هل الإجهاض في الشهر الثاني مؤلم؟

6 أكتوبر 2024
هل الإجهاض في الشهر الثاني مؤلم؟

هل الإجهاض في الشهر الثاني مؤلم؟

الإجهاض في الشهر الثاني يعتبر من التجارب الصعبة والمؤلمة التي قد تواجهها بعض النساء، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية. عندما يتعرض الحمل لخطر الإجهاض خلال هذه الفترة، قد يتساءل الكثيرون عن مدى الألم الذي تشعر به المرأة، وما إذا كان هذا الألم شديدًا أم يمكن تحمله. في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل كل ما يتعلق بالألم المصاحب للإجهاض في الشهر الثاني من الحمل، وأسبابه، وأعراضه، وكيفية التعافي منه.

الألم الجسدي المصاحب للإجهاض

من الناحية الجسدية، يمكن أن يكون الإجهاض في الشهر الثاني مؤلمًا بالنسبة للعديد من النساء، ويختلف مستوى الألم من امرأة إلى أخرى. قد تشعر بعض النساء بآلام تشبه تلك التي تحدث أثناء الدورة الشهرية، ولكن بدرجة أكثر شدة، بينما يعاني البعض الآخر من مغص شديد وآلام متكررة في منطقة أسفل البطن. هذا المغص قد يكون متقطعًا أو مستمرًا لفترات، وقد يمتد لأيام قليلة أو حتى لفترة أطول، تبعًا للحالة الصحية لكل امرأة.

النزيف والتجلطات

يعد النزيف المهبلي أحد أبرز الأعراض المصاحبة للإجهاض في الشهر الثاني. يتفاوت مستوى النزيف من حالة إلى أخرى، ولكنه غالبًا ما يكون غزيرًا، وقد تصاحبه كتل دموية متجلطة. هذه التجلطات يمكن أن تكون مصحوبة بألم نتيجة تقلصات الرحم التي تحدث لطرد الأنسجة المتبقية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون النزيف مخيفًا بالنسبة لبعض النساء، خاصة إذا كان غير متوقع أو كثيفًا، مما يزيد من مشاعر القلق والخوف.

اختلاف الألم بين النساء

يتفاوت مستوى الألم الجسدي بين النساء حسب الحالة الصحية العامة لكل امرأة، ومدى حساسية جسمها للألم، والمستوى الذي وصل إليه الحمل قبل الإجهاض. بعض النساء قد يشعرن بأن الألم مشابه لما يحدث خلال الحيض ولكنه أكثر حدة، بينما قد يشعر البعض الآخر بتقلصات تشبه تلك التي تحدث خلال المخاض. ومن الجدير بالذكر أن الألم الجسدي قد يختفي بسرعة عند بعض النساء، بينما قد يستمر لبضعة أيام لدى أخريات.

الألم النفسي المصاحب للإجهاض

إلى جانب الألم الجسدي، فإن الألم النفسي يعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجهها المرأة عند تعرضها للإجهاض في الشهر الثاني. يمكن أن يشعر البعض بالحزن الشديد والإحباط، حيث تكون المرأة قد بدأت بالفعل في بناء توقعات حول حياة الجنين ومرحلة الأمومة القادمة. هذا الفقدان المبكر يمكن أن يكون مصدرًا للألم النفسي العميق، والذي قد يستمر لفترات طويلة.

الحزن والشعور بالذنب

تواجه المرأة بعد الإجهاض مشاعر الحزن، والذنب، وحتى الفقدان. قد تعتقد بعض النساء أنهن كن مسؤولات عن الإجهاض بطريقة أو بأخرى، على الرغم من أن معظم حالات الإجهاض تكون نتيجة لعوامل خارجية لا يمكن السيطرة عليها، مثل الخلل في الكروموسومات أو المشاكل الصحية.

الدعم النفسي

من المهم أن تحصل المرأة على الدعم النفسي الكافي بعد الإجهاض. مشاركة مشاعرها مع العائلة أو الأصدقاء، أو طلب المساعدة من مختصين في الصحة النفسية يمكن أن يساعد في التخفيف من الألم النفسي والتعامل مع مشاعر الحزن والذنب. قد تحتاج بعض النساء إلى وقت طويل للتعافي نفسيًا بعد هذه التجربة، ولذلك يُنصح بعدم التسرع في تجاوز مشاعر الفقدان، بل السماح للوقت بالقيام بدوره في عملية الشفاء.

هل يحتاج الإجهاض في الشهر الثاني إلى تنظيف؟

بعد الإجهاض، من الضروري أن يقوم الطبيب بفحص الحوض باستخدام الموجات فوق الصوتية للتأكد من أن الرحم قد أفرغ تمامًا من الأنسجة المتبقية. في بعض الحالات، قد لا تحتاج المرأة إلى أي إجراءات إضافية إذا تم طرد جميع الأنسجة من الجسم بشكل طبيعي، وهو ما يعرف بالإجهاض الكامل.

الحالات التي تتطلب تنظيفًا

ولكن في بعض الحالات الأخرى، قد يحدث الإجهاض غير الكامل، حيث تبقى بعض الأنسجة داخل الرحم، مما يتطلب تدخلاً طبيًا لإزالة هذه الأنسجة. عند حدوث ذلك، يكون أمام المرأة عدة خيارات، وهي:

  1. إدارة التوقعات:
    • إذا لم تكن هناك علامات على وجود عدوى، يمكن ترك الإجهاض يتقدم بشكل طبيعي، حيث يتوقع أن يتم طرد الأنسجة المتبقية من الجسم خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع. ومع ذلك، إذا لم يحدث ذلك بشكل طبيعي، فقد تحتاج المرأة إلى علاج طبي أو جراحي.
  2. العلاج الطبي:
    • إذا كانت المرأة تفضل تسريع العملية، يمكن أن يصف الطبيب أدوية تساعد في طرد الأنسجة من الجسم. يتم تناول الأدوية عن طريق الفم أو المهبل، ويبدأ التأثير عادة في غضون 24 ساعة لدى 70% إلى 90% من الحالات.
  3. العلاج الجراحي:
    • إذا لم يكن العلاج الطبي فعالًا، أو في حالة حدوث نزيف شديد أو علامات عدوى، قد يكون الحل هو إجراء عملية الكحت وشفط التمدد. في هذه العملية، يتم توسيع عنق الرحم واستخدام أداة خاصة لإزالة الأنسجة المتبقية من الرحم. يُعد هذا الإجراء جراحيًا بسيطًا، لكن يجب على المرأة متابعة الطبيب بعد الجراحة لضمان عدم حدوث مضاعفات.

أسباب الإجهاض في الشهر الثاني

الإجهاض في الشهر الثاني غالبًا ما يكون نتيجة لأسباب خارج إرادة المرأة. معظم حالات الإجهاض في هذه الفترة تعود إلى خلل في الكروموسومات الخاصة بالجنين، مما يمنع تطوره بشكل طبيعي. هناك عوامل أخرى قد تزيد من خطر الإجهاض في الشهر الثاني، وتشمل:

  1. عمر المرأة:
    • النساء في أواخر الثلاثينات وأكثر عرضة للإجهاض بسبب انخفاض جودة البويضات مع تقدم العمر.
  2. اضطرابات الهرمونات:
    • قد تؤدي اضطرابات في هرمون البروجستيرون أو غيره من الهرمونات إلى عدم استقرار الحمل وحدوث الإجهاض.
  3. التدخين وتناول الكحوليات:
    • هذه العادات غير الصحية تؤثر سلبًا على الحمل وتزيد من احتمالية حدوث الإجهاض.
  4. الإصابة بعدوى:
    • بعض العدوى يمكن أن تؤدي إلى إجهاض مبكر في الشهر الثاني.
  5. التعرض للإشعاعات أو المواد الكيميائية:
    • التعرض لمواد سامة قد يضر بالحمل ويؤدي إلى الإجهاض.
  6. مشاكل طبية مزمنة:
    • مثل مرض السكري غير المسيطر عليه أو اضطرابات الغدة الدرقية.

علامات الإجهاض في الشهر الثاني

يجب على المرأة مراقبة الأعراض التي قد تشير إلى حدوث إجهاض في الشهر الثاني، واستشارة الطبيب عند ظهور أي منها. تشمل هذه العلامات:

  1. نزيف مهبلي.
  2. ألم شديد في أسفل البطن.
  3. تشنجات قوية.
  4. انخفاض مفاجئ في أعراض الحمل مثل الغثيان.
  5. ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  6. ألم في الكتف أو الظهر.
  7. الإسهال أو الإغماء.

التعافي بعد الإجهاض

التعافي الجسدي

بعد الإجهاض، تحتاج المرأة إلى وقت للتعافي جسديًا. تختلف فترة التعافي بناءً على طول فترة الحمل وشدة الإجهاض. من الممكن أن تواجه بعض النساء أعراضًا مثل النزيف المهبلي أو عدم الراحة في البطن لبضعة أيام بعد الإجهاض.

تعود الدورة الشهرية عادة خلال 4 إلى 6 أسابيع بعد الإجهاض، ويمكن أن يبدأ التبويض مرة أخرى بعد أسبوعين.

التعافي النفسي

التعافي النفسي قد يكون أكثر صعوبة من التعافي الجسدي. قد تواجه المرأة مشاعر الحزن والقلق بعد الإجهاض، وقد تحتاج إلى دعم عاطفي من العائلة أو الأصدقاء. يمكن أن يساعد المعالج النفسي في معالجة هذه المشاعر وتجاوز فترة الفقدان.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى