محتويات
كيف تُفسّر حلمك
يشغل تفسير الرؤى والأحلام تفكير الكثير من الناس، خاصة أن تفسير الأحلام ومعرفة دلالاتها ليس أمرًا يمتلكه إلا من كان لديه موهبة من الله أو من اكتسب هذا العلم من خلال الاطلاع الواسع والخبرة الطويلة. على الرائي أن يعلم أن دلالات الرؤى والأحلام قائمة على الاجتهاد، فقد تصيب وتقع، وقد تخطئ ولا تقع. هناك عدة وسائل وطرق تساعد على معرفة تفسير ما يراه الشخص في منامه، وأهمها ما يأتي:
تمييز الرؤيا عن الحلم وحديث النفس
قبل البحث عن تفسير الرؤى والأحلام، يجب التفريق بين الرؤيا الصادقة والحلم الناتج عن الشيطان أو التفكير. غالبًا ما تكون الأحلام انعكاسًا لما يشعر به الشخص ويفكر فيه ويرغبه، فتأتي أثناء نومه على هيئة أحلام، وهذه في الغالب لا تفسير لها. الأمور المزعجة والغريبة التي يراها النائم تكون عادة أحلامًا من الشيطان بقصد إحزان الرائي. قال صلى الله عليه وسلم: “الرؤيا ثلاثٌ: فرؤيا حقٌّ، ورؤيا يحدثُ الرجلُ بها نفسَهُ، ورؤيا تحزين من الشيطان”. أما الرؤيا الصادقة، فيمكن تمييزها من خلال صفاتها، وأبرزها:
- الرؤيا من الله وتحمل دلالة خير لصاحبها، قد تكون تبشيرًا بأمر ما أو تحذيرًا من شيء ما.
- الرؤيا تكون واضحة ليس فيها خلط أو تشويش، وغالبًا ما يتذكر الرائي أحداثها بدقة بسبب وضوحها.
إذا كان ما رآه الرائي حلمًا مزعجًا بأحداث غريبة، فالأفضل أن لا يبحث عن تفسيره، ويستعيذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى، كما قال النبي الكريم: “إذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا؛ فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ”. أما إذا كانت الرؤيا صادقة، فيمكن استخدام الطرق التالية لمعرفة تأويلها.
الرجوع إلى كتب تفسير الأحلام
يمكن الاستفادة مما كتبه أهل العلم والاختصاص في كتبهم حول تفسير الرؤى. فقد تحتوي بعض رؤى النائم على رموز كالحيوانات أو الفواكه، ويمكن الرجوع إلى كتب التفسير المعروفة لمعرفة دلالة هذه الرموز. بعض الأمثلة:
- رؤية الثمار في المنام: ترمز إلى الرزق والعلم النافع، خاصة إذا كانت حلوة المذاق، أما إذا كانت حامضة فقد تدل على المرض.
- الحلم باللون الأصفر: غالبًا ما يدل على الهموم والمرض.
- رؤية الخيار في المنام: قد يدل على الحزن والهم.
- رؤية الذهب في المنام: لدى كثير من العلماء دلالات غير محمودة بسبب صفرته.
- طول الشعر في المنام: قد يدل على طول العمر وزيادة المال إذا كانت هيئته جميلة.
يجب على من يبحث في الكتب عن تفسير حلمه أن يعي أن هذه الدلالات قد تختلف بحسب أحداث ما يراه النائم وبحسب حال الرائي. بعض الكتب التي يمكن الرجوع إليها: “تعطير الأنام في تعبير المنام” لعبد الغني النابلسي، “الإشارات في علم العبارات” لابن شاهين، و”تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام” للملّا الإحسائي.
الاستعانة بمفسّرين ثقات
يمكن للرائي الاستعانة بمفسرين يثق بهم ولديهم علم كامل بتفسير الرؤى والأحلام. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الرُّؤيا على رِجْلِ طائرٍ ما لم تُعبَرْ، فإذا عُبِرَتْ وقَعَتْ، قال: وأحسَبُهُ قال: ولا يقُصُّها إلَّا على وَادٍّ، أو ذي رأيٍ”. من المهم أن يكون المفسر صالحًا وصادقًا، قريبًا من الله تعالى، ليطمئن الرائي إلى صحة تأويله. قال ابن القيم -رحمه الله-: “كُلَّمَا كَانَ الْمُعَبِّرُ أَصْدَقَ وَأَبَرَّ وَأَعْلَمَ كَانَ تَعْبِيرُهُ أَصَحَّ”.