محتويات
الكعبة المشرفة من أبرز معالم المسجد الحرام
الكعبة المشرفة هي البيت العتيق الذي بُني على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وتعد أحد أقدس الأماكن في الإسلام. تقع في وسط المسجد الحرام في مكة المكرمة. الكعبة عبارة عن مكعب كبير الحجم، حيث يبلغ ارتفاعها حوالي 15 مترًا، وطول ضلع بابها حوالي 12 مترًا، بينما يبلغ طول الوجهين الآخرين حوالي 10 أمتار. تحتوي الكعبة على أربعة زوايا: الزاوية الأسود، الزاوية الشامية، الزاوية اليمنية، والزاوية العراقية.
في الجدار الشمالي للكعبة، توجد ميزاب (منبر) من الذهب الخالص يُطل على حجر إسماعيل، وتغطى الكعبة بالكامل بالحرير المنقوش بآيات من القرآن الكريم، وتُجدد هذه الغطاء كل عام خلال حج البيت الحرام.
بوابات الحرم تشير إلى مداخل ومخارج المسجد الحرام، حيث يوجد عدة بوابات تسهل دخول وخروج المصلين والزوار إلى المسجد الحرام.
حجر إسماعيل من معالم المسجد الحرام
البقعة بين الباب والضريح هي مكان في الحرم الشريف بمكة المكرمة، وهي تسمى أيضًا “مصلى إبراهيم”. يعود تسميتها إلى أن النبي إبراهيم عليه السلام قد فضلها لإسكان ابنه إسماعيل وغنمه. تقع هذه البقعة على شكل جدار نصف دائري بين زاويتي الشامية والعراقية، وتمثل أول جزء من الكعبة المشرفة. بسبب عظمتها في الإسلام ومكانة حجر إسماعيل الذي يقع فيها، يستحب للمسلمين الصلاة في هذا المكان. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل الكعبة خلال عام الفتح وصلى في هذا المكان.
الحجر الأسود من أهم معالم المسجد الحرام
الحجر الأسود، المعروف أيضًا بـ “الحجر الأسود الشريف”، هو حجر يقع في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة، على ارتفاع يبلغ حوالي 1.5 متر عن سطح الأرض. يتواجد داخل الصوان الفضي، وهو نقطة بداية ونهاية للدائرة التي يدور حولها المعتمرون خلال الطواف.
يتكون الحجر الأسود من عدة أجزاء مربوطة بإطار فضي ومسامير، وله شكل بيضاوي يبلغ قطره حوالي 30 سم. يتميز بلونه الأسود الذي يميل إلى الحمرة. ووصفه ابن عباس بأنه كان حجرًا أبيض مثل ثلج السماء، ثم تحول إلى اللون الأسود بسبب ذنوب العباد.
يعد الحجر الأسود من الرموز الأساسية في الحج، حيث يبتدأ وينتهي الطواف به، ويحاول المعتمرون لمسه والتقرب إليه خلال أداء الطواف كجزء من طقوس الحج والعمرة.
بئر زمزم
بئر زمزم يعتبر من أبرز الوجهات السياحية في مكة المكرمة ومكانًا مقدسًا بالنسبة للمسلمين. وفقًا للتقاليد الإسلامية، فإن بئر زمزم نشأ بفضل إلهي، حيث جرى الله من تحت قدمي الرضيع إسماعيل ووالدته هاجر ماء البئر الذي لا ينضب ويعتبر مصدر مياه حيوي للمسلمين خلال زياراتهم لمكة المكرمة.
يعمق البئر حوالي 30 مترًا ويبعد عن الكعبة المشرفة حوالي 21 مترًا. الدراسات الحديثة تشير إلى أن الآبار التي تغذي بئر زمزم تنتج ما بين 11 إلى 18.5 لترًا من الماء في الثانية، مما يظهر استمرارية تدفق المياه عبر العصور دون تغير في خصائصها الطبيعية من نقاء وثبات في نسب المعادن والأملاح.
يُعتبر بئر زمزم أيضًا مشهورًا بقدرته على شفاء الأمراض والغفران من الذنوب، ولذلك يعتبر شرب ماء زمزم من الأمور المستحبة والمباركة للمسلمين أثناء زيارتهم لمكة المكرمة.
مقام إبراهيم
الحجر الذي تم وقوف سيدنا إبراهيم عليه السلام عند رفع قواعد الكعبة المشرفة هو الحجر الأسود، المعروف بالكعبة الشريفة. يتمثل في شكل مكعب ثلاثي الأبعاد، حيث يبلغ طوله وعرضه وارتفاعه حوالي نصف متر. لونه يتراوح بين الأسود والأبيض والأصفر، ويوضع الآن داخل غرفة زجاجية مغطاة بالنحاس للحفاظ عليه.
سيدنا إبراهيم عليه السلام وقف على هذا الحجر عندما رفع قواعد الكعبة، وكان أيضًا هو الحجر الذي صلى عليه ودعا الناس إلى الحج بعد الانتهاء من بناء الكعبة. يُعتبر هذا الحجر رمزًا للتواضع والاقتداء بسيرة سيدنا إبراهيم عليه السلام في طاعة الله.
المسلمون يؤدون ركعتي الطواف خلف هذا الحجر، ويعتبر هذا المكان مقامًا مكرمًا ومكانًا مباركًا في المسجد الحرام في مكة المكرمة، حيث يؤدي الحجاج والمعتمرون عباداتهم ويتطوعون بالصلوات خلف هذا الحجر الأسود.
وفقًا للتعاليم الإسلامية، يُحث المسلمون على التوجه إلى الحجر الأسود وإظهار التقدير والاحترام له، حيث يُعتبر من حجارة ياقوت الجنة كما ورد في القرآن الكريم.
المطاف والمسعى
المطاف هو المربع الفارغ حول الكعبة المشرفة، الذي يُعرف أيضًا بـ “صحن الكعبة”، حيث يؤدي الحجاج ركن الطواف حول الكعبة. يُوضع الكعبة على يسار الحاج، الذي يبدأ طوافه من مقابل الحجر الأسود وينتهي طواف الشوط عنده.
أما المسعى، فيقع في الجهة الشرقية من المسجد الحرام، ويتألف من المسافة بين جبال الصفا والمروة التي يبلغ طولها حوالي 350 مترًا وعرضها 40 مترًا. في هذا المكان، يؤدي ضيوف الرحمن ركن السعي بين الجبلين، اقتداءً بذكرى السيدة هاجر، زوجة النبي إبراهيم عليهما السلام، وتجسيدًا للشعيرة الإسلامية.
منذ بدايات العصر السعودي، شهد المسعى العديد من التجديدات، حيث تم غمر أرضيته بحجر الصوان ورفع سقفه لحماية الحجاج والمعتمرين من الظروف الجوية القاسية مثل الغبار والأوساخ وحرارة الشمس.
الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة هو من مناسك الحج والعمرة التي أمر بها الله تعالى، تخليدًا لذكرى السيدة هاجر عليها السلام التي قامت بالسعي بين الجبلين سبع مرات بحثًا عن الماء لابنها الرضيع نبي الله إسماعيل، حتى فجرت الله من تحت قدميها الكرام ماء زمزم الذي شربته وأرضعت وليدها به.
جبلا الصفا والمروة يقعان شرقي المسجد الحرام، وهما مصنوعان من الحجارة الملساء الناعمة. الطريق بين الجبلين يُعرف بالمسعى ويقع في الوقت الحالي ضمن حيز المسجد الحرام بفضل التوسعات التي شهدها المسجد. مسافة السعي بين الصفا والمروة حاليًا تبلغ حوالي 350 مترًا وعرضها 40 مترًا.
بعد التحديثات، يضم المسعى أربعة طوابق وعدد أبواب الدخول والخروج يبلغ حوالي ثمانية وعشرين بابًا، ليسهل على الحجاج والمعتمرين أداء هذا الركن من مناسك الحج والعمرة بسهولة ويسر.
بوابات الحرم
المسجد الحرام يضم 176 بابًا، بعضها يحمل أسماء حديثة وبعضها احتفظ باسمه القديم. جميع أبواب الحرم مميزة بجودة خشبها المصقول بالمعادن والنقوش النحاسية والزخارف، مما يجعلها تحفًا رائعة من الفن الإسلامي.
أشهر وأوسع الأبواب في الحرم تتوزع في مختلف الجهات:
- الشمالية: بوابات السدة، مدرسة الزمامية، الباسيطية، القطبي، والمحكمة.
- الشرقية: باب السلام (المعروف أيضًا بباب بني شيبة) وباب النبي، وهو الباب المخصص لدخول الحجاج لأداء الطواف.
- الجنوبية: بوابات بازان، الصفا، أجياد الصغير، والمجاهدية.
- الغربية: أشهرها الحزورة، إبراهيم، مدرسة الشريف غالب، مدرسة الداودية، والعمرة، حيث يدخل ويخرج الحجاج والمعتمرون من مسجد التنعيم.
كل هذه الأبواب تمثل جزءًا من التاريخ الإسلامي والمعمار الرائع للمسجد الحرام، وهي محل اهتمام وتجديد عبر العصور.