محتويات
هل يحدث تبويض مع تكيس المبايض؟
في الوضع الطبيعي، يتم إنتاج عدد معين من البويضات في بصيلات المبيض خلال كل دورة شهرية، ثم يتم اختيار البويضة الأكثر نضجًا وتُطلق إلى قناة فالوب للالتقاء بالحيوان المنوي. ولكن في حالة الإصابة بتكيس المبايض (Polycystic Ovary Syndrome – PCOS)، تتأثر هذه العملية بشكل ملحوظ. حيث لا تكتمل عملية نضوج البصيلات داخل المبيض بسبب اضطراب هرموني يحدث، مما يؤثر على عملية الإباضة ويمنع إطلاق البويضة بشكل طبيعي.
عندما تعاني المرأة من تكيس المبايض، يمكن أن يحدث ما يعرف بـ خلل الإباضة، حيث تصبح عملية الإباضة غير منتظمة أو لا تحدث في بعض الدورات الشهرية. هذا يعني أن النساء اللاتي يعانين من تكيس المبايض قد تحدث لديهن الإباضة في بعض الأوقات، ولكنها قد تكون غير منتظمة أو متقطعة، مما يجعل الحمل أكثر صعوبة.
تأثير تكيس المبايض على الإباضة
من أهم الأمور التي تؤثر على الإباضة هي وجود التكيسات على المبايض. ففي حالة تكيس المبايض، يتم إنتاج بويضات غير ناضجة أو غير مكتملة التطور، وهذا ما يجعل الإباضة غير منتظمة أو قد لا تحدث على الإطلاق في بعض الأشهر. وهذا الخلل في الإباضة هو السبب الرئيسي في عدم انتظام الدورة الشهرية الذي تعاني منه معظم النساء المصابات بتكيس المبايض.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تكيس المبايض يؤثر بشكل مباشر على الهرمونات في الجسم، وخاصة مستويات الأندروجينات (الهرمونات الذكورية) التي قد تكون مرتفعة. هذا الارتفاع في مستوى الأندروجينات يمكن أن يؤدي إلى تعطيل إنتاج الهرمونات الأنثوية اللازمة لإتمام عملية الإباضة بشكل طبيعي.
الحمل مع تكيس المبايض
على الرغم من التحديات التي يفرضها تكيس المبايض على عملية الإباضة والحمل، فإنه لا يزال من الممكن للمرأة المصابة أن تحمل. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر وقتًا أطول مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من هذه المتلازمة. تعتمد فرصة الحمل بشكل كبير على مدى انتظام الإباضة، وهو ما يتطلب في كثير من الحالات التدخل الطبي لتحفيز المبايض.
في معظم الحالات، يقوم الأطباء بوصف علاجات هرمونية تساعد على تحفيز الإباضة. ومن بين هذه العلاجات الشائعة حبوب الكلوميد (Clomiphene Citrate) التي تساعد على تنظيم الهرمونات وتحفيز إطلاق البويضات. في بعض الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يكون من الضروري استخدام حقن هرمونية لتحفيز المبايض بشكل مباشر، أو إجراء تلقيح صناعي داخل الرحم لزيادة فرص الحمل.
نصائح لزيادة فرص الحمل مع تكيس المبايض
لزيادة فرص الحمل مع وجود تكيس المبايض، من الضروري أن تتبع المرأة نمط حياة صحي يشمل تغييرات في النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية. وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تحسين فرص الحمل:
- اتباع نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والفيتامينات التي تدعم الصحة العامة وتنظيم مستويات الهرمونات في الجسم. يُنصح بتجنب الأطعمة المقلية والمصنعة والسكريات العالية، والتركيز على تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات.
- ممارسة الرياضة بانتظام: ممارسة التمارين الرياضية تساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل مستويات الأندروجينات (الهرمونات الذكورية) الزائدة التي تساهم في تعطيل الإباضة. تمارين مثل المشي السريع، والركض، وتمارين القوة تعزز من الصحة العامة وتحسن من وظائف الجسم.
- فقدان الوزن الزائد: النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن قد يجدن صعوبة أكبر في تنظيم الدورة الشهرية وتحقيق الإباضة الطبيعية. حتى فقدان 5-10% من الوزن يمكن أن يساعد في تنظيم الهرمونات وتحسين فرص الحمل.
- تتبع الإباضة: من المهم للمرأة التي ترغب في الحمل أن تتابع عملية الإباضة باستخدام اختبارات التبويض المنزلية أو قياس درجة حرارة الجسم القاعدية. هذه الطريقة تساعد في تحديد الأيام التي تحدث فيها الإباضة وبالتالي زيادة فرص الحمل.
- التحكم في التوتر: التوتر والضغوط النفسية يمكن أن يؤثر سلبًا على الهرمونات وعملية الإباضة. لذلك من المهم إدارة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل.
علاج تكيس المبايض لتحسين فرص الحمل
قد يكون العلاج الطبي ضروريًا لتحفيز المبايض على إطلاق البويضات بانتظام لدى النساء اللاتي يعانين من تكيس المبايض. هناك عدة خيارات علاجية يمكن أن يصفها الطبيب، ومنها:
- الأدوية المحفزة للإباضة: مثل كلوميفين سترات أو ليتروزول، وهي أدوية تعمل على تنشيط المبايض وزيادة إنتاج البويضات.
- الميتفورمين: يُستخدم بشكل شائع لعلاج النساء المصابات بتكيس المبايض إذا كانت هناك مقاومة للأنسولين، حيث يساعد هذا الدواء في تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتقليل مستويات الجلوكوز، مما يساهم في تحسين الإباضة.
- الجراحة التنظيرية: في الحالات الشديدة من تكيس المبايض، قد يلجأ الأطباء إلى جراحة تثقيب المبيض بالمنظار، حيث يتم إزالة جزء من نسيج المبيض لتحفيز الإباضة.
كيف يمكن تشخيص الإباضة مع تكيس المبايض؟
تشخيص الإباضة عند النساء المصابات بتكيس المبايض قد يتطلب فحوصات دقيقة. من الأدوات التي يستخدمها الأطباء للتأكد من حدوث الإباضة:
- قياس هرمون البروجسترون: بعد حوالي أسبوع من الإباضة المتوقعة، يمكن قياس مستويات هرمون البروجسترون في الدم. إذا كانت المستويات مرتفعة، فهذا يعني أن الإباضة قد حدثت.
- السونار المهبلي: يستخدم الأطباء السونار المهبلي لتحديد حجم المبيضين وعدد البصيلات. يمكن للسونار تحديد ما إذا كان هناك بصيلات ناضجة، وهو دليل على قرب حدوث الإباضة.
- اختبار هرمون اللوتين: يمكن للمرأة أن تستخدم اختبارات الإباضة المنزلية التي تقيس مستويات هرمون اللوتين في البول. عندما تزداد هذه المستويات، يكون ذلك مؤشرًا على قرب حدوث الإباضة.
هل يمكن حدوث الحمل الطبيعي مع تكيس المبايض؟
نعم، من الممكن أن يحدث الحمل الطبيعي لدى النساء المصابات بتكيس المبايض، لكن ذلك قد يتطلب وقتًا أطول ومحاولات مستمرة. كما ذكرنا سابقًا، تكون الإباضة غير منتظمة أو متقطعة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بأوقات التبويض وزيادة فرص الحمل. مع العلاج المناسب وتحسين نمط الحياة، يمكن للعديد من النساء المصابات بتكيس المبايض أن يحملن بشكل طبيعي.
أهمية متابعة الطبيب
من المهم جدًا للنساء المصابات بتكيس المبايض واللواتي يحاولن الحمل أن يبقين على اتصال مستمر مع الطبيب. يمكن للطبيب أن يحدد العلاج المناسب بناءً على حالة كل امرأة، سواء كانت تحتاج إلى أدوية تحفيز الإباضة أو علاجات هرمونية أخرى.