معلومات نادرة عن الآثار الغارقة بالإسكندرية

19 سبتمبر 2024
معلومات نادرة عن الآثار الغارقة بالإسكندرية

معلومات نادرة عن الآثار الغارقة بالإسكندرية

تُعتبر مدينة الإسكندرية من أبرز المراكز الحضارية والتاريخية التي شهدت تطورًا مستمرًا على مر العصور. فهي لم تكن فقط مركزًا للحضارات القديمة التي تعاقبت عليها، بما في ذلك الحضارة اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، بل كانت أيضًا موقعًا لعدد كبير من الآثار الغارقة التي تشكلت جزءًا رئيسيًا من تاريخ المدينة قبل أن تختفي تحت سطح البحر بسبب التغيرات المناخية والطبيعية. من أبرز هذه الآثار مدينة هرقليون، التي بنيت على أنقاض مدينة ثونيس المصرية، والتي كانت ميناءً هامًا في عصور ما قبل الميلاد.

مدينة هرقليون ومدينة ثونيس

مدينة هرقليون، التي تُعرف أيضًا باسم “هرقليوبوليس”، كانت واحدة من أعظم مدن مصر القديمة قبل أن تغرق في مياه البحر الأبيض المتوسط. تأسست على أنقاض مدينة ثونيس المصرية، التي كانت تُعتبر ميناءً رئيسيًا في العصور القديمة. من أبرز معالم مدينة ثونيس كان معبد خانسو، أحد أبناء الإله آمون، الذي كان يُقصد للعبادة وطلب الشفاء. تشير الاكتشافات الأثرية إلى أن المدينة الغارقة تقع في خليج أبو قير، وقد غمرت تحت سطح البحر في القرن الثامن الميلادي، بعد تعرضها لزلزال ضخم وتغيرات بيئية.

الاكتشافات الأثرية في مدينة هرقليون

حتى أواخر التسعينات، كانت محاولة تحديد موقع مدينة هرقليون الغارقة مهمة صعبة للغاية. ومع ذلك، بفضل جهود علمية وبحثية معقدة، تم اكتشاف المدينة بواسطة فريق من معهد الأبحاث العلمية البحرية في باريس (IEASM). استخدم الباحثون تقنيات متقدمة مثل أجهزة السونار وأجهزة الرنين المغناطيسي النووي وأجهزة مسح قاع البحر لكشف معالم المدينة المغمورة. أسفرت هذه الجهود عن اكتشاف العديد من المباني القديمة والمنحوتات الضخمة والقطع الأثرية، بما في ذلك قطع ذهبية وبرونزية ومجوهرات.

كما اكتشف الباحثون عددًا كبيرًا من المراسي القديمة وسفن غارقة تعود إلى القرنين الثاني والسادس قبل الميلاد. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على قطع أثرية في موقع مدينة كانوب، وهي عبارة عن مجموعة من الأبنية التي أضافت مساحة تقدر بكيلومتر واحد للمدينة. كما تم اكتشاف بقايا ميناء وأواني فخارية من العصر الصاوي وعملات ذهبية ومجوهرات.

التسمية والأهمية التاريخية للآثار الغارقة بالإسكندرية

تُطلق على الآثار الغارقة في الإسكندرية اسم “المدينة السفلية” أو “المدينة الغارقة”. يعتبر الأثريون هذه الآثار ذات قيمة تاريخية عظيمة، حيث تحتوي على قطع أثرية تُقدر بالآلاف، تحمل بين طياتها تاريخًا عريقًا. في وقتنا الحالي، ما زال البحث مستمرًا عن قبر الإسكندر ومنارة الإسكندرية، حيث يُعتبران من أبرز الألغاز التاريخية التي لم تُحَل بالكامل بعد.

منارة الإسكندرية

تُعد منارة الإسكندرية، أو “الفيروس”، واحدة من عجائب العالم السبع في العصور القديمة. صممها المهندس الإغريقي سوستراتوس وكانت تستخدم كمنارة وكأثر عام في ذات الوقت. بلغ ارتفاع المنارة حوالي خمسمائة قدم، وكانت تُعَرف بوجود تمثال ضخم للإله بوسيدون في قاعدتها. استمرت المنارة في العمل لمدة تقارب الألف عام قبل أن تنهار نتيجة زلزال قوي في البحر الأبيض المتوسط. في عام 1480، بنى السلطان قايتباي قلعة على موقع المنارة وأدخل بقايا الفيروس في جدران قلعة قايتباي، ولا تزال الحطام المبعثرة في قاع البحر غير معروفة تمامًا.

الاكتشافات الحديثة لمنارة الإسكندرية

في عام 1962، اكتشف غواص مصري قطعة حجرية على عمق 24 مترًا يُعتقد أنها تعود للإله بوسيدون. ومع ذلك، لم تتمكن البعثة الكشفية من توثيق الاكتشاف بسبب التيارات المائية القوية. وقد علق الدكتور رياض وقتها على أن التعامل مع الصحاري وآثارها سهل، لكن العمل تحت الماء في البحر المتقلب كان تحديًا جديدًا.

الآثار الغارقة في مناطق أخرى

على الرغم من أن مدينة الإسكندرية تشتهر بآثارها الغارقة، إلا أن هناك أيضًا آثار غارقة في سواحل البحر الأبيض المتوسط الأخرى، مثل لبنان والجزائر وتونس. يعتبر البحر الأبيض المتوسط بمثابة “أعظم متاحف العالم”، حيث يحتوي على العديد من السفن القديمة والمدن المدفونة والمعابد والقصور التي يمكن اكتشافها تحت الماء.

أهمية الآثار الغارقة بالإسكندرية

تحمل الآثار الغارقة بالإسكندرية أهمية كبيرة من عدة جوانب:

  1. التاريخ والأثر الثقافي: توفر الآثار الغارقة نافذة فريدة على تاريخ الإسكندرية ومصر. تُمثل هذه الآثار مزيجًا من الحضارات القديمة، بما في ذلك الحضارة الفرعونية والرومانية والبطلمية.
  2. فهم التطور الحضري: تساعد الآثار الغارقة في فهم كيفية تطور المدن القديمة وكيف تأثرت بالظروف البيئية والأحداث التاريخية. تقدم البقايا الغارقة تفاصيل هامة حول الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري.
  3. البحوث العلمية: تمثل الدراسات المستمرة للآثار الغارقة تحديًا علميًا، وتوفر نظرة أعمق على الممارسات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات القديمة، مما يساعد في توسيع معرفتنا بالتاريخ البحري والحياة اليومية.
  4. السياحة والترفيه: تُعتبر الآثار الغارقة مصدر جذب سياحي، حيث يمكن للزوار استكشاف هذه المواقع باستخدام الغوص أو التكنولوجيا البحرية المتقدمة، مما يعزز السياحة ويزيد الوعي بالتراث الثقافي البحري.
  5. حماية البيئة البحرية: تسهم الأبحاث حول الآثار الغارقة في حماية البيئة البحرية والمواقع الأثرية من التلف والتدهور. يمكن للدراسات العلمية توجيه الجهود نحو الحفاظ على هذه المواقع وتحقيق التوازن البيئي.
  6. تعزيز الوعي الثقافي: تلعب الآثار الغارقة دورًا مهمًا في تعزيز الوعي الثقافي والتراثي، حيث تروي القصص والتحولات التي شهدتها المنطقة على مر العصور، مما يسهم في تعزيز الفهم والاحترام للتراث الثقافي.

مواقع الآثار الغارقة بالإسكندرية

توجد عدة مواقع تحتوي على آثار غارقة في مياه الإسكندرية، من أبرزها:

  • منطقة قليوباترا (Cleopatra’s Palace): تُعتبر من أهم المواقع التي يُعتقد أن قصر كليوباترا كان موجودًا فيها، وقد تم اكتشاف بعض الآثار الباقية تحت الماء في هذه المنطقة.
  • منطقة شاتبي (Shatby): تحتوي على آثار غارقة تعود للعصور الفرعونية والبطلمية.
  • منطقة قرية الشعراوي (Sharaoui Village): موقع مميز للغوص البحري ويحتوي على بقايا أثرية تمثل أنقاض مبانٍ ومعابد.
  • باب الشرق (Bab Sharqi): تم اكتشاف آثار بحرية في هذه المنطقة، بما في ذلك بقايا آثار العصور الرومانية.
  • منطقة القلعة (Qaitbay Area): قد تحتوي المنطقة المحيطة بقلعة قايتباي على بعض الآثار الغارقة التي تعود لقرون سابقة.

المعالم الأثرية بالإسكندرية

تُعتبر الإسكندرية مدينة غنية بالمعالم الأثرية البارزة، بما في ذلك:

  • مكتبة الإسكندرية: واحدة من أشهر المكتبات في العالم القديم، والتي تم إعادة إنشائها كمركز ثقافي حديث.
  • عمود السواري: عمود ضخم من الجرانيت يعود للعصر الروماني، ويُعتبر جزءًا من معبد قديم.
  • مقبرة الكتاتيب: نظام مقابر هرمي يعود للعصر الروماني، يجمع بين العناصر المصرية واليونانية والرومانية.
  • قلعة قايتباي: قلعة دفاعية بنيت في القرن الخامس عشر على شاطئ البحر.
  • مسرح الإسكندرية القومي: معلم ثقافي مهم يضم قاعة للعروض المسرحية والحفلات.

علم الآثار والتطوير

شهد علم الآثار تطورًا ملحوظًا في القرون الأخيرة، حيث انتقل من مجرد الحفر السريع إلى استكشاف شامل لكل ما يحيط بالأثر. يشمل ذلك استخدام أدوات حديثة وتسجيل كل التفاصيل بدقة. وهذا ينطبق أيضًا على علم الآثار تحت الماء، الذي يتطلب تنظيمًا ودقة مشابهة لتلك المستخدمة في التنقيب فوق الأرض.

تصنيفات البحث عن الآثار تحت الماء

يصنف علماء الآثار البحث عن الآثار تحت الماء إلى فئات مختلفة تشمل:

  • حطام السفن القديمة: مثل تلك التي غرقت منذ قرون.
  • مناطق الشواطئ المهجورة: التي قد تحتوي على بقايا أثرية قديمة.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى