هل ارتجاع المريء يسبب اختناق

6 أكتوبر 2024
هل ارتجاع المريء يسبب اختناق

هل ارتجاع المريء يسبب اختناق؟

ارتجاع المريء هو حالة شائعة تؤثر على الجهاز الهضمي، حيث يحدث عندما تتدفق أحماض المعدة باتجاه المريء، مما يسبب حرقة وأعراض أخرى مزعجة. يمكن أن تتطور أعراض الارتجاع إلى مشاكل أكثر تعقيدًا تؤثر على الجهاز التنفسي وتؤدي إلى الشعور بالاختناق أو صعوبة التنفس. هذا الأمر قد يسبب قلقًا لدى المصابين بالارتجاع المعدي المريئي، إذ يتساءلون ما إذا كان هذا الارتجاع قد يؤدي بالفعل إلى الشعور بالاختناق أو صعوبة في التنفس.

ضيق التنفس والارتجاع المريئي

ارتجاع المريء قد يتسبب في ضيق التنفس في حالات معينة، لا سيما عندما يتصاحب مع ارتجاع الحنجرة البلعومي. في هذه الحالة، يمكن أن يرتفع حمض المعدة إلى أعلى من المريء ويتسبب في تكوين قطرات صغيرة تنتقل إلى مناطق أخرى من الجهاز التنفسي مثل الحنجرة والرئتين. ما يميز ارتجاع الحنجرة البلعومي هو أنه ينتقل بشكل غازي وليس سائلًا، وهو ما يزيد من احتمالية وصوله إلى الشعب الهوائية.

عندما يصل هذا الحمض إلى الرئتين، قد يؤدي إلى التهابات أو تورم في الشعب الهوائية، مما ينتج عنه صعوبة في التنفس أو حتى شعور بالاختناق. كما يمكن أن يتسبب في حدوث تشنجات في القصبات الهوائية والحنجرة، مما يؤدي إلى نوبات سعال شديدة.

العوامل التي تعزز ارتجاع المريء

تساهم عدة عوامل في تفاقم حالة ارتجاع المريء وزيادة احتمالية ظهور أعراض التنفس وضيق التنفس. من بين هذه العوامل:

  • فتق فجوة: حيث تصعد المعدة من خلال فتحة الفجوة.
  • الأدوية: بعض الأدوية مثل البروجسترون وبعض أدوية الربو والقلب قد تزيد من احتمالية الارتجاع.
  • الحمل: التغيرات التشريحية أثناء الحمل يمكن أن تزيد من ضغط البطن وتفاقم ارتجاع المريء.
  • الوزن الزائد: الضغط الزائد على البطن بسبب السمنة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة.
  • العادات الغذائية غير الصحية: استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون والتوابل والأطعمة الحمضية، بالإضافة إلى التدخين والكحول.

أعراض ضيق التنفس والارتجاع المريئي

الأعراض الأكثر شيوعًا لضيق التنفس المرتبط بارتجاع المريء تتضمن:

  • السعال الشديد.
  • الصفير عند التنفس.
  • صعوبة التنفس، التي قد تتفاقم أثناء الليل أو بعد تناول وجبات ثقيلة.
  • نوبات ضيق التنفس، والتي قد تكون خطيرة في بعض الحالات.

يمكن لهذه الأعراض أن تكون مشابهة لأعراض الربو، وقد تتسبب في تشنجات في القصبات الهوائية أو الحنجرة، مما يزيد من حدة السعال ويؤدي إلى الشعور بالاختناق.

تأثير الجانب النفسي

يلعب الجانب النفسي دورًا في تفاقم أعراض ارتجاع المريء، حيث يميل الإجهاد والتوتر إلى زيادة حدة الأعراض. يؤثر التوتر النفسي على الجهاز العصبي للجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تضخيم الأعراض، خاصة تلك المرتبطة بالتنفس وصعوبة البلع.

أعراض ارتجاع المريء الرئيسية

من أبرز أعراض ارتجاع المريء:

  • حرقة المعدة: هي أكثر الأعراض شيوعًا وتظهر كإحساس بالحرقان خلف عظمة الصدر.
  • القلس: وهو عودة محتويات المعدة إلى الفم، وقد يسبب التهابًا في الحلق أو بحة في الصوت.
  • صعوبة البلع: يشعر بعض المصابين بارتجاع المريء بصعوبة في البلع نتيجة لتكرار تعرض المريء للحمض.
  • السعال المتكرر: يحدث نتيجة تدفق حمض المعدة إلى الحلق أو الرئتين.

مضاعفات ارتجاع المريء

إذا استمر ارتجاع المريء لفترة طويلة دون علاج، فإنه قد يتسبب في مضاعفات خطيرة تشمل:

  • التهاب المريء: نتيجة تعرض المريء للحمض بشكل متكرر.
  • قرحة المريء: قد تتطور التقرحات في المريء نتيجة للتآكل المستمر.
  • تضيق المريء: مما يؤدي إلى صعوبة في تمرير الطعام.
  • تغيرات سرطانية: في حالات نادرة، قد تؤدي التغيرات في خلايا المريء إلى تطور سرطان المريء.

الارتجاع المعدي المريئي والربو

أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص المصابين بالربو هم أكثر عرضة للإصابة بارتجاع المريء. يُعتقد أن التقلبات في ضغط الصدر لدى المصابين بالربو تسمح بتدفق المزيد من الحمض إلى المريء. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض أدوية الربو، مثل ناهضات بيتا، يمكن أن تقلل من قوة العضلة العاصرة للمريء السفلية، مما يعزز ارتداد الحمض.

الارتجاع المريئي والاختناق ليلاً

من أبرز الأعراض الليلية لارتجاع المريء هو الشعور بالاختناق أثناء النوم. يحدث ذلك عندما يرتفع حمض المعدة إلى الحنجرة ويسبب تشنجًا في الأحبال الصوتية. هذا التشنج قد يغلق المسالك الهوائية جزئيًا أو كليًا، مما يؤدي إلى الاستيقاظ المفاجئ والشعور بالاختناق.

طرق علاج ارتجاع المريء وضيق التنفس

هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها لتخفيف أعراض ارتجاع المريء وضيق التنفس:

  1. التشخيص الطبي: يجب استشارة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي أو أخصائي أمراض الرئة لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد ما إذا كان ضيق التنفس مرتبطًا بارتجاع المريء أو فتق فجوة.
  2. العلاج الدوائي: تُستخدم مثبطات مضخة البروتون كعلاج فعال لتقليل إفراز الحمض وتحسين الأعراض. يُنصح باستخدام هذه الأدوية لفترة تتراوح بين 4 إلى 12 أسبوعًا، حسب حالة المريض.
  3. العلاج الوقائي: تشمل الإجراءات الوقائية رفع رأس السرير، وتجنب الأطعمة التي تحفز الأعراض، وتجنب تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات.
  4. تخفيف الوزن: يُنصح الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بفقدان الوزن لتقليل الضغط على المعدة.

الجراحة

في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، قد تكون الجراحة هي الحل الأمثل. يمكن استخدام تقنيات جراحية طفيفة التوغل لعلاج ارتجاع المريء والفتق الحجابي.

العلاجات الطبيعية

أثبتت الدراسات الحديثة فعالية بعض العلاجات الطبيعية في تقليل أعراض ارتجاع المريء وضيق التنفس. تشمل هذه العلاجات:

  • تغيير نمط الحياة: تحسين النظام الغذائي وتجنب التوتر قد يساعد في تقليل الأعراض بشكل كبير.
  • الأعشاب: مثل الزنجبيل والبابونج والشاي الأخضر، التي تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف الالتهابات.

الوقاية من ارتجاع المريء

لمنع ارتجاع المريء، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:

  • رفع رأس السرير.
  • تجنب الأطعمة المحفزة للأعراض.
  • الامتناع عن التدخين والكحول.
  • تقليل الوزن الزائد.

العلاج بالأدوية

إضافةً إلى مثبطات مضخة البروتون، تُستخدم أيضًا حاصرات H2 والأدوية المحفزة للحركة لعلاج الحالات الخفيفة من ارتجاع المريء.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى