تفسير الحزن في المنام
إن علم الرؤى والأحلام من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله -تعالى-، وأمر تحققها في علم الله وحده، فقد تكون الرؤيا صادقة من الله -تعالى-، أو من حديث النفس، أو من الشيطان ليحزن قلب المؤمن. وقد ذكر ابن شاهين في تفسيره حول الحزن في المنام كلامًا من علماء التعبير مثل ابن سيرين، وجابر المغربي، والكرماني. وجاء ملخصه كما يلي:
- رؤية الحزن والغم: إذا رأى الإنسان نفسه حزينًا مغموماً، فقد يدل ذلك على سعادة وفرح قادمين.
- الحزن الزائد: وفقًا لجابر المغربي، إذا كان الحزن والغم زائدين، فقد يدل ذلك على سعة في المال يحصل عليها الرائي من الملوك بمقدار حزنه.
- زوال الحزن: إذا رأى الرائي أن حزنه قد زال، فقد يدل ذلك على قدوم هم وحزن.
- فرح شديد: الكرماني أضاف أن الحزن قد يرزق الرائي بفرح شديد وسرور كبير، استدلالًا بقوله -تعالى-: (فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ)، خاصة إذا كان الرائي ملتزمًا بدينه، وإذا كان من أهل المعاصي فقد تصيبه الغموم.
- اللجوء إلى الله: كيفما كان الحزن في المنام، فإن الإنسان يرجع فيه إلى الله -تعالى-، كما في قوله: (قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّـهِ).
تفسير الحزن باختلاف حال الرائي
الحزن له عدّة معاني ودلالاته تختلف باختلاف الرائي وحالته، وهي على النحو التالي:
- للفتاة العزباء:
- قد يدل الحزن على انفراج حال وانقلاب خير في حياتها.
- قد يشير إلى سعيها في الصلح بين الأصدقاء الحزينين بنية طيبة دون وسيلة للإقناع.
- يمكن أن يكون دلالة على السعادة وزوال الهم والغم إذا كانت مريضة.
- قد يدل على تعرضها لأمر غير مرغوب، فيجيء حزنها في المنام كطمأنينة وراحة بال وزوال الأمر غير المرغوب.
- للمتزوجة بدون أبناء:
- قد يكون تفريجًا لها وقد يدل على الإنجاب أو تخفيف حزنها.
- قد يدل على خوفها وقلقها على أبنائها من أمر معين فيفرج عنها.
- قد يشير إلى تغيير حالها إلى حال أفضل؛ من السرور ومن حال المرض إلى حال الشفاء.
- للزوج:
- قد يكون دلالة على زيادة في الرزق أو سعة في البيت أو هناء في الزوجة.
- للأعزب:
- قد يدل الحزن على زوال همه وعلى الزواج.
- قد يكون بشرى له بالعمل، وإذا كان يعمل ورأى حزناً فقد يدل على وجود شخص يتربص به، لكنه سيتغلب عليه -بإذن الله-.
- إذا رأى شخصًا ينظر لحزنه من بعيد كأنه يتشفى به، فقد يدل على انقلاب فرحه إلى سرور.
خاتمة
تفسير الحزن في المنام يحمل معانٍ عديدة تختلف باختلاف حال الرائي وظروفه، ويجب أن يتذكر الإنسان دائمًا أن الرؤى والأحلام من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله -تعالى-، وأن تفسيرها يحتمل الخطأ والصواب.