هل الحزن يؤثر على الغدة الدرقية؟
عند البحث عن تأثير الحزن على الغدة الدرقية، من المعروف أن الحزن والضيق يؤثران بشكل كبير على الصحة العامة. الضغط النفسي الناتج عن المشاكل أو التوتر يؤثر على عمل الغدة الكظرية، التي تفرز الهرمونات المسؤولة عن التوتر، مثل الكورتيزول. هذا يمكن أن يزيد من الاضطرابات في الغدة الدرقية.
عندما يتعرض الإنسان للضغط النفسي أو الحزن، ينخفض مستوى هرمون ثلاثي يود الثيرونين (Triiodothyronine – T3) وهرمون الغدة الدرقية (Thyroxine – T4). هذا الانخفاض يمكن أن يؤدي إلى قصور في وظيفة الغدة الدرقية. لذا، الحالة النفسية تلعب دورًا كبيرًا في تأثير الهرمونات بالجسم، مما يؤثر على التوازن الهرموني.
الاستعداد الوراثي أيضًا له دور كبير في التأثير على عمل الغدة الدرقية حتى مع أقل حزن يشعر به الإنسان. لذلك، يجب متابعة الطبيب المختص إذا ظهرت أعراض مثل الإرهاق، تغييرات في الحالة المزاجية، أو نقصان الوزن السريع. بالإضافة إلى ذلك، الحزن الشديد قد يؤدي إلى الإصابة بمرض الغدة الدرقية المناعي، مثل مرض هاشيموتو (Hashimoto’s Thyroiditis).
زيادة عمل الغدة الدرقية عند الإصابة بالحزن
بعد التعرف على تأثير الحزن على الغدة الدرقية، نتناول الآن زيادة نشاط الغدة الدرقية عند شعور الإنسان بالحزن:
تشير الأدلة العلمية إلى أن الحزن الشديد والإجهاد البدني المرتبط به يؤثران على عمل الغدة الدرقية، وهو ما يعرف باسم “عاصفة فرط نشاط الغدة الدرقية”. تُعد هذه الحالة من الحالات الخطيرة التي تهدد صحة الإنسان ولها تأثير كبير على الغدة الدرقية إذا لم يتم تلقي العلاج المناسب.
الأشخاص المصابون بمرض غريفر (Graves Disease) يعانون من تأثيرات الحزن على الغدة الدرقية بشكل خاص. الحزن يؤدي إلى الإجهاد البدني والعقلي، مما يحفز إفراز الهرمونات وزيادة نسبتها في الدم. الأشخاص المصابون بزيادة نشاط الغدة الدرقية يكون لديهم حساسية عالية تجاه هذه الهرمونات، مثل الدوبامين والأدرينالين، مما يجعل الجسم في حالة قصوى من التأهب ويسبب عاصفة فرط نشاط في الغدة الدرقية.
من بين الإصابات الجسدية التي قد تحدث نتيجة زيادة نشاط الغدة الدرقية: الإصابة بالنوبات القلبية، مرض السكري، والعدوى.
علامات الإصابة بفرط عمل الغدة الدرقية
بعد الحديث عن تأثير الغدة الدرقية على الحزن الذي يشعر به الإنسان وزيادة نشاط الغدة الدرقية، نستعرض الآن العلامات التي يجب أن يعرفها الإنسان عند إصابته بزيادة نشاط الغدة الدرقية، ومنها:
- ارتفاع درجات حرارة الجسم.
- التعرق الشديد.
- عدم انتظام ضربات القلب وزيادتها.
- القلق الشديد والعصبية.
- القيء والغثيان والإسهال.
- الارتباك، الضعف، الهذيان، والرعشة الشديدة.
طرق التقليل من إصابة الغدة الدرقية بسبب الحزن
من الطرق التي تساعد الإنسان على تقليل مشاكل الغدة الدرقية، وخاصة الإحساس بالحزن الشديد، ما يلي:
- الراحة: تعد الراحة من المتطلبات الأساسية في حياة الإنسان. يجب أن يسعى الإنسان للحصول على قدر كافٍ من الراحة، حيث تساعد على تقليل شعور الحزن. يمكن القيام بأنشطة ممتعة، حتى وإن كانت لوقت قصير خلال اليوم، مثل الرسم، القراءة، أو قضاء وقت هادئ في الهواء الطلق. كما يمكن تجربة أنشطة تساعد على الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل في المناطق الطبيعية.
- ممارسة التمارين الرياضية: تلعب التمارين الرياضية دورًا كبيرًا في تحسين صحة الإنسان. تساهم الرياضة في تقليل احتمالية إصابة الغدة الدرقية وتحسين الحالة المزاجية. تساعد التمارين الرياضية أيضًا على تقليل طاقة الجسم والوزن، بالإضافة إلى زيادة المواد الكيميائية في الدماغ التي تعزز الشعور بالسعادة وتقلل من الحزن.
Post Views: 57