الفرق بين غازات الدورة والحمل

13 أكتوبر 2024
الفرق بين غازات الدورة والحمل

التمييز بين غازات الدورة الشهرية وغازات الحمل قد يكون محيرًا جدًا، لأن الانتفاخ يحدث في الحالتين ويشابه الشعور بالامتلاء والضغط في البطن. هناك عدة اختلافات في طبيعة الانتفاخ، ولكن من الصعب الجزم بشكل قاطع بين غازات الدورة وغازات الحمل إلا من خلال إجراء تحليل الحمل. يمكن أن يؤدي تشابه الأعراض في كثير من الأحيان إلى اللبس بينهما، ومع ذلك هناك بعض النقاط التي قد تسهم في تحديد الفرق بين الحالتين.

غازات الدورة الشهرية

غازات الدورة الشهرية هي أحد الأعراض الشائعة التي تعاني منها النساء قبل وأثناء الحيض. يعود ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم خلال فترة الدورة الشهرية. يحدث هذا الانتفاخ عادة نتيجة تغير مستويات الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجسترون، وهي التي تؤثر على الجهاز الهضمي وتؤدي إلى تراكم الغازات في الأمعاء. هذه الغازات عادة ما تتجمع قبل بدء الدورة وتسبب الشعور بالانتفاخ والامتلاء في البطن، بالإضافة إلى حدوث تقلصات وشعور بالضغط في منطقة البطن.

هذا النوع من الانتفاخ يبدأ عادة قبل بضعة أيام من بدء الحيض ويستمر لعدة أيام بعد بدء الدورة. يمكن أن يصاحبه ألم أسفل البطن وتقلصات قد تكون مزعجة بالنسبة لبعض النساء. في معظم الحالات، يخف الانتفاخ تدريجيا بمجرد بدء نزول الدم، إذ يتحسن مستوى الهرمونات ويعود الجهاز الهضمي إلى طبيعته بشكل تدريجي.

عوامل تزيد من غازات الدورة

تعد التغيرات الهرمونية المسببة لغازات الدورة أحد الأسباب الرئيسية، إلا أن هناك عوامل أخرى قد تسهم في تفاقم المشكلة. من بين هذه العوامل الأطعمة التي تتناولها المرأة خلال هذه الفترة. تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات الورقية والبقوليات قد يزيد من حدة الانتفاخ والغازات. كما أن تناول الأطعمة الدسمة أو الثقيلة على المعدة قد يزيد من الشعور بالانتفاخ والغازات المعوية.

من العوامل الأخرى التي قد تسهم في زيادة الانتفاخ هو تناول المشروبات الغازية والتي تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون. هذه المشروبات تؤدي إلى دخول كمية كبيرة من الغاز إلى الجهاز الهضمي، مما يزيد من حدة الانتفاخ. كذلك، تناول الطعام بسرعة وابتلاع كميات كبيرة من الهواء أثناء الأكل أو الشرب يمكن أن يزيد من كمية الغازات المتجمعة في البطن.

من المهم أيضًا أن نذكر أن النساء اللواتي يعانين من متلازمة القولون العصبي يمكن أن يشعرن بزيادة في أعراض الغازات والانتفاخ خلال فترة الدورة الشهرية. فالمعاناة من القولون العصبي تجعل الجهاز الهضمي أكثر حساسية للتغيرات الهرمونية، مما يؤدي إلى زيادة تقلصات البطن والانتفاخات.

تكيسات المبايض

تكيسات المبايض تعد من الحالات الشائعة التي تعاني منها العديد من النساء، وخاصة خلال سنوات الإنجاب. هذه التكيسات عبارة عن أكياس تحتوي على سائل أو مواد صلبة تتشكل على المبيض خلال الدورة الشهرية. في بعض الحالات، يمكن أن تسبب هذه التكيسات انتفاخات غازية في البطن بسبب تأثيرها على الجهاز الهضمي. إذا كانت التكيسات كبيرة الحجم أو مؤلمة، قد تشعر المرأة بضغط في منطقة البطن وزيادة في الغازات.

قد تترافق التكيسات أيضًا مع أعراض أخرى مثل ألم في منطقة الحوض، عدم انتظام الدورة الشهرية، زيادة في الوزن، وصعوبة في الحمل. من المهم عند الشعور بأي من هذه الأعراض أن تستشيري طبيب النساء للحصول على تشخيص دقيق والعلاج المناسب.

التخلص من الغازات قبل الدورة الشهرية

للتخفيف من الانتفاخ والغازات التي تصاحب الدورة الشهرية، يمكن اتباع عدة خطوات وإجراءات تساعد على الحد من هذه الأعراض. أولاً، يجب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف الطبيعية مثل الفواكه والخضروات، لأنها تسهم في تحسين عملية الهضم وتقلل من احتمالية تجمع الغازات في الأمعاء. المكسرات تعد أيضًا مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن التي تساعد على تقليل الانتفاخ، خاصةً فيتامين ب الذي يسهم في تحسين وظائف الجهاز الهضمي.

من المهم أيضًا الحرص على شرب كمية كافية من السوائل، خاصة الماء والعصائر الطبيعية الخالية من السكر. السوائل تساعد في تقليل الانتفاخ عن طريق تحفيز عملية الهضم وزيادة حركة الأمعاء. المشروبات الساخنة مثل الشاي العشبي تعد خيارًا جيدًا أيضًا لأنها تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف تقلصات البطن.

ممارسة التمارين الرياضية تعد واحدة من أفضل الوسائل للتخلص من الانتفاخات والغازات. الحركة المستمرة تساعد على تنشيط الدورة الدموية وزيادة حركة الأمعاء، مما يسهم في تقليل الغازات والانتفاخات. الرياضة الصباحية على وجه الخصوص قد تكون مفيدة لأنها تنشط الجسم بشكل كامل وتحفز الجهاز الهضمي للعمل بكفاءة أكبر.

أعراض الحمل المبكرة

في بداية الحمل، قد تظهر أعراض مشابهة جدًا لأعراض الدورة الشهرية، وهذا يشمل الانتفاخات والغازات. الانتفاخ في هذه المرحلة يحدث نتيجة زيادة مستوى هرمون البروجسترون الذي يؤثر على عضلات الأمعاء ويبطئ عملية الهضم. نتيجة لذلك، تتجمع الغازات في الأمعاء وتسبب شعورًا بالانتفاخ والضغط في البطن.

أحد الأعراض الأخرى التي قد تظهر في بداية الحمل هو انغراس البويضة في الرحم. بعد حوالي ستة أيام من التخصيب، تبدأ البويضة المخصبة في الانغراس في بطانة الرحم، وقد يرافق ذلك نزول قطرات دم خفيفة. هذا العرض يعرف بنزيف الانغراس وهو شائع لدى العديد من النساء، ولكنه قد يكون غير ملحوظ في بعض الحالات.

أيضًا، من العلامات الشائعة في بداية الحمل التغيرات التي تطرأ على حجم وشكل الثدي. نتيجة لزيادة نسبة هرمون الإستروجين، يبدأ الثدي في التورم ويصبح أكثر حساسية، وقد تشعر المرأة بألم مشابه للألم الذي يحدث قبل الدورة الشهرية. يمكن أيضًا أن يتغير لون حلمات الثدي، حيث تصبح أغمق وتزداد حساسية الحلمات للمس.

من الأعراض الأخرى التي قد تواجهها النساء في بداية الحمل هو التقلب المزاجي، حيث تحدث تغيرات في المزاج نتيجة للتغيرات الهرمونية السريعة. قد تشعر المرأة بزيادة في التوتر أو القلق، وأحيانًا يمكن أن تصاب بالاكتئاب. هذه التغيرات المزاجية شائعة جدًا في الأشهر الأولى من الحمل.

القيء والغثيان يعدان من الأعراض الكلاسيكية التي تواجهها العديد من النساء في بداية الحمل، خاصةً في الأسابيع التسعة الأولى. هذه الأعراض تحدث نتيجة التغيرات الهرمونية في الجسم، وعادة ما تكون أكثر شدة في فترة الصباح، لكنها قد تحدث في أي وقت خلال اليوم.

تشعر المرأة الحامل في كثير من الأحيان بالتعب الجسدي والإرهاق الشديد. هذه الحالة تنتج عن زيادة مستوى هرمون البروجسترون الذي يؤثر على مستويات الطاقة في الجسم. يمكن أن يستمر الشعور بالإرهاق طوال فترة الحمل، لكن يكون أكثر شدة في الأسابيع الأولى.

كثرة التبول هي عرض آخر شائع في بداية الحمل، حيث يضغط الرحم المتنامي على المثانة مما يؤدي إلى شعور المرأة بالحاجة المتكررة للتبول. يحدث ذلك بسبب زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض وتغيرات في حجم الرحم.

كيفية التخفيف من آلام الحمل

توجد عدة طرق يمكن من خلالها التخفيف من الأعراض المزعجة التي تصاحب الحمل. من المهم الابتعاد عن تناول الأطعمة المشبعة بالدهون أو التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، لأنها تزيد من الشعور بالغثيان. يمكن تناول وجبات خفيفة مثل المقرمشات المالحة عند الشعور بالغثيان، وخاصة قبل النوم أو عند الاستيقاظ.

الحصول على نوم كافٍ ومريح للجسم يساعد بشكل كبير على التخفيف من الإجهاد البدني والإرهاق. يجب الحرص أيضًا على ارتداء حمالة صدر مريحة ويفضل أن تكون مصنوعة من القطن لتخفيف الإحساس بالألم في الثديين.

 

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى