هل درجة حرارة الجسم 37.5 درجة مئوية طبيعية؟
درجة حرارة الجسم الطبيعية تختلف من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل منها العمر، الجنس، النشاط البدني، وحتى البيئة المحيطة. من الشائع أن تتراوح درجة حرارة الشخص البالغ السليم بين 36.7 و 37.2 درجة مئوية، وبالتالي يمكن القول إن درجة حرارة الجسم عند 37.5 مئوية قد تكون ضمن النطاق الطبيعي في ظروف معينة. على الرغم من أن هذا الرقم يبدو مرتفعًا قليلًا مقارنةً بالمتوسط الشائع، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية.
الأطباء يوضحون أن هناك تباينًا طبيعيًا في درجة حرارة الجسم حسب توقيت اليوم، الحالة العاطفية والنفسية، والمجهود البدني المبذول. كما أن الجهاز المناعي والجهاز الهرموني يلعبان دورًا كبيرًا في ضبط درجة الحرارة، ويجعل هذا التفاوت في درجة الحرارة أمرًا طبيعيًا.
عند الرضع والأطفال الصغار، تكون درجات الحرارة الطبيعية أعلى نسبيًا، حيث تتراوح بين 36.6 إلى 38 درجة مئوية. هذه الزيادة الطفيفة ترتبط بمعدل الأيض المرتفع لدى الأطفال وصغر حجم أجسامهم مما يجعلهم أكثر عرضة للتغيرات السريعة في درجة الحرارة.
بشكل عام، إذا لم يكن هناك أي أعراض مرافقة لارتفاع طفيف في درجة الحرارة مثل الألم أو التعب أو غيرها، فإن درجة حرارة 37.5 قد تكون ضمن الحدود الطبيعية.
ولكن، من المهم الانتباه إلى أن التغيرات المفاجئة في درجة حرارة الجسم قد تشير إلى وجود مشكلة صحية. درجة الحرارة التي تتراوح بين 36 و 37.5 تُعد نموذجية، لكن أي ارتفاع غير معتاد ومستمر في درجة الحرارة قد يكون إشارة إلى إصابة الجسم بعدوى أو مرض ما.
من المثير للاهتمام أن درجة الحرارة تختلف أيضًا بناءً على موقع قياسها في الجسم. فمثلاً، درجة الحرارة المقاسة من الفم تختلف عن تلك المقاسة من المستقيم أو الإبط. كذلك يمكن أن تؤثر الهرمونات والجهاز المناعي في درجة الحرارة، حيث يمكن أن تزداد قليلًا أثناء الدورة الشهرية لدى النساء نتيجة التغيرات الهرمونية.
ما هي أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم؟
عند الحديث عن ارتفاع درجة الحرارة، يجب التوضيح أن هذا الارتفاع ليس مرضًا في حد ذاته، بل هو عرض يدل على وجود مشكلة داخلية في الجسم. بمعنى آخر، يعد ارتفاع درجة الحرارة رد فعل طبيعي يقوم به الجسم لمواجهة تهديد صحي مثل العدوى أو الالتهاب. هناك عدة أسباب لارتفاع درجة الحرارة، ومنها:
- الالتهاب: عندما يتعرض الجسم لالتهاب ناتج عن عدوى أو إصابة، تعمل كريات الدم البيضاء على إفراز مواد كيميائية مثل السيتوكينات، وهي التي تقوم بتنشيط الجهاز المناعي لصد التهديدات. هذا النشاط المكثف يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم. كما أن الجسم قد يرتعش نتيجة زيادة النشاط العضلي، وهذا ما يفسر الرعشة التي تصاحب الحمى أحيانًا. ارتفاع الحرارة في بعض الأماكن قد يؤدي إلى امتصاص حرارة إضافية مما يرفع درجة الحرارة بشكل عام.
- العدوى: يمكن للعدوى سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أن تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة. تتميز العدوى البكتيرية بارتفاع مفاجئ وسريع في درجة الحرارة مصحوبًا برعشة. بينما في حالات العدوى الفيروسية، تميل درجة الحرارة إلى الارتفاع بشكل تدريجي وقد تستمر لفترة طويلة.
العدوى مثل الإنفلونزا أو الزكام هي من أكثر الأمثلة شيوعًا على الفيروسات التي تسبب ارتفاع درجة الحرارة. أما العدوى البكتيرية فقد تكون أكثر خطورة، وتتطلب العلاج بالمضادات الحيوية. - الأمراض المزمنة: هناك أمراض معينة قد تؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الجسم مثل أمراض الروماتيزم وأمراض الجهاز المناعي. هذه الأمراض تتسبب في رد فعل التهابي مستمر في الجسم يؤدي إلى ارتفاع الحرارة.
- تناول بعض الأدوية: قد يكون للأدوية دور في ارتفاع درجة الحرارة، مثل المضادات الحيوية أو بعض الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. بعض الأشخاص قد يكون لديهم حساسية أو رد فعل غير عادي تجاه أدوية معينة مما يؤدي إلى ارتفاع في درجة الحرارة. من المهم في مثل هذه الحالات مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة ومعرفة السبب وراء هذا الارتفاع.
أعراض الإصابة بارتفاع درجة حرارة الجسم
عندما يصاب الشخص بارتفاع في درجة حرارة الجسم، فإنه غالبًا ما يعاني من مجموعة من الأعراض التي قد تشمل:
- التعرق الشديد: حيث يعمل الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة عن طريق إفراز العرق الذي يتبخر من سطح الجلد لتبريد الجسم.
- الشعور بالبرد والارتجاف: بالرغم من ارتفاع درجة الحرارة الداخلية، قد يشعر الشخص بالبرد ويعاني من رجفة نتيجة اضطراب درجة الحرارة في الجسم.
- فقدان الشهية: يكون فقدان الرغبة في تناول الطعام أحد الأعراض المصاحبة للحمى.
- صعوبة في التركيز: يمكن أن تؤدي الحمى إلى شعور الشخص بالتعب الذهني وعدم القدرة على التركيز.
- الرغبة الشديدة في النوم: يشعر الشخص بإرهاق عام وحاجة ماسة إلى النوم.
- فقدان الطاقة: يمكن أن يصاحب الحمى الشعور بالتعب العام والإرهاق، مما يجعل الشخص غير قادر على القيام بالأنشطة اليومية.
أعراض ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الأطفال
بالنسبة للأطفال، قد تختلف الأعراض قليلًا عند الإصابة بارتفاع درجة الحرارة. إلى جانب الأعراض العامة المذكورة سابقًا، قد تظهر عند الأطفال أعراض إضافية مثل:
- احمرار الخدين: يصبح وجه الطفل متوردًا نتيجة تدفق الدم إلى سطح الجلد.
- التعرق الشديد: الأطفال قد يتعرقون بشكل مفرط كاستجابة لارتفاع درجة الحرارة.
- التهيج والبكاء: قد يظهر الطفل انزعاجًا غير مبرر أو يكون أكثر عصبية من المعتاد.
- الشعور بالحرارة عند لمس جسم الطفل: يمكن ملاحظة حرارة جسد الطفل من خلال لمسه مباشرة، خاصةً في منطقة الجبين.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم أمرًا شائعًا ولا يستدعي القلق في معظم الأحيان. ولكن في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استشارة الطبيب، خصوصًا إذا:
- استمرت درجة الحرارة مرتفعة لأكثر من ثلاثة أيام.
- كان هناك أعراض مثل الغثيان، القيء، الصداع الشديد، النعاس، أو الألم عند البلع أو التبول.
- ظهور الاختلاجات (نوبات تشنج).
- إذا كان الشخص المسن فوق 75 عامًا يعاني من الحمى.
أماكن قياس درجة حرارة الجسم
هناك عدة طرق لقياس درجة حرارة الجسم، وكل منها يعطي قراءة مختلفة قليلاً:
- الفم: يتم قياس درجة الحرارة بوضع الترمومتر تحت اللسان.
- المستقيم: تُعتبر هذه الطريقة دقيقة جدًا، حيث يتم إدخال الترمومتر في المستقيم. الحرارة الطبيعية هنا تتراوح بين 36 إلى 37.7 درجة.
- الإبط: تُستخدم هذه الطريقة بشكل شائع للبالغين، ولكنها أقل دقة من الطرق الأخرى. درجة حرارة الإبط تكون أقل بنصف درجة تقريبًا عن درجة حرارة المستقيم.
كيف يتفاعل الجسم مع تغيرات درجات الحرارة؟
عندما يتعرض الجسم للحرارة، يبدأ في إفراز العرق الذي يتبخر لتبريد الجسم. بينما في الطقس البارد، يحاول الجسم الحفاظ على الحرارة عن طريق تضييق الأوعية الدموية وتقليل فقدان الحرارة.
طرق علاج ارتفاع درجة الحرارة
- علاج السبب الأساسي: في حالة العدوى الفيروسية، لا يحتاج الشخص عادةً إلى علاج خاص. ارتفاع درجة الحرارة يكون مفيدًا لمكافحة المرض. إذا كانت الحرارة 39 درجة أو أعلى، يمكن تناول خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول.
- تناول الأدوية الخافضة للحرارة: يمكن تناول الأدوية الخافضة للحرارة بشكل مؤقت حتى يتم استشارة الطبيب لتحديد السبب الفعلي.
كيفية الوقاية من ارتفاع درجة الحرارة
- غسل اليدين: من الضروري غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد العودة من الخارج.
- استخدام المطهرات: في حال عدم توفر الماء والصابون، يمكن استخدام المطهرات.
- تجنب لمس الوجه: يجب تجنب لمس الأنف والعينين قبل التأكد من نظافة اليدين.
- تغطية الفم عند العطس: استخدام منديل ورقي عند العطس لتجنب انتشار العدوى.