محتويات
سبب تسمية بيونغ يانغ
تعتبر بيونغ يانغ، العاصمة الرسمية لكوريا الشمالية، واحدة من المدن ذات التاريخ العريق والملئ بالأسرار. اسم “بيونغ يانغ” يأتي من اللغة الكورية ويعني “الأرض الواسعة” أو “السهل الواسع”، وهذا يعكس الطبيعة الجغرافية للمدينة. تاريخياً، كانت المدينة تعرف أيضاً باسم “الصفصاف” بسبب وفرة أشجار الصفصاف في المنطقة، وهو ما يدل على العلاقة الوثيقة بين المدينة والطبيعة التي أحاطت بها. بالإضافة إلى ذلك، أطلق على بيونغ يانغ لقب “أورشليم الشرق” في وقت ما نظراً لوجود عدد كبير من الكنائس القديمة فيها، مما منح المدينة مكانة خاصة لدى المسيحيين في الماضي.
جغرافية بيونغ يانغ
تقع مدينة بيونغ يانغ في الشمال الغربي من كوريا الشمالية، وتحديداً في قلب حوض تايجونغ، مما يجعلها محاطة بالسهول في الغرب. تشتهر بيونغ يانغ بارتفاع أراضيها الذي يبلغ حوالي 84 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتعتبر أراضيها الزراعية من أهم مميزات المدينة. تلعب الزراعة دوراً محورياً في اقتصاد المدينة، حيث يتم زراعة الأرز بكثرة بجانب الفواكه والخضروات، وهو ما يعكس أهمية القطاع الزراعي في بيونغ يانغ وتأثيره على الدخل القومي.
مناخ بيونغ يانغ
تتمتع بيونغ يانغ بمناخ مميز يمتاز بالبرودة في الشتاء والاعتدال في الصيف. درجة الحرارة المتوسطة على مدار العام تقدر بـ10.2 درجة مئوية. في فصل الشتاء، قد تصل درجات الحرارة إلى 5.9 درجة مئوية تحت الصفر، خاصة في شهر يناير. أما في الصيف، فتصل درجات الحرارة إلى 24 درجة مئوية في أغسطس. الأمطار في بيونغ يانغ عادة ما تكون خفيفة، مما يضيف إلى الهدوء النسبي للطقس في المدينة.
تاريخ بيونغ يانغ
تتمتع بيونغ يانغ بتاريخ طويل ومعقد، حيث كانت عاصمة أسرة تانجون الأسطورية منذ حوالي 2333 عام قبل الميلاد. تأسست المدينة عام 1122 قبل الميلاد، ولكن المعلومات الدقيقة حولها في تلك الفترة غير متوافرة بشكل كامل. تاريخ تسجيل المدينة يعود إلى 108 قبل الميلاد، حين تم إنشاء مستعمرة تجارية صينية بالقرب منها. خلال العصور المختلفة، شهدت بيونغ يانغ تحصيناً في عام 427 ميلادي، ثم تعرضت للاحتلال من قبل الصين في عام 668 ميلادي، ولكنها استعيدت من قبل الكوريين في عام 918 ميلادي. في عام 1392 ميلادي، سقطت المدينة مرة أخرى في يد اليابانيين، واستمرت تحت الاحتلال حتى القرن السادس عشر، حيث أصبحت مركزاً هاماً للمسيحيين وُبنيت فيها العديد من الكنائس. بعد تعرض المدينة للتدمير على يد المانشو، استولت عليها الولايات المتحدة في عام 1953، ولكن تم إعادة بنائها لاحقاً بالتعاون مع الصين والاتحاد السوفيتي.
معالم سياحية في بيونغ يانغ
تعد بيونغ يانغ وجهة سياحية مميزة، حيث تحتوي على مجموعة من المعالم السياحية البارزة التي تجذب الزوار. من بين هذه المعالم:
- القرية التراثية الكورية: تعتبر من أبرز المعالم السياحية التي تعكس التقاليد والعادات الكورية الشمالية. يمكن للزوار هنا ارتداء الملابس التقليدية والتعرف على التاريخ الثقافي للمدينة.
- مسرح موران بونغ: يُعد من أبرز الأماكن التي يقضي فيها السكان المحليون عطلاتهم الأسبوعية للاستمتاع بالهدوء والمناظر الطبيعية الخلابة.
- معرض الصداقة الدولي: يُعرض فيه العديد من الهدايا التي قدمها حكام كوريا الشمالية، بما في ذلك هدايا قماشية وعربة قطار وتمثال شمع كبير لقائد الدولة.
- نصب مانسو هيل الكبير: يتضمن تماثيل برونزية لزعماء كوريا الشمالية، ويبلغ ارتفاعه 20 مترًا، ويحتوي على منحوتات تعبر عن النضال ضد الاستعمار الياباني.
- جبال تشانغباي: تعد وجهة رائعة للتسلق والمشي لمسافات طويلة، حيث ترتفع الجبال إلى نحو 2691 متر فوق مستوى سطح البحر، وتحتوي على بحيرة كبيرة تُعرف باسم تيانشي.
- قوس النصر: يتميز بارتفاعه الذي يصل إلى 60 مترًا، وهو مصنوع من الجرانيت الأبيض ومزخرف بالمنحوتات والنقوش البرونزية. تم تشييده لإحياء ذكرى المقاومة الكورية ضد الاحتلال الياباني.
الحكم في كوريا الشمالية
تُعرف كوريا الشمالية بنظامها الديكتاتوري الذي يتميز بصلاحيات واسعة للحاكم، مما يمنح السلطة القوية لرئيس الدولة. يُظهر النظام للعلن مظهرًا من الديمقراطية، لكن في الواقع، السلطة مركزة بيد الحاكم والنظام الحاكم. تفرض الدولة مجموعة من القوانين الصارمة التي تشمل ملابس معينة وأنشطة يومية، مما يجعل الحياة في كوريا الشمالية تخضع لرقابة شديدة.
أغرب 8 ممنوعات في كوريا الشمالية
تتميز كوريا الشمالية بعدد من الممنوعات الغريبة التي تشمل:
- الجينز الأزرق: يُمنع المواطنون من ارتداء البنطلونات الجينز الزرقاء. في حالة وجودهم في أماكن معينة، قد يُطلب منهم تغيير ملابسهم.
- الإنترنت: لا يتوفر الإنترنت العام في كوريا الشمالية، حيث يُسمح فقط للنخبة باستخدامه. توجد حوالي 5500 صفحة ويب فقط، ويتم منع الوصول إلى المواقع الأجنبية.
- السيارات: لا يمتلك المواطنون سيارات خاصة إلا الأثرياء والمعروفين، والدراجات الهوائية غالية جداً.
- تسريحات الشعر: يتم منع تسريحات الشعر الحديثة، ويُسمح فقط ببعض القصات المعتمدة التي تُعرض في الصور.
- الماء الساخن: لا توجد سخانات مياه، ويمكن استخدام الحمامات البخارية العامة فقط.
- الكوكا كولا: يُحظر بيع وشرب الكوكا كولا في كوريا الشمالية.
- الزيارات: يُمنع السفر إلى الخارج لأغراض السياحة، ويجب على المواطنين الحصول على تصريح خاص لزيارة الأقارب في مدن أخرى.
- التواصل مع الأجانب: يُمنع المواطنون من التصوير مع الأجانب، وتتم مراقبة الأجانب عن كثب، مما يمنعهم من التحرك بحرية.
سكان بيونغ يانغ
تُعتبر بيونغ يانغ أكبر مدينة في كوريا الشمالية من حيث عدد السكان، حيث يتراوح عدد السكان بين مليوني إلى ثلاثة ملايين نسمة. المدينة تشهد نشاطاً حضرياً مكثفاً وتعكس التفاعل بين النمو السكاني والتطورات الحضرية.
التقسيمات الإدارية في بيونغ يانغ
تُقسم بيونغ يانغ إدارياً إلى عدة مناطق تحت إشراف الحكومة المركزية، من بينها:
- ريوكيو (Ryokyo): منطقة تضم المرافق الحكومية والسفارات الأجنبية.
- تايدونغغانغ (Taedonggang): تقع على ضفاف نهر تايدونغ وتضم مناطق سكنية وصناعية.
- مانغيونداي (Mangyongdae): تعتبر مكان ميلاد كيم إيل سونغ وتحتوي على متحف ومعالم سياحية.
- سونان (Sosong): منطقة سكنية وصناعية.
- مورانبونغ (Moranbong): تحتوي على العديد من المرافق الحكومية والتعليمية.
ثقافة بيونغ يانغ
ثقافة بيونغ يانغ تتميز بالتزام صارم بالسياسات الحكومية والرقابة الشديدة، وتتضمن:
- الفنون والثقافة الشعبية: تشمل الفن والموسيقى والرقصات التقليدية، ومن أبرز الفعاليات الثقافية “موزيكو”.
- المهرجانات والأحداث الثقافية: تُقام مهرجانات أفلام ومعارض فنية على مدار العام.
- المعالم الثقافية: تضم المدينة متحف كوريا الشمالية الوطني ومتحف مانجيونداي لتاريخ الثورة ومنزل كيم إيل سونغ.
- الألعاب الرياضية: تحظى الرياضة بشعبية كبيرة، حيث تُقام مسابقات رياضية محلية ودولية.
- المأكولات: تشمل الأطعمة الكورية الشمالية الأساسية الأرز واللحوم والخضروات، ويُعتبر الكيمتشي من الأطباق الرئيسية.
- اللباس التقليدي: يُفضل ارتداء الزي الكوري التقليدي “هانبوك” في المناسبات الرسمية.
- الإعلام والفنون الأدائية: وسائل الإعلام خاضعة للرقابة، والفنون غالباً ما تكون موجهة لترويج الرسائل السياسية.