لحمية الرحم، أو ما يُعرف أيضًا بالسلائل الرحمية، هي نموات صغيرة حميدة تظهر في بطانة الرحم أو عنق الرحم. تعتبر من المشاكل الشائعة لدى النساء، خاصة في المرحلة العمرية بين الأربعينيات والخمسينيات، ولكنها قد تحدث أيضًا في فترات أخرى من الحياة. يمكن أن تكون اللحمية صغيرة بحجم حبة السمسم أو قد تصل إلى حجم كبير يملأ الرحم بالكامل.
محتويات
أنواع الأورام الحميدة في الرحم
هناك نوعان رئيسيان من الأورام الحميدة التي قد تنمو في عنق الرحم:
- سليلة عنق الرحم:
- الموقع: تظهر على الطبقة الخارجية لعنق الرحم.
- الفئة العمرية: غالبًا ما تصيب النساء بعد سن اليأس.
- الأعراض: قد تسبب نزيفًا مهبليًا غير منتظم وألمًا خفيفًا.
- الأورام الحميدة في باطن عنق الرحم:
- الموقع: تنمو داخل قناة عنق الرحم وتمتد إلى بطانة الرحم.
- الأعراض: تميل إلى أن تكون أكثر شيوعًا من النوع الأول وقد تكون مرتبطة بنزيف حاد خلال الدورة الشهرية أو بين الدورات.
أسباب وعوامل تطور لحمية الرحم
من المعروف أن عدة عوامل قد تسهم في تطور لحمية الرحم، ومن أبرز هذه العوامل:
- العمر: السلائل الرحمية أكثر شيوعًا بين النساء الذين تتراوح أعمارهن بين 40 و50 عامًا. نادرًا ما تظهر لدى النساء قبل سن العشرين.
- الهرمونات: التغيرات الهرمونية، وخاصة زيادة إنتاج هرمون الاستروجين، تؤدي إلى تحفيز نمو اللحمية. يحدث هذا بشكل طبيعي مع تقدم العمر، أو نتيجة لبعض الأدوية أو الحالات الطبية.
- زيادة الوزن: الوزن الزائد، خاصة عندما يكون ناتجًا عن زيادة الأنسجة الدهنية، يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الاستروجين الذي يحفز نمو الأورام الحميدة.
- الأدوية: بعض الأدوية مثل تاموكسيفين، وهو دواء يستخدم لعلاج سرطان الثدي، قد يزيد من احتمالية الإصابة بأورام الرحم الحميدة.
- ارتفاع ضغط الدم: يُعتقد أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة باللحمية الرحمية.
أعراض لحمية الرحم
قد تختلف الأعراض التي تعاني منها النساء المصابات بلحمية الرحم بناءً على حجمها وموقعها، لكنها تشمل عمومًا:
- نزيف غير منتظم: يمكن أن تؤدي اللحمية إلى نزيف غير طبيعي خارج فترة الدورة الشهرية المعتادة. هذا النزيف قد يكون خفيفًا أو شديدًا ويحدث بين الفترات.
- نزيف بعد انقطاع الطمث: من الأعراض المثيرة للقلق هو حدوث نزيف بعد انقطاع الطمث، إذ قد يكون ذلك علامة على وجود مشاكل صحية خطيرة مثل الأورام السرطانية.
- زيادة تدفق الحيض: قد تؤدي اللحمية الرحمية إلى زيادة شدة تدفق الدم خلال الدورة الشهرية لفترات أطول من المعتاد.
- صعوبة في الحمل: في بعض الحالات، يمكن أن تسهم اللحمية الرحمية في مشاكل العقم، إذ تعيق الزوائد اللحمية انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم.
هل لحمية الرحم تسبب السرطان؟
في معظم الحالات، تكون لحمية الرحم غير سرطانية (حميدة). لكن في حالات نادرة جدًا، يمكن أن تتحول إلى ورم سرطاني. الدراسات تشير إلى أن 1.3% فقط من النساء المصابات بلحمية الرحم قد تتطور لديهن إلى أورام خبيثة. يظهر هذا الخطر عادةً عند النساء اللاتي تتطور لديهن اللحمية بعد انقطاع الطمث، وهو ما يزيد من احتمالية تحولها إلى ورم سرطاني.
لذلك، يُنصح النساء اللواتي يعانين من نزيف مهبلي غير طبيعي، خاصة بعد انقطاع الطمث، باستشارة الطبيب على الفور للتأكد من أن اللحمية ليست سرطانية.
كيفية التعامل مع لحمية الرحم
- التشخيص: عادةً ما يتم تشخيص لحمية الرحم من خلال فحص الموجات فوق الصوتية أو تنظير الرحم، وهو إجراء يمكن فيه للطبيب فحص الرحم والزوائد اللحمية داخله.
- العلاج: يعتمد العلاج على حجم اللحمية والأعراض التي تسببها. في بعض الحالات، قد يقرر الطبيب إزالة اللحمية عبر الجراحة، خاصة إذا كانت تسبب نزيفًا حادًا أو تؤثر على الخصوبة. الإجراء المعروف باسم استئصال اللحمية الرحمية يتم غالبًا عبر التنظير الرحمي.
- المتابعة الدورية: النساء اللواتي تعانين من لحمية الرحم يجب أن يقمن بمتابعة دورية للتأكد من عدم عودة الزوائد أو تطورها إلى مشاكل أخرى.
نسبة الحمل بعد إزالة لحمية الرحم
تعتبر إزالة لحمية الرحم إجراءً يساعد على تحسين فرص الحمل في بعض الحالات. إذا كانت اللحمية تمنع انغراس البويضة المخصبة أو تؤثر على بطانة الرحم، فإن إزالتها يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث الحمل. تشير الدراسات إلى أن النساء اللاتي خضعن لإزالة اللحمية لديهن فرص أعلى للحمل، خاصة إذا كان العقم مرتبطًا باللحمية.
هل لحمية الرحم تسبب انتفاخ البطن؟
تُعتبر لحمية الرحم، أو الأورام الحميدة، من المشكلات الشائعة التي تصيب النساء، ولكنها عادةً لا تسبب انتفاخ البطن. فالأورام الحميدة تكون عادةً صغيرة الحجم، وغالبًا ما تكون بحجم بضعة سنتيمترات، وبالتالي لا تؤثر بشكل ملحوظ على حجم البطن.
على النقيض، يمكن أن تسبب الأورام الليفية (Fibroids) التي هي نوع آخر من الأورام التي قد تتشكل في الرحم انتفاخ البطن، لأنها ليس لها حدود للنمو وقد تتوسع بشكل كبير، مما يؤدي إلى شعور بالانتفاخ أو الضغط في منطقة البطن.
هل تقلل لحمية الرحم من الحيض؟
بالرغم من أن الأورام الحميدة الرحمية ليست مرتبطة بشكل مباشر بتقليل الحيض، إلا أنها قد تُحفز تدفق الطمث بشكل غير طبيعي. يُعتبر النزيف الحاد خلال الدورة الشهرية أحد الأعراض الشائعة المرتبطة بالأورام الحميدة، مما قد يؤثر على نمط الحيض ويجعل الدورة الشهرية أثقل.
طرق تشخيص الورم الحميد الرحمي
تُستخدم عدة طرق لتشخيص الزوائد اللحمية في الرحم، ومنها:
- الموجات فوق الصوتية المهبلية:
- يُستخدم جهاز سونار صغير يتم إدخاله في المهبل، مما يسمح للطبيب بتقييم وجود، وموضع، وحجم ورم الرحم بشكل دقيق.
- تُعتبر هذه الطريقة شائعة وسريعة للحصول على معلومات أولية عن حالة الرحم.
- تنظير الرحم:
- يُستخدم أداة صغيرة مزودة بكاميرا ومصدر ضوء لتصوير الرحم والتعرف على أي نمو غير طبيعي.
- يُوفر تنظير الرحم صورة أوضح من الموجات فوق الصوتية، كما يمكن أخذ عينة من أي نمو غير طبيعي للفحص.
- خزعة الرحم:
- يُعتبر تحليل أنسجة الرحم الطريقة الأكثر دقة لتشخيص الورم الحميد الرحمي.
- توفر الخزعة تأكيدًا دقيقًا على نوعية النمو، مما يساعد في تحديد الخطوات العلاجية المناسبة.
هل لحمية الرحم خطرة؟
لحمية الرحم أو الأورام الحميدة ليست ضارة في معظم الحالات. في الواقع، العديد من النساء قد لا يشعرن بأية أعراض ولا يحتاجن إلى العلاج. ومع ذلك، قد تسبب الأورام الحميدة أحيانًا:
- نزيفًا حادًا في الدورة الشهرية: مما قد يؤدي إلى فقر الدم.
- نادرًا: قد تتطور لحمية الرحم إلى السرطان، خاصة عند النساء الأكبر سنًا بعد انقطاع الطمث. لذلك، من الضروري متابعة الحالة مع طبيب مختص.
علاج ورم الرحم
يمكن علاج الأورام الحميدة في الرحم بعدة طرق، ومنها:
- عملية استئصال اللحمية:
- تُجرى هذه العملية عندما تسبب اللحمية أعراضًا مزعجة، مثل النزيف الشديد.
- قد تكون العملية بسيطة، وعادةً ما تُجرى تحت التخدير العام أو الموضعي، حسب حجم الورم وموقعه.
- الأدوية:
- قد يستخدم بعض الأطباء أدوية منع الحمل لعلاج الزوائد اللحمية بالرحم، على الرغم من أن هذا قد يؤدي إلى آثار جانبية أو مشاكل أخرى.
- الجراحة:
- إذا كان الورم كبيرًا ويقع في عنق الرحم، فإن أفضل إجراء هو إزالته جراحيًا.
- في حالات معينة، يمكن إجراء العملية بمخدر موضعي، مما يجعل الإجراء أقل تعقيدًا.
هل النساء غير المتزوجات عرضة للإصابة بلحمية الرحم؟
الإجابة هي “نعم”. جميع النساء، سواء كن متزوجات أو غير متزوجات، معرضات للإصابة بالأورام الحميدة. الأسباب الدقيقة للإصابة بالأورام الحميدة لدى النساء غير المتزوجات أو الفتيات لا تزال غير واضحة، ولكنها يمكن أن ترتبط بعوامل هرمونية أو جينية.
نصائح للوقاية من لحمية الرحم
على الرغم من عدم وجود طريقة مضمونة لمنع تكوّن الأورام الحميدة، يمكن اتباع بعض النصائح الصحية:
- مراقبة الوزن: الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يُساعد في توازن الهرمونات.
- نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين في تحسين الصحة العامة وتوازن الهرمونات.
- المتابعة الطبية الدورية: إجراء فحوصات منتظمة مع طبيب مختص لمراقبة صحة الرحم.