متى يفيق المريض بعد عملية القلب المفتوح

6 أكتوبر 2024
متى يفيق المريض بعد عملية القلب المفتوح

متى يفيق المريض بعد عملية القلب المفتوح؟

بعد إجراء عملية القلب المفتوح، يتم نقل المريض مباشرة إلى وحدة العناية المركزة (ICU) التي تعرف أيضًا بحجرة الإنعاش. هناك، يتم مراقبة المريض بشكل مكثف ومستمر باستخدام أحدث الأجهزة لضمان استقرار حالته الصحية. تظل ممرضة مختصة بجانب المريض طوال الوقت لتقديم الرعاية الضرورية.

من المعتاد أن يستيقظ المريض من تأثير التخدير خلال فترة تتراوح بين ساعة وساعتين بعد الجراحة. ومع ذلك، يمكن أن يحتاج بعض المرضى إلى فترة أطول قليلاً للتعافي من آثار التخدير. عند نجاح الجراحة، يفتح المريض عينيه أولاً قبل أن يتمكن من تحريك قدميه وذراعيه. خلال فترة قصيرة، يبدأ العقل والجسد في التناغم مجددًا.

في الأيام الأولى بعد الجراحة، يتم استخدام أنبوب تنفسي يساعد المريض على التنفس عبر الفم، مما قد يسبب بعض الانزعاج. لكن يتم إزالة الأنبوب عادةً خلال الـ 24 ساعة الأولى بمجرد استقرار الحالة.

التعافي بعد جراحة القلب المفتوح

عملية القلب المفتوح، وخاصة جراحة تبديل شرايين القلب أو ما يعرف بجراحة الشريان التاجي، تهدف إلى تحسين تدفق الدم إلى القلب. في هذه العملية، يأخذ الجراح أوعية دموية من أجزاء أخرى من الجسم لاستخدامها كبديل للشرايين التالفة أو المسدودة. الشرايين التاجية هي المسؤولة عن تزويد عضلة القلب بالدم الغني بالأكسجين، وعند حدوث انسداد أو تلف في هذه الشرايين، يقل تدفق الدم إلى القلب، مما يؤدي إلى مشكلات خطيرة في وظيفة القلب.

بعد الجراحة، قد يشعر المريض ببعض الألم في مكان الجرح أو عند التنفس بعمق أو السعال. قد يحتاج المريض إلى البقاء في وحدة العناية المركزة لفترة تصل إلى يوم أو أكثر لمتابعة العمليات الحيوية للجسم والتأكد من استقرار الحالة. بعد ذلك، يتم نقل المريض إلى غرفة عادية في المستشفى، وغالبًا ما يبقى المريض فيها لمدة يومين إلى خمسة أيام، اعتمادًا على تعافيه.

مدة الشفاء من جراحة القلب المفتوح

تتفاوت مدة التعافي من عملية القلب المفتوح بين شخص وآخر، حيث تعتمد على عوامل عدة مثل الحالة الصحية العامة للمريض، والعمر، والالتزام بتعليمات الأطباء. عمومًا، تتراوح فترة التعافي من هذه العملية بين شهر ونصف إلى ثلاثة أشهر، وخلال هذه الفترة يُنصح المريض بتجنب القيام بأي مجهود بدني كبير، مثل رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة النشاطات المجهدة، وضرورة اتباع أوامر الطبيب المعالج بدقة.

في الأسابيع الأولى بعد الجراحة، من المهم أن يلتزم المريض بالراحة وتجنب أي نشاطات قد تضغط على القلب أو تؤثر على الشق الجراحي. قد يوصي الأطباء أيضًا ببرنامج إعادة تأهيل للقلب، يشمل ممارسة التمارين البدنية الخفيفة تحت إشراف طبي لمساعدة المريض على استعادة لياقته البدنية تدريجيًا. كما يمكن للمريض أن يبدأ في استئناف نشاطاته اليومية تدريجيًا، بما في ذلك قيادة السيارة، بناءً على موافقة الطبيب.

نصائح للعناية بالمريض بعد عملية القلب المفتوح

هناك مجموعة من النصائح الهامة التي يجب اتباعها بعد جراحة القلب المفتوح لضمان التعافي السريع وتجنب أي مضاعفات، ومنها:

  1. الاهتمام بالجرح الجراحي: يجب العناية بالجرح الناتج عن الشق الجراحي والتأكد من نظافته لتجنب العدوى.
  2. الراحة التامة: من الضروري الالتزام بالراحة وعدم رفع أشياء ثقيلة أو القيام بمجهود بدني كبير خلال فترة التعافي.
  3. اتباع تعليمات الطبيب بدقة: من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب، بما في ذلك تناول الأدوية الموصوفة في مواعيدها والتزام المتابعة الدورية.
  4. برنامج إعادة التأهيل القلبي: قد ينصح الطبيب المريض بالمشاركة في برنامج إعادة تأهيل للقلب، يتضمن تمارين خفيفة لتحسين وظائف القلب ومراقبة صحة المريض بشكل دوري.
  5. مراقبة الأعراض: يجب على المريض متابعة حالته والانتباه لأي أعراض غير طبيعية، مثل آلام الصدر أو صعوبة التنفس، وإبلاغ الطبيب فورًا.

التعافي من جراحة تبديل شرايين القلب في وحدة العناية المركزة (ICU)

بعد إجراء جراحة تبديل شرايين القلب، يتم نقل المريض إلى وحدة العناية المركزة (ICU) حيث تُراقب حالته بشكل دقيق للتأكد من استقرار العلامات الحيوية. في بعض الأحيان، يفيق المريض من التخدير بعد مرور ساعتين أو أكثر، ويكون خلال هذه الفترة متصلًا بجهاز التنفس الصناعي الذي يساعده على التنفس بشكل صحيح.

  • التنفس الصناعي: يُستخدم أنبوب يتم إدخاله إلى مجرى التنفس لإيصال الأكسجين إلى الرئتين، وهذا الجهاز يتحكم في تدفق الهواء داخل وخارج الرئتين. في البداية، قد تُربط يدي المريض لمنعه من نزع الأنبوب بشكل غير إرادي، ويتم إزالة الرباط عند استقرار التنفس الطبيعي.
  • زيارات العائلة: يُسمح لبعض أفراد الأسرة بزيارة المريض في وحدة العناية المركزة بعد عدة ساعات من العملية، ولكن الزيارات تكون قصيرة حتى لا تؤثر على راحة المريض.
  • التواصل: نظرًا لوجود أنبوب التنفس، لن يتمكن المريض من التحدث، ولكنه يستطيع التواصل مع الطاقم الطبي وأفراد العائلة بالإيماءات مثل هز الرأس.
  • إزالة الأنابيب: في اليوم الثاني بعد الجراحة، تبدأ الطواقم الطبية بإزالة بعض الأنابيب والأجهزة المستخدمة لمراقبة الحالة، بما في ذلك أنبوب التنفس عند استقرار التنفس الذاتي.
  • أنبوب المعدة: يتم وضع أنبوب من الأنف إلى المعدة لمنع الغثيان وانتفاخ المعدة. هذا الأنبوب يساعد في التحكم بحالة المعدة دون الشعور بالألم، ولكن المريض قد يشعر بتقطير الأنف.
  • القسطرة البولية: توضع قسطرة في المثانة لمتابعة كمية البول وضمان عمل الكلى بشكل جيد. قد يشعر المريض بصعوبة في التبول بعد إزالة القسطرة لفترة قصيرة.
  • أنابيب الصدر: تُستخدم لتصريف السوائل من التجويف الصدري بعد الجراحة. يتم إزالة هذه الأنابيب عند توقف تصريف السوائل.
  • الخط الشرياني: يُوضع في شريان اليد لمراقبة ضغط الدم وسحب العينات عند الحاجة.
  • أنابيب الوريد: تُستخدم لإعطاء السوائل والأدوية والدم حسب الحاجة.

التعافي في اليوم التالي للجراحة

في اليوم التالي للجراحة، تبدأ علامات التحسن تظهر على المريض، حيث:

  • السوائل والطعام: يبدأ المريض بتناول كميات أكبر من السوائل، ويمكنه تحمل الأطعمة الصلبة.
  • الجلوس والتنفس: قد يستطيع المريض الجلوس على طرف الفراش والتنفس بشكل مستقل، ويبدأ بأداء تمارين التنفس والسعال الضرورية لمنع مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي.
  • المشي: في اليوم الثاني، من المحتمل أن يتمكن المريض من المشي مرتين أو أكثر، مما يعزز استعادة نشاطه البدني.
  • مراقبة معدل ضربات القلب: أثناء تنقل المريض، يُوضع عليه جهاز محمول يتابع معدل ضربات قلبه، وهو ما يُعرف بشاشة قياس عن بعد.
  • الإقامة في المستشفى: عادةً، يبقى المريض في المستشفى لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام بعد خروجه من العناية المركزة.

التعافي وإعادة تأهيل القلب

بعد الجراحة، يُنصح المريض بالالتحاق ببرنامج إعادة تأهيل القلب بناءً على توصية الطبيب. يبدأ هذا البرنامج خلال وجود المريض في المستشفى، ويستمر لعدة أشهر بعد خروجه.

  • برنامج إعادة التأهيل: يشمل هذا البرنامج تمارين بدنية تحت إشراف طبيب لتحسين قدرة المريض على الحركة واستعادة نشاطه. يتضمن البرنامج أيضًا متابعة مع أخصائيي التغذية وعلماء النفس لمساعدة المريض على التعافي الكامل.
  • فوائد إعادة التأهيل: الدراسات أثبتت أن المرضى الذين يتبعون برنامج إعادة تأهيل القلب لديهم فرص أكبر للبقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى 5 سنوات بعد الجراحة مقارنةً بالذين لا يتابعون هذا البرنامج.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى