محتويات
هل بعد استئصال الورم الخبيث كاف للشفاء
قد يلجأ الأطباء في بعض الحالات المصابة بأورام سرطانية إلى الجراحة لاستئصال مكان الورم نهائيًا، وذلك عندما يكون التدخل الجراحي هو الحل الوحيد لهذه الحالة. ولكن، هل يعد استئصال الورم الخبيث كافيًا للشفاء؟ الإجابة هي أنه ليس كافيًا للعلاج، حيث يمكن أن يكون هذا الاستئصال جزءًا من مراحل العلاج، والتي تكملها العلاجات الأخرى مثل العلاج الكيميائي أو أنواع أخرى من العلاجات.
جراحة استئصال ورم سرطاني
قد تكون عملية استئصال الورم السرطاني الخيار الأول الذي يلجأ إليه الأطباء لعدة أسباب يرونها ضرورية. تتم هذه العملية عن طريق إجراء شق في المنطقة التي يوجد بها الورم، ثم إزالة الورم بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، يتم استئصال الأنسجة السليمة المحيطة بالورم للتأكد من القضاء على الورم بالكامل.
قد يلجأ الأطباء أيضًا إلى إزالة العقد الليمفاوية القريبة من مكان الورم، بهدف التحقق مما إذا كان الورم قد انتشر إلى مناطق أخرى. هذه الخطوة تساعد أيضًا في تقدير نسبة الشفاء المتوقعة بناءً على حالة العقد الليمفاوية.
في حالة سرطان الثدي، هناك خياران للاستئصال: إما إزالة الثدي بالكامل مع الأنسجة المحيطة به، أو استئصال الجزء الذي يحتوي على الورم فقط مع الحفاظ على باقي الثدي. ينطبق نفس النهج على سرطان الرئة.
أسباب الخضوع لجراحة استئصال ورم سرطاني
يلجأ الطبيب إلى عملية استئصال الورم السرطاني لأسباب متعددة:
أحدها هو تحديد مرحلة تقدم الورم، حيث تساعد هذه العملية في معرفة مدى انتشار المرض في الجسم وتوقع نسبة الشفاء. كذلك، من بين الأسباب الوقائية لإجراء الاستئصال أن يرى الطبيب أن هناك أجزاء من الجسم قد تكون معرضة للإصابة بالسرطان، فيقوم باستئصالها قبل حدوث الإصابة.
قد يهدف الاستئصال أيضًا إلى تخفيف الأعراض الجانبية التي يعاني منها المريض، خاصة إذا كان الورم يضغط على العظام أو الأعصاب أو يسد الأمعاء. وفي بعض الحالات، قد تكون الجراحة هي الحل الأمثل، خاصة عندما يكون السرطان جزئيًا وغير منتشر.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتم اللجوء إلى الاستئصال لأغراض التشخيص، بهدف تحديد ما إذا كان الورم خبيثًا أو حميدًا. وأخيرًا، قد يكون الهدف من الاستئصال هو إزالة الجزء الأكبر من الورم إذا كان الاستئصال الكلي يضر أجزاء أخرى من الجسم، بحيث يمكن أن يسهم في الشفاء بالتوازي مع العلاجات الأخرى.
أساليب جراحة استئصال أورام السرطان
هناك العديد من الأساليب المستخدمة في جراحة استئصال الأورام السرطانية، ومنها:
الطريقة الأولى هي جراحة المنظار، حيث يُستخدم المنظار لتشخيص المرض ومعرفة مدى انتشاره وتحديد طرق العلاج المناسبة. تتم العملية عن طريق إدخال كاميرا صغيرة من خلال شق في الجسم، ليتابع الطبيب ما يجري داخل الجسم عبر الشاشة.
الطريقة الثانية هي استخدام البرودة الشديدة، حيث يستعمل الطبيب مادة باردة تعمل على تدمير الخلايا السرطانية أو الخلايا المهيأة للتحول إلى خلايا سرطانية.
كما يتم استخدام المشرط في العمليات الجراحية، خصوصاً إذا كان الورم في منطقة حساسة، حيث يقوم الطبيب بإزالة الورم تدريجياً بحذر كبير.
ومن الوسائل الأخرى استخدام الليزر، حيث يتم تبخير أو تقليص حجم الخلايا السرطانية باستخدام حزم ضوئية عالية الكثافة، وتُستخدم هذه الطريقة في أنواع متعددة من الأورام السرطانية.
كذلك يمكن استخدام الجراحة الكهربائية، حيث تستعمل تيارات كهربائية عالية التردد لقتل الخلايا السرطانية.
كما يمكن اللجوء إلى الجراحة باستخدام الروبوت، حيث يتحكم الطبيب يدوياً في الروبوت لإزالة الورم. وتعد هذه الطريقة من أحدث الأساليب المستخدمة في جراحة الأورام.
هناك أيضاً الجراحة عن طريق الفوهات الطبيعية، وهي تقنية قيد الدراسة ولكنها لاقت اهتماماً واسعاً. تعتمد هذه الطريقة على الوصول إلى الورم دون الحاجة إلى شق الجلد، ويتم إدخال أدوات الجراحة عبر الفتحات الطبيعية في الجسم مثل الفم أو الأنف.
مخاطر عملية استئصال الأورام السرطانية
قد يتم خلال عملية الاستئصال إزالة العضو مع وظيفته، وفي بعض الحالات يمكن للعضو الآخر أن يكمل القيام بكافة الوظائف المطلوبة. لكن قد يحدث بعض القصور أو التشوهات بناءً على الجزء المفقود. من بين المخاطر المحتملة الشعور بألم شديد بعد العملية، رغم وصف الطبيب لبعض المسكنات القوية. كذلك من المضاعفات الشائعة التعرض للإصابة بالجلطات، على الرغم من أن هذا الأمر نادر الحدوث. كما يمكن أن يصاب المريض بعدوى في مكان الجراحة، مما يستدعي الالتزام التام بتعليمات الفريق الطبي. من المخاطر أيضاً احتمال حدوث نزيف شديد بعد العملية، وقد يعاني المريض من تغيرات في وظيفة المثانة والأمعاء، مما يؤدي إلى صعوبة في عملية الإخراج لبضعة أيام بعد الجراحة.