محتويات
معنى الرؤيا الصادقة والأحلام
النبي محمد صلى الله عليه وسلم فرق بين الرؤى الحقيقية الصادقة وبين الأحلام الوهمية.
فرق النبي بين الرؤيا الصادقة والأحلام بأن الرؤى تكون مصدرها من الله عز وجل، بينما الأحلام مصدرها الشيطان وتختفي بمجرد إفاقة الشخص من منامه، ولا يكاد يذكر الحلم كاملاً.
يُطلق على الأحلام مصطلح “كوابيس” لأنها مزعجة دائمًا وتُصيب الحالم بالخوف والقلق مما رآه.
وقد ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الرؤيا الصادقة تتحقق منذ بداية النهار، وتأتي كما هي، مثل فلق الصبح.
أما الأحلام في المنام، فتُطلق عليها أضغاث أحلام، ولكن لبعض هذه الأحلام تفسيرات في الواقع ودلالات مختلفة حسب حال الرائي.
تعتبر الرؤيا من الأمور المبشرة والسعيدة في المنام، كما حصل مع ملك مصر عندما رأى حلمًا، وقام سيدنا يوسف عليه السلام بتفسيره وتحقق بالفعل. لذا تعتبر الرؤيا الصادقة من المبشّرات وقد وردت في القرآن الكريم.
أسباب صدق الرؤى
الرؤيا الصادقة لا تتمثل لأي شخص كان، بل لمن صلح إيمانه وأحواله، وتميز بالصلاح والتقوى والأخلاق الحميدة.
الشخص الذي يتسم بصدق إيمانه وتقربه من الله عز وجل هو من تتمثل له الرؤيا الصادقة.
الإنسان الصدوق الذي لا يعرف الكذب أبداً في قوله وعمله، فكلما كان صادقًا صدقت رؤياه.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “أصدقكم رؤيا، أصدقكم حديثًا”.
متى تكون الرؤيا صادقة؟
الرؤيا الصادقة هي التي تتحقق مثل فلق الصبح على أرض الواقع، ويُراها الشخص أمامه حقيقة كما رآها في منامه.
وعندما يرى الشخص في منامه رؤيا مفرحة، فمن الأفضل ألا يحدث بها أحدًا إلا شخصًا يحبه.
وكما ورد في السنة، يُستحب تكتم الرؤى السعيدة وانتظار تحقق ما رآه، وعند وقوعها يتأكد أن هذه رؤى حقيقية.
الفرق بين الرؤيا الصادقة والكاذبة
كل ما يراه الإنسان في منامه يكون إما رؤيا صادقة أو كاذبة، حسب إجماع أهل العلم.
الرؤيا الصادقة تتمثل فقط من الله ولا دخل لأي بشر فيها، وتتحقق في الواقع حسب مشيئة الله عز وجل.
أما الرؤيا الكاذبة (الكوابيس) فهي نتيجة لحالة النفسية والتفكير الزائد للرائي، وتُعتبر أضغاث أحلام.
الرؤيا الصادقة هي التي تبشر بحدوث خير أو خبر سعيد، أما الرؤيا الكاذبة فلا تفسير لها.
يرى الإمام ابن سيرين أن الرؤى تكون إما خيرًا أو تحذيرًا، بينما الأكاذيب والأباطيل منسوبة للشيطان وحده.
الشيطان لا يمكنه خلق رؤى، فهذا بيد الله عز وجل فقط.
الرؤيا الصادقة قد تشير إلى تحذير أو عاقبة، بينما الأحلام الكاذبة لا يمكن أن تحل محل الرؤى.
الرؤيا الصادقة لا تأتي إلا للشخص الذي نام على طهارة، وغالبًا ما تحدث في الثلث الأخير من الليل، في فترة السحر.
كيف أميز الرؤيا الصادقة من الكاذبة؟
لا يوجد نص صريح للتمييز بين الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة، ولكن يتم التمييز بناءً على الحالات التالية:
- التوقيت: الرؤيا الصادقة غالبًا ما تحدث في الثلث الأخير من الليل، ويرى بعض العلماء أن الرؤيا تكون أكثر صدقًا في أشهر الربيع والصيف.
- التفاصيل: الرؤيا الصادقة تتميز بأنها واضحة ومتماسكة، ولا تتداخلها هواجس أو أفكار.
- التذكر: إذا كان الشخص يتذكر الحلم بالتفصيل كما رآه، فإن ذلك يدل على أنه رؤيا صادقة.
- الرسالة: الرؤيا الصادقة تُعتبر رسالة أو بشارة، وعادة ما تكون غير قابلة للنسيان، بينما الأحلام الكاذبة سرعان ما تُنسى.
الرؤيا الصادقة وأضغاث الأحلام
عندما يشعر الرائي بأنه على يقين تام بما رآه في منامه ويكون سعيدًا عند الاستيقاظ منتظرًا بشارة، فهذا يعد رؤيا صادقة.
أما إذا شعر الرائي بالخوف أو الاستشعار بأنها إنذار أو عقاب من الله، فتعتبر أيضًا رؤيا صادقة.
يجب على الرائي أن يفرق بين الرؤيا الصادقة والكاذبة، وأن يستعيذ بالله من الشيطان عند رؤية شر أو هواجس مخيفة.
إذا كانت الرؤيا مرتبطة بأمر يشغل بال الرائي بشكل مفرط، فهي أضغاث أحلام ولا مجال لتأويلها.
وإذا كانت الرؤيا تتعلق بمشاعر مثل الجوع أو الشبع، فإنها تكون عادةً غير ذات تفسير ديني.
عندما يكون الشخص في حالة حزينة أو محتار في اتخاذ القرارات، فإنه قد يطلب من الله أن يرى الرؤيا الصادقة كما في صلاة الاستخارة.
شروط الرؤيا الصادقة
يشترط لكي تكون الرؤيا صادقة أن يكون الرائي قد نام على طهارة.
وقد اختلف الفقهاء حول المرأة الحائض أو من كان وضوؤه منقوضًا إذا كانت رؤاهم صادقة أم لا.
ويجب أن يكون الرائي نائمًا على جنبه الأيمن، حيث اتفق العلماء على أن النوم على الظهر أو على الجنب الأيسر قد يؤدي إلى رؤيا كاذبة.
من المستحب قراءة القرآن الكريم قبل النوم، وأن يكون آخر شيء يفعله الرائي قبل النوم هو قراءة المعوذتين والاستغفار.
يُفضل أيضًا قراءة سورة الكهف قبل النوم، وهنالك دعاء كان تقوله السيدة عائشة رضي الله عنها دائمًا:
“اللهم إني أعوذ بك من سيء الأحلام، وأستجير بك من تلاعب الشيطان في اليقظة والمنام”.
