاحة في الأسواق هي من هذا النوع.
- البيكنج بودر أحادي التفاعل: يُسمى بهذا الاسم لأنه يتفاعل مرة واحدة فقط عند ملامسته للماء، حيث ينتج غاز ثاني أكسيد الكربون. ولذا، يجب استخدام هذا النوع بسرعة بعد خلطه بالماء لضمان فاعليته. غالبًا لا يُباع هذا النوع بشكل منفرد، بل يُستخدم في الصناعات المختلفة.
طريقة تخزين البيكنج بودر
لحفظ البيكنج بودر لأطول فترة ممكنة، يجب تخزينه في مكان جاف ومغلق بإحكام بحيث لا يتعرض للرطوبة أو درجات الحرارة العالية. لا ينصح بحفظه في الثلاجة، لأن البرودة يمكن أن تسبب تفاعلات غير مرغوب فيها. ومع مرور الوقت، قد يفقد البيكنج بودر خصائصه الفعالة، لذلك من المهم اختباره قبل استخدامه في المخبوزات. يمكن التحقق من صلاحيته عن طريق تحريك العبوة للتأكد من عدم وجود كتل؛ إذ تشير الكتل إلى تعرض المسحوق للرطوبة وحدوث تفاعلات داخله. كما ينبغي التحقق من تاريخ الصلاحية، الذي يكون عادةً لمدة عامين من تاريخ الإنتاج. لاختبار فعالية البيكنج بودر، يمكن إذابة ملعقة صغيرة منه في ثلث كوب من الماء الدافئ؛ إذا ظهرت فقاعات، فهذا يدل على أن المسحوق ما زال صالحًا للاستخدام.
في حال عدم توفر البيكنج بودر، يمكن تحضيره في المنزل بخلط نصف ملعقة صغيرة من كريم التارتار (وهو نوع من النبيذ المجفف) مع ربع ملعقة صغيرة من بيكربونات الصوديوم. لكن يجب الانتباه إلى أن هذا المزيج قد لا يكون بنفس فعالية البيكنج بودر التجاري. لإطالة مدة صلاحية المزيج المنزلي، يمكن إضافة كمية صغيرة من النشا لمنع حدوث تفاعل بين الحمض والقاعدة وامتصاص الرطوبة.
اضرار البيكنج بودر
بالرغم من أن البيكنج بودر يساهم في تحسين جودة المخبوزات من خلال جعلها أكثر انتفاخًا وشكلًا جميلًا، إلا أن استخدامه بكميات كبيرة قد يكون له آثار سلبية. كما أن بعض الأشخاص يستخدمون البيكنج بودر في وصفات للعناية بالبشرة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نظرًا لطبيعته القاعدية، حيث يؤثر على توازن حموضة البشرة. ومن بين الأضرار التي قد تنجم عن ذلك:
- جفاف الجلد: يؤدي استخدام البيكنج بودر إلى جفاف البشرة.
- ظهور التجاعيد مبكرًا: قد يتسبب في ظهور التجاعيد قبل الأوان.
- زيادة حب الشباب: يمكن أن يساهم في تفاقم مشكلة حب الشباب.
- التهابات الجلد: قد يؤدي إلى التهابات جلدية.
- زيادة التحسس لأشعة الشمس: يصبح الجلد أكثر حساسية للعوامل الطبيعية، مثل أشعة الشمس.
- مشاكل صحية أخرى: مثل الشعور بالغثيان، الانتفاخ، ارتفاع ضغط الدم بسبب احتوائه على نسبة عالية من الصوديوم، آلام الرأس، ضعف الشهية، آلام المعدة، العطش المفرط، تكوين الغازات، زيادة مرات التبول، وظهور دم في البول أو تحول لون البراز إلى الأسود.
من المهم استخدام البيكنج بودر بحذر وبكميات مناسبة لتجنب هذه الآثار السلبية.
هل البيكنج بودر هو نفسه بيكربونات الصوديوم؟
يتساءل الكثيرون عن الفرق بين البيكنج بودر وبيكربونات الصوديوم، وهل لهما نفس التأثير على المخبوزات وفوائد أخرى مشابهة. دعونا نتعرف على كل منهما:
- بيكربونات الصوديوم (صودا الخبز):
- تُعد بيكربونات الصوديوم مادة قاعدية، وعند خلطها مع مادة حمضية، تُنتج ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يسبب ظهور الفقاعات في السوائل والمشروبات.
- تُستخدم بيكربونات الصوديوم في المخبوزات لمساعدة العجين على التضاعف في الحجم وجعله هشًا.
- ينبغي الانتباه إلى كمية بيكربونات الصوديوم المستخدمة في الوصفة، حيث إن زيادتها قد تضفي طعمًا مرًا على المخبوزات.
- يُفضل التأكد من صلاحية بيكربونات الصوديوم قبل استخدامها في الوصفات.
- تُستخدم بيكربونات الصوديوم أيضًا في أغراض التنظيف والمهام المنزلية الأخرى.
- البيكنج بودر:
- يتكون البيكنج بودر من خليط من بيكربونات الصوديوم ونوع آخر من الأحماض، بالإضافة إلى مادة خاملة غالبًا ما تكون نشا الذرة.
- يكون هذا الخليط غير نشط حتى يُضاف إليه السائل، مما يسمح بتفاعل بيكربونات الصوديوم مع الحمض لإنتاج ثاني أكسيد الكربون في صورة فقاعات.
- يجب حفظ البيكنج بودر في مكان بارد وجاف للحفاظ على فاعليته، حيث إنه قد يفقد قدرته على التفاعل مع مرور الوقت.
- لا يُنصح باستبدال البيكنج بودر ببيكربونات الصوديوم في الوصفات، لأن تأثير بيكربونات الصوديوم أضعف مقارنة بالبيكنج بودر.
ماذا يفعل البيكنج بودر للوجه؟
البيكنج بودر له استخدامات متعددة للبشرة، حيث يمكن أن يساهم في تحسين مظهر الجلد وعلاج بعض المشكلات. إليك بعض الطرق التي يمكن استخدامه بها:
- مقشر للبشرة: يمكن تحضير مقشر طبيعي عن طريق مزج ملعقتين كبيرتين من البيكنج بودر مع ملعقتين كبيرتين من دقيق الشوفان وكمية قليلة من الماء. يُوضع الخليط على البشرة ويُدلك بحركات دائرية، ثم يُشطف بالماء. هذا المزيج يساعد في إزالة خلايا الجلد الميتة ويمنح البشرة نعومة وانتعاش.
- مرطب للبشرة الجافة: لعلاج مناطق البشرة الجافة مثل الركبتين والمرفقين واليدين، يمكن خلط كوب من البيكنج بودر مع ربع كوب من الماء. يمزج الخليط حتى تتكون عجينة سميكة، ثم يتم تطبيق العجينة على المناطق الجافة مع التدليك بحركات دائرية.
- منظف للوجه: يمكن استخدام البيكنج بودر كمنظف لطيف للوجه. يُمزج ملعقتين كبيرتين منه مع ملعقة كبيرة من الماء الدافئ لتكوين معجون. يُبلل الوجه بالماء ثم يُوضع المعجون ويُدلك بلطف بحركات دائرية، وبعد ذلك يُشطف الوجه بالماء الدافئ.
- معالجة حروق الشمس: للمساعدة في تخفيف آثار حروق الشمس، يُضاف البيكنج بودر إلى وعاء من الماء البارد، ثم يتم غمس قطعة من القطن أو القماش في المحلول وتُستخدم لصنع كمادات على المنطقة المتضررة.
- علاج حب الشباب: لعلاج حب الشباب والرؤوس السوداء، يُمزج البيكنج بودر مع الماء الدافئ لتكوين عجينة ناعمة. يتم وضع العجينة على الوجه وتركها لمدة عشر دقائق ثم تُشطف جيدًا بالماء.
- تسمين الخدين: يمكن استخدام البيكنج بودر لزيادة امتلاء الخدين عن طريق مزج ملعقة كبيرة منه مع ملعقة من الخميرة الفورية وملعقة كبيرة من عسل النحل الطبيعي. يُوضع الخليط على الوجه ويُترك لمدة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة أو حتى يجف، ثم يُزال بلطف ويُغسل بالماء العادي أو ماء الورد.