أنواع الأحلام
هناك عدة أنواع لما يراه الإنسان في منامه، وكل منها يختلف عن الآخر بصفاته وأحداثه. في هذا المقال، سنوضح الأنواع الرئيسية الثلاثة لما يراه النائم في منامه.
الرؤى الصادقة
الرؤيا هي نوع من الأحلام التي يراها الإنسان في نومه، وتعتبر خير ما يراه النائم لأنها من الله عز وجل. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الرُّؤْيا مِنَ اللَّهِ”【١】، وأشار إلى أن الرؤيا الصالحة جزء من النبوة: “الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ”【٢】. وصف النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا بالحسن والصلاح والصدق والبشارة في العديد من الأحاديث، ويمكن تفسيرها وتأويلها، ولكن تحقق التأويل ووقته يبقى في علم الله تعالى【٣】. تتميز الرؤى بالعديد من الصفات، مثل الوضوح والصدق، حيث لا تحتوي على أمور غريبة، ويتذكرها صاحبها لفترة طويلة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الرؤيا الصادقة تتحقق كفلق الصبح، مما يدل على وضوحها【٤】. كما أن الرؤى الصادقة تكون مبشرة بالخير أو تحذيرية، وتحمل رسائل وتوجيهات للرائي. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إلَّا المُبَشِّراتُ، قالوا: وما المُبَشِّراتُ؟ قالَ: الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ”【٥】. قد يراها الإنسان أو تُرى له من غيره، وتكون عادة مصدر فرح وسرور【٦】.
أضغاث الأحلام
تُطلق أضغاث الأحلام على ما يراه النائم ويكون مصدره من الشيطان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ”【١】. غالبًا ما تكون هذه الأحلام تهدف إلى تخويف النائم وإفزاعه أو بث القلق في نفسه【٧】. تتميز الأحلام بصفات مثل الغموض والعشوائية، وغالبًا ما تكون مليئة بالأمور الغريبة والمزعجة التي يكرهها النائم وتُسبب له الانزعاج【٨】.
حديث النفس
حديث النفس هو ما يحدث به الإنسان نفسه ويشغل تفكيره خلال النهار، فيراه في نومه. مثلاً، الطالب الذي يشغل فكره بالامتحانات قد يرى نفسه يدرس أو يحل الامتحان بصعوبة، أو قد يرى الشخص من يحب في منامه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الرُّؤيا ثلاثٌ، فَرؤيا حقٌّ، ورُؤيا يحدِّثُ الرَّجلُ بِها نفسَهُ، ورؤيا تحزين منَ الشَّيطان”【٩】【١٠】.
فائدة معرفة أنواع الأحلام
رؤية الإنسان في منامه لا تستدعي اتخاذ قرار مصيري في الواقع، ولا ينبغي أن يرهن حياته بما يراه من الأحلام【١١】. ومع ذلك، هناك فوائد لمعرفة أنواع الأحلام، منها【١٢】:
- معرفة الرؤيا: إذا عرف الرائي أن ما رآه رؤيا، فهذا يدعوه إلى التفاؤل والطمأنينة، خاصة إذا كانت مبشرة بالخير. يسنّ أن يستبشر بها ويفعل ما أوصى به النبي الكريم: “إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها”【١٣】.
- معرفة الحلم: إذا عرف الرائي أن ما رآه في منامه حلم من الشيطان، فهذا يدعوه إلى اتباع وصايا النبي الكريم لتجنب الضرر، مثل الاستعاذة بالله من شر الرؤيا والشيطان، وعدم إخبار أحد بها.
- معرفة حديث النفس: عند معرفة أن المنام كان نتيجة حديث النفس، يدعو صاحبه إلى التفكير بإيجابية وتسليم الأمر لله، خاصةً إذا كان يفكر كثيرًا في تلك الفترة. ما يراه النائم بسبب التفكير وحديث النفس ليس له تأويل ولا يُعوّل عليه.