محتويات
نزول الدورة بعد سن الخمسين
إن نزول الدورة الشهرية بعد سن الخمسين قد يثير القلق والتوتر لدى الكثير من النساء. في العادة، يُعتبر انقطاع الدورة الشهرية جزءًا من التقدم الطبيعي في العمر ودليلًا على دخول المرأة في مرحلة سن اليأس. مع ذلك، قد يحدث أن تعود الدورة الشهرية بعد هذا السن، وهو ما قد يكون طبيعيًا في بعض الحالات، أو قد يشير إلى وجود مشاكل صحية تستدعي التدخل الطبي.
أسباب نزول الدورة بعد سن الخمسين
يمكن تقسيم أسباب نزول الدورة بعد سن الخمسين إلى أسباب طبيعية وأسباب غير طبيعية، حيث يعكس كل نوع من الأسباب جوانب صحية مختلفة، تتراوح بين الحالات البسيطة والمشكلات التي تتطلب متابعة طبية.
أسباب طبيعية لنزول الدورة بعد سن الخمسين
في بعض الحالات، قد تعود الدورة الشهرية بشكل طبيعي بعد توقفها، دون أن يكون هناك أي مشكلات صحية خطيرة. إليك بعض الأسباب الطبيعية التي قد تؤدي إلى نزول الدورة الشهرية بعد سن الخمسين:
1. توقف الحيض بسبب تناول العلاجات الكيماوية
تعتمد بعض الأمراض على العلاج الكيماوي، والذي قد يؤثر على وظيفة المبايض ويتسبب في توقف إنتاج البويضات، مما يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية. بعد انتهاء العلاج الكيماوي وشفاء المريضة، قد تعود المبايض إلى حالتها الطبيعية ويستأنف إنتاج البويضات، مما يؤدي إلى عودة الدورة الشهرية.
من المهم ملاحظة أن عودة الدورة في هذه الحالة تعتمد على عدة عوامل، منها نوع وجرعة العلاج الكيماوي، بالإضافة إلى عمر المريضة وحالة جسمها بعد العلاج.
2. وجود كيس جريب على المبايض
كيس الجريب هو عبارة عن كيس يتكون على المبيض وقد يؤثر على عملية التبويض، مما يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية. إذا تمت معالجة هذا الكيس، قد تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها. في بعض الحالات، قد يحدث الحمل بعد علاج هذه الحالة، على الرغم من أنها نادرة، حيث يحدث الحمل في أنثى واحدة من بين خمسين حالة تعاني من الجريب المبيضي.
أسباب غير طبيعية لنزول الدورة بعد سن الخمسين
على الرغم من أن عودة الدورة الشهرية بعد سن الخمسين قد تكون طبيعية في بعض الحالات، إلا أنه في العديد من الحالات الأخرى، قد يكون هذا النزيف إشارة إلى وجود مشكلات صحية أكثر خطورة. من بين هذه الأسباب:
1. سلائل الرحم
سلائل الرحم هي زوائد لحمية تنمو داخل الرحم أو في عنق الرحم. غالبًا ما تكون هذه الزوائد حميدة، ولكنها قد تسبب نزيفًا مهبليًا غير طبيعي بعد ممارسة العلاقة الحميمة أو في أوقات أخرى بدون أسباب واضحة. يجب استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كانت هذه الزوائد تتطلب إزالتها أو لا.
2. ضمور بطانة الرحم
عندما تصل المرأة إلى سن اليأس، ينخفض إنتاج الهرمونات في الجسم بشكل ملحوظ. من الممكن أن يتسبب هذا الانخفاض في حدوث ضمور بطانة الرحم، مما يؤدي إلى ترقق جدران الرحم. هذا قد يؤدي إلى حدوث نزيف خفيف وغير منتظم.
3. ضخامة بطانة الرحم
في بعض الحالات، قد يؤدي تغير التوازن بين هرموني الأستروجين والبروجسترون إلى حدوث زيادة في سماكة بطانة الرحم، مما يؤدي إلى نزول الدم. قد يكون تضخم بطانة الرحم أيضًا علامة على تطور خلايا سرطانية في الرحم، ولذلك من المهم مراقبة الحالة واستشارة الطبيب فورًا.
4. ضمور المهبل
مع انخفاض مستويات هرمون الأستروجين بعد سن اليأس، قد يحدث ضمور في جدار المهبل، مما يؤدي إلى جفاف وترقق الأنسجة المهبلية. هذا قد يزيد من فرص الإصابة بنزيف مهبلي، خاصة بعد ممارسة العلاقة الحميمة.
5. السرطان
في بعض الحالات، قد يكون نزول الدم بعد سن الخمسين إشارة إلى وجود أورام سرطانية في الرحم أو الجهاز التناسلي. سرطان بطانة الرحم، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى نزيف مهبلي غير طبيعي.
6. العدوى بالاتصال الجنسي
يمكن أن تؤدي بعض الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل الكلاميديا أو السيلان، إلى حدوث نزيف مهبلي بعد ممارسة العلاقة الحميمة. إذا كنت تشكين في وجود عدوى، من الضروري استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
7. تناول بعض أنواع الأدوية
بعض الأدوية قد تؤدي إلى نزول الدورة الشهرية بعد سن الخمسين. على سبيل المثال، الأدوية الهرمونية التي توصف لعلاج أعراض انقطاع الطمث، وكذلك دواء تاموكسيفين، الذي يُستخدم في علاج بعض أنواع سرطان الثدي، قد يتسببان في نزيف مهبلي غير طبيعي.
أعراض نزول الدورة بعد سن الخمسين
يمكن أن تكون هناك عدة أعراض تصاحب نزول الدورة الشهرية بعد سن الخمسين، وهي تعتمد بشكل كبير على السبب الرئيسي وراء النزيف. من بين هذه الأعراض:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم: قد يحدث ارتفاع في درجة حرارة الجسم، خاصة في الجزء العلوي منه.
- جفاف المهبل: انخفاض مستوى الأستروجين قد يؤدي إلى جفاف المهبل، مما يزيد من الشعور بعدم الراحة.
- انخفاض الرغبة الجنسية: مع تقدم العمر والتغيرات الهرمونية، قد تلاحظ النساء انخفاضًا في الرغبة الجنسية.
- الأرق: قد يزداد الشعور بالأرق وصعوبة في النوم.
- التهاب المسالك البولية: يزيد احتمال الإصابة بالتهابات في المسالك البولية.
- زيادة الوزن أو السمنة: قد تكون السمنة إحدى العلامات المصاحبة لتغيرات الدورة الشهرية.
طرق علاج نزول الدورة بعد سن الخمسين
يعتمد علاج نزول الدورة الشهرية بعد سن الخمسين على السبب الرئيسي للنزيف. إليك بعض الطرق الشائعة لعلاج هذه المشكلة:
1. إذا كان السبب ضمور بطانة الرحم والمهبل
عادةً، لا تحتاج هذه الحالة إلى أدوية قوية. قد ينصح الطبيب باستخدام مزلقات أثناء العلاقة الحميمة لتجنب الاحتكاك الزائد الذي قد يسبب النزيف. في بعض الحالات، يمكن استخدام علاجات هرمونية موضعية لتخفيف الأعراض.
2. إذا كان السبب سلائل الرحم
العلاج الرئيسي لسلائل الرحم هو إزالة الزوائد اللحمية جراحيًا. في بعض الحالات، قد يكون هناك خلايا سرطانية في هذه الزوائد، ولكن هذا يحدث في نسبة قليلة جدًا من الحالات (حوالي 5%).
3. إذا كان السبب التهاب الرحم أو عنق الرحم
يتم علاج التهابات الرحم أو عنق الرحم باستخدام المضادات الحيوية. بمجرد القضاء على العدوى، يتوقف النزيف.
4. إذا كان السبب تضخم بطانة الرحم
يمكن علاج تضخم بطانة الرحم باستخدام الأدوية الهرمونية التي تساعد على تقليل سماكة البطانة. في الحالات الأكثر خطورة، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة المتضخمة.
5. إذا كان السبب تكوين الخلايا السرطانية في بطانة الرحم
إذا كان النزيف ناتجًا عن سرطان بطانة الرحم، فقد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لاستئصال الرحم والأجزاء المجاورة المتضررة، مثل المبيضين والغدد الليمفاوية.
6. إذا كان السبب تناول دواء معين
في هذه الحالة، سيقوم الطبيب بتعديل الدواء أو استبداله بآخر أقل تأثيرًا على النزيف.