محتويات
الشعور بالبرد في الصيف: الأسباب والعلاج
يعتبر الشعور بالبرد خلال فصل الصيف من الظواهر غير المألوفة التي قد تُثير قلق الكثيرين. على الرغم من أن درجات الحرارة تكون مرتفعة عادةً في هذا الفصل، فإن بعض الأشخاص يجدون أنفسهم يعانون من البرودة الشديدة. تتعدد الأسباب وراء هذه الظاهرة، ولذا سنتناول في هذا المقال أهم الأسباب الطبية والبيئية التي قد تؤدي إلى الشعور بالبرد في الصيف، بالإضافة إلى طرق العلاج والتعامل مع هذه المشكلة.
أهم أسباب الشعور بالبرد في الصيف
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى الشعور بالبرد في فصل الصيف، ومنها:
- التقدم في السن:
- مع تقدم العمر، تقل نسبة النشاط الأيضي في الجسم، وهو ما يؤثر على قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته. فعادةً ما يواجه كبار السن صعوبة في الحفاظ على حرارة أجسامهم، مما يجعلهم يشعرون بالبرد بسهولة أكبر من الأشخاص الأصغر سنًا.
- فقدان الكتلة العضلية:
- تلعب الكتلة العضلية دورًا هامًا في الحفاظ على حرارة الجسم. كلما زادت الكتلة العضلية، ارتفعت درجة حرارة الجسم. لذا، فإن فقدان الكتلة العضلية يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالبرد. كما أن الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة غير نشط قد يفقدون الكتلة العضلية بشكل أسرع.
- الإصابات:
- بعض الإصابات قد تؤثر على الإشارات العصبية من المخ، مما يؤدي إلى تغيير معدل الهرمونات وتدفق الدم، وبالتالي انخفاض حرارة الجسم. الإصابة بنقاط معينة في الجسم قد تعطل عملية تنظيم الحرارة، مما يجعل الشخص يشعر بالبرد.
- مشاكل في الحبل الشوكي:
- قد تؤدي إصابات الحبل الشوكي إلى اضطرابات في تنظيم الحرارة. الحبل الشوكي مسؤول عن نقل الإشارات العصبية من وإلى الدماغ، وأي تلف فيه يمكن أن يؤثر على استجابة الجسم للحرارة.
- الألم العصبي:
- في حالات انخفاض درجة حرارة الجسم، قد يشعر المريض بالألم بسبب مشكلات في الأعصاب الحسية. يمكن أن تؤدي إصابة الأعصاب أو التهاباتها إلى شعور مستمر بالبرد.
- تصلب الشرايين:
- عدم سريان الدم بشكل سليم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في درجة حرارة الجسم. في حالات تصلب الشرايين، يصبح تدفق الدم أقل كفاءة، مما يؤدي إلى شعور الأطراف بالبرد.
- اضطرابات الغدة الدرقية:
- تُعتبر الغدة الدرقية مسؤولة عن تنظيم الحرارة في الجسم، وأي خلل فيها يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالبرد. انخفاض نشاط الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية) يجعل الجسم غير قادر على إنتاج الكميات الكافية من هرمونات الثايرويد الضرورية للحفاظ على درجة حرارة طبيعية.
- التوتر والاكتئاب:
- تؤثر المشاكل النفسية على درجة حرارة الجسم، حيث قد يؤدي التوتر والاكتئاب إلى انخفاضها. يعاني الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية من تقلبات في درجة حرارة الجسم، مما يزيد من شعورهم بالبرد.
الأسباب الطبية للشعور بالبرد في الصيف
بالإضافة إلى الأسباب العامة المذكورة أعلاه، هناك بعض الأمراض التي قد تؤدي إلى الشعور بالبرد، ومنها:
- مرض رينود:
- يُسبب هذا المرض تضييق الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأطراف ويؤدي إلى الشعور بالبرد. يمكن أن تكون الأعراض مصاحبة للبرودة الزائدة أو تغير لون الأطراف إلى الأزرق أو الأبيض.
- ضعف الدورة الدموية:
- قد يؤدي ضعف تدفق الدم إلى الأطراف نتيجة لأمراض القلب أو ارتفاع الكوليسترول إلى الشعور بالبرد. تدفق الدم الجيد ضروري للحفاظ على درجة حرارة الجسم، وأي عائق في ذلك قد يؤدي إلى انخفاض الحرارة.
- فقر الدم:
- تُعتبر الأنيميا، الناتجة عن نقص الحديد أو الفيتامينات، من الأسباب الشائعة للشعور بالبرد. فقر الدم يؤثر على قدرة الدم على نقل الأكسجين، مما قد يؤدي إلى الشعور بالبرودة والإرهاق.
- مرض السكري:
- يؤدي ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم إلى ضيق الأوعية الدموية، مما يُسبب صعوبة في تدفق الدم إلى الأطراف. يمكن أن يتعرض مرضى السكري لشعور بالبرد بسبب تلف الأعصاب الناتج عن المرض.
- تلف الأعصاب:
- يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك إصابات الأعصاب أو الأمراض المزمنة. تلف الأعصاب يمكن أن يؤدي إلى فقدان الإحساس في الأطراف، مما يزيد من الإحساس بالبرد.
- اضطرابات الغدة الدرقية:
- الغدة الدرقية مسؤولة عن إنتاج هرمون الثايرويد الذي يساعد في تنظيم حرارة الجسم. أي انخفاض في نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم.
- نقص فيتامين ب12:
- نقص هذا الفيتامين يُسبب شعوراً بالبرد في الأطراف. فيتامين ب12 ضروري لصحة الأعصاب وإنتاج كريات الدم الحمراء، وأي نقص فيه يمكن أن يؤثر على تدفق الدم.
- مرض الشريان المحيطي:
- يُضعف هذا المرض تدفق الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالبرد. مرض الشريان المحيطي شائع بين مرضى السكري، حيث يؤثر على الشرايين في الأطراف.
- الإنفلونزا:
- يمكن أن تُسبب العدوى الفيروسية شعوراً بالبرد وآلاماً في العضلات. في كثير من الأحيان، يشعر المرضى بالبرد نتيجة للحمى والتعرق.
- ضغط الدم:
- يُمكن أن يؤدي ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم إلى اضطرابات في تدفق الدم، مما يُسبب الشعور بالبرد. الضغط المنخفض يمكن أن يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف، مما يُشعر الشخص بالبرودة.
- أمراض الكلى:
- ترتبط معظم مشاكل الكلى بفقر الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالبرد. ضعف وظيفة الكلى يمكن أن يؤثر على توازن السوائل والأملاح في الجسم، مما يؤثر على درجة حرارة الجسم.
الفئات المعرضة للشعور بالبرد في الصيف
توجد فئات معينة أكثر عرضة للشعور بالبرد في الصيف، ومنها:
- الرضع:
- إن الأجهزة المسؤولة عن تنظيم درجة حرارة جسم الأطفال لا تكون مكتملة بعد كالبالغين. كما أن الأطفال لديهم معدل الدهون المكونة تحت طبقة الجلد منخفضة، مما يجعلهم أكثر عرضة لفقدان الحرارة.
- كبار السن:
- الشرايين داخل أجسام الكبار في السن لا تعمل بشكل جيد لتقوم بالحفاظ على الحرارة في أجسامهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للشعور بالبرد. قد تتدهور صحة الدورة الدموية لديهم مع تقدم العمر، مما يؤثر على قدرتهم على تنظيم درجة حرارة الجسم.
كيفية التعامل مع الشعور بالبرد في الصيف
للتعامل مع مشكلة الشعور بالبرد في الصيف، يجب أولاً تحديد السبب. بعد ذلك، يمكن اتباع بعض الخطوات العلاجية:
- ممارسة الرياضة:
- تعزز ممارسة الرياضة تدفق الدم، مما يساعد على زيادة حرارة الجسم. يمكن أن تكون التمارين الرياضية العادية أو الأنشطة الهوائية مفيدة في تحسين الدورة الدموية.
- تناول الأعشاب والمشروبات الدافئة:
- تناول الزنجبيل والقرفة يمكن أن يساعد في تحسين الدورة الدموية وزيادة حرارة الجسم. تعتبر المشروبات الساخنة من الزنجبيل والقرفة من الخيارات الجيدة.
- تغذية متوازنة:
- يجب تضمين العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد وفيتامين ب12 في النظام الغذائي، مما يساهم في تحسين صحة الجسم. يمكن الحصول على هذه العناصر من الأطعمة مثل اللحوم الحمراء، الأسماك، البيض، والفواكه والخضروات الطازجة.
- زيارة الطبيب:
- إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، يجب مراجعة الطبيب لتحديد الأسباب الطبية المحتملة. يُفضل إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من عدم وجود حالات طبية أكثر خطورة.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
توجد بعض الأعراض التي تتطلب استشارة طبية فورية، ومنها:
- انخفاض درجة حرارة الجسم عن المعتاد.
- ضيق التنفس المستمر.
- آلام في الرقبة أو المعدة.
- الشعور بالإغماء.
- ظهور أي أعراض أخرى مصاحبة للشعور بالبرد، مثل الصداع الشديد أو الارتباك.
إن الشعور بالبرد في فصل الصيف قد يكون نتيجة لعدة أسباب طبية وبيئية. من الضروري تحديد السبب الرئيسي وراء ذلك واتباع الخطوات العلاجية المناسبة. من خلال ممارسة الرياضة، تناول الطعام الصحي، واستشارة الطبيب عند الحاجة، يمكن تحسين الحالة والتمتع بصيف دافئ ومريح. عناية جيدة بالصحة العامة والتغذية يمكن أن تساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم وتخفيف أعراض الشعور بالبرد.