محتويات
خراج الأسنان: أسبابه، أعراضه، وعلاقته بالأمراض
خراج الأسنان هو حالة مؤلمة وشائعة بين الأشخاص الذين يهملون العناية بصحة الفم والأسنان. يتكون هذا الخراج نتيجة إصابة اللثة أو السن بالتهاب شديد ناتج عن العدوى البكتيرية أو التسوس الذي تم إهمال علاجه. لتجنب المضاعفات الخطيرة، يجب معرفة الأسباب والعلاجات المناسبة لهذا المرض. دعونا نستعرض بالتفصيل كل ما يتعلق بخراج الأسنان وأثره على الصحة العامة.
ما هو خراج الأسنان وكيف يتكون؟
خراج الأسنان هو عبارة عن كتلة صغيرة كروية الشكل مملوءة بالصديد (القيح) تتكون داخل الفم على اللثة أو حول جذور الأسنان. ينشأ هذا الخراج نتيجة تعرض اللثة أو الأسنان للعدوى البكتيرية أو الالتهاب غير المعالج. هذه العدوى قد تكون ناتجة عن عدة أسباب، من بينها تسوس الأسنان الذي يتم إهماله أو وجود جرح أو كسر في الأسنان يسهل دخول البكتيريا إلى الأنسجة المحيطة.
أعراض خراج الأسنان
عندما يصاب الشخص بخراج الأسنان، تبدأ عدة أعراض مؤلمة بالظهور، وتشمل هذه الأعراض:
- ألم شديد في منطقة الأسنان المصابة واللثة المحيطة بها.
- حساسية مفرطة تجاه الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة.
- صعوبة في البلع أو المضغ نتيجة الألم المستمر.
- تورم في الخد أو اللثة في المنطقة المصابة.
- انتفاخ في الغدد الليمفاوية أسفل الفك أو الرقبة.
- صداع مزعج يرافق الألم مع ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
- في حال انفجار الخراج داخل الفم، يُشعر المريض بطعم سيئ ومزعج في الفم نتيجة خروج الصديد.
هل خراج الأسنان يسبب الإصابة بالسرطان؟
واحدة من التساؤلات المهمة التي يطرحها الكثيرون هي ما إذا كان خراج الأسنان قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. بالرغم من أن خراج الأسنان نفسه ليس مسبباً مباشراً للسرطان، إلا أن الأبحاث والدراسات الحديثة تشير إلى وجود ارتباط بين بعض أنواع العدوى المزمنة بالفم والأمراض السرطانية.
البكتيريا المسببة لخراج الأسنان وعلاقتها بالسرطان
البكتيريا المسببة لخراج الأسنان والتي تُعرف باسم “Treponema Derticala” هي نوع من البكتيريا اللولبية التي تتسبب في التهاب اللثة والأسنان. وقد أظهرت بعض الدراسات أن هذه البكتيريا تُفرز إنزيماً يُعرف بـ “Tdctlp”، والذي قد يلعب دوراً في تطور بعض الأمراض السرطانية. هذا الإنزيم يُضعف استجابة الجهاز المناعي للجسم، مما يتيح للبكتيريا والبروتينات السرطانية التغلغل والانتشار داخل الجسم.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة الإصابة بأمراض اللثة المزمنة تزداد مع تقدم العمر، حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من خمسين بالمئة من الأشخاص فوق الثلاثين عاماً يعانون من التهابات في اللثة. ومع استمرار الإهمال في العناية بصحة الفم، يمكن أن تتطور هذه الحالات إلى مشاكل صحية خطيرة تشمل الإصابة ببعض أنواع السرطان.
أسباب خراج الأسنان
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بخراج الأسنان، وتتراوح بين أسباب تتعلق بعدم العناية بنظافة الفم وأخرى تتعلق بوجود مشاكل صحية داخل الفم. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة لتكون خراج الأسنان:
- تسوس الأسنان: يعتبر تسوس الأسنان أحد الأسباب الرئيسية لتكون الخراج. عندما يتم إهمال تسوس الأسنان، يتسبب ذلك في تلف الأنسجة المحيطة بالسن وظهور الخراج.
- التهابات اللثة: إهمال العناية باللثة والتهاباتها قد يؤدي إلى تكوّن الخراج نتيجة تراكم البكتيريا والعدوى.
- بقايا الطعام العالقة بين الأسنان: عدم تنظيف الأسنان بانتظام والتخلص من بقايا الطعام يؤدي إلى تكوّن البكتيريا التي تسبب التهابات وتلف الأسنان.
- عدوى بكتيرية: قد تنتقل العدوى البكتيرية إلى عظام الفك أو الأعصاب المحيطة بالأسنان، مما يؤدي إلى تكون الخراج.
المضاعفات التي قد تحدث بسبب خراج الأسنان
إهمال علاج خراج الأسنان قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة الفم والجسم بشكل عام. من بين المضاعفات التي قد تنجم عن هذا الخراج:
- التهاب عظام الأسنان: إذا تُرك الخراج دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى التهاب عظام الأسنان، مما يسبب سقوط الأسنان المصابة.
- التهاب الجيوب الأنفية: في بعض الحالات، يؤدي خراج الأسنان في الفك العلوي إلى انتقال العدوى إلى الجيوب الأنفية.
- التهاب الشغاف البكتيري: قد تنتقل العدوى من الفم إلى عضلة القلب عبر الأوعية الدموية، مما يسبب التهاباً خطيراً يعرف بالتهاب الشغاف.
- تسمم الدم: في حال انفجار الخراج داخل الفم، قد ينتج عن ذلك تسمم في الدم نتيجة انتشار العدوى.
- انسداد مجرى التنفس: إذا كان الشخص يعاني من مشاكل صحية أخرى مثل نقص المناعة، يمكن أن يمتد الخراج إلى الرقبة ويسبب انسداداً في مجرى التنفس.
الوقاية من خراج الأسنان
الوقاية دائماً أفضل من العلاج، ولتفادي الإصابة بخراج الأسنان ومضاعفاته، يجب اتباع بعض الإجراءات الوقائية البسيطة، مثل:
- تنظيف الأسنان بانتظام: يجب استخدام الفرشاة والمعجون المناسبين لتنظيف الأسنان مرتين يومياً، مع الحرص على تنظيف الأسنان بالخيط للتخلص من بقايا الطعام.
- زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري: يُنصح بزيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر للكشف المبكر عن أي مشاكل في الأسنان واللثة.
- الامتناع عن التدخين: التدخين يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الفم والأسنان، بما في ذلك خراج الأسنان.
- تقليل تناول السكريات: يُفضل تقليل استهلاك الحلويات والسكريات، لأنها تساعد في تكاثر البكتيريا المسؤولة عن تسوس الأسنان.
- معالجة تسوس الأسنان فوراً: إذا ظهر أي تسوس في الأسنان، يجب علاجه بسرعة لتجنب تطور الحالة إلى خراج.
طرق علاج خراج الأسنان
عند الإصابة بخراج الأسنان، هناك عدة خيارات للعلاج تعتمد على مدى تطور الحالة. من بين هذه العلاجات:
شق الخراج وتصريفه
هذه الطريقة تُعتبر من أكثر الطرق شيوعاً لعلاج خراج الأسنان. يقوم الطبيب بشق الخراج وتصريف القيح الموجود بداخله، وقد يضع قطعة مطاطية صغيرة في الشق لضمان استمرار التصريف. بعد ذلك، يتم تنظيف المنطقة بمحلول ملحي.
التدخل الجراحي
في بعض الحالات المتقدمة، قد يحتاج الطبيب إلى التدخل الجراحي لعلاج الخراج، خاصة إذا كان الخراج قد تسبب في تآكل العظام المحيطة بالأسنان.
علاج الجذور
في الحالات الأقل تطوراً، يمكن للطبيب إجراء علاج الجذور دون الحاجة إلى خلع الضرس المصاب. يقوم الطبيب بحفر السن المصاب وإزالة الأنسجة المتضررة، ثم يقوم بحشو السن. في بعض الأحيان، يحتاج السن إلى تركيب تاج سني لتعزيزه.
خلع الضرس
إذا كان الخراج قد امتد إلى عظام الفك وأدى إلى تلف شديد في الضرس، قد يلجأ الطبيب إلى خلع الضرس المصاب كحل نهائي.