محتويات
نبذة عن منارة جام
تقع منارة جام في ولاية غور بغرب أفغانستان، وهي بناء مرتفع ومنفرد في وادٍ وعر بين الجبال الشامخة. يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي خلال فترة حكم الغوريين، الذين يُعتقد أنهم بنوا المئذنة. رغم قِدمها، فإنها محفوظة بشكل جيد وتعتبر من أهم المعالم الأثرية في المنطقة، حيث وضعتها منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
تتميز المئذنة بزخارفها الجميلة وهندستها المعمارية الدقيقة، مما يجعلها أجمل مبنى أثري في غرب أفغانستان وثاني أعلى مبنى أثري في وسط آسيا والعالم. ومع ذلك، فإن موقعها النائي يجعل الوصول إليها صعباً، لكن هذا لم يمنعها من أن تكون مقصداً لمحبي الآثار التاريخية.
تفاصيل عن منارة جام
- اسم البناء: مئذنة جام
- نوع البناء: مبنى أثري قديم
- الدولة: أفغانستان
- الموقع: 9GW8+H96، دازام
- التقييم: 4.5
- سنة البناء: 1190 ميلادية
- أرقام التواصل: 989036822392+
سبب بناء مئذنة جام
تعتبر مئذنة جام واحدة من حوالي 60 مئذنة بُنيت بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر في آسيا الوسطى، إيران، وأفغانستان، احتفالاً بالانتصارات الإسلامية. يُعتقد أن المئذنة بُنيت احتفالاً بانتصار السلطان الغوري “غياث الدين” على الغزنويين في لاهور سنة 1186 ميلادية. كما يعتقد عالم الآثار “بيندر ويلسون” أن بناء المئذنة كان احتفالاً بانتشار الإسلام في شمال الهند بانتصار السلطان “معز الدين” على الملك الهندي “بريثفيراج شوهان”. النقوش الموجودة على المئذنة تؤكد أن الغوريين هم من بنوها، على الأرجح بأمر من السلطان “غياث الدين”.
تاريخ مئذنة جام
كشفت الدراسات أن المئذنة بُنيت سنة 1190 ميلادية بأمر من السلطان “غياث الدين الغوري”. لم تكن المئذنة البناء الوحيد في المنطقة، فقد تم اكتشاف 8 مجموعات من الأنقاض حولها، تشمل قصر تاريخي، مبانٍ وقلاع عسكرية وتحصينية، جرار فخارية، أبراج ومستوطنات على ضفاف الأنهار، وبعض المقابر اليهودية. تم تدمير المسجد الموجود بالمنطقة بواسطة فيضان قديم، ويُعتقد أن المكان كان مدينة متكاملة تعود للغوريين، وربما تكون مدينة “فيروزكوه” المفقودة، عاصمة الإمبراطورية الغورية. باستخدام الأقمار الصناعية وخرائط جوجل، تم تقدير مساحة المدينة بحوالي 19.5 هكتار.
تدمير المدينة وصمود المئذنة
توفي السلطان “غياث الدين” عام 1202، مما أدى إلى إضعاف الإمبراطورية الغورية وجعلها عرضة للهجمات. في عام 1222، دمر المغول المدينة، ولكن مئذنة جام ظلت صامدة رغم التهديدات على مر القرون. بقت المدينة مهجورة ولم تُعرف المئذنة خارج أفغانستان حتى اكتُشفت عام 1886.
بدأ الاهتمام الدولي بالمئذنة عام 1957 عندما بدأت الدراسات حولها. بالرغم من جهود الترميم التي بدأت، توقفت هذه الجهود عام 1979 بعد الاحتلال السوفيتي. في عام 2012، أجرت منظمة اليونسكو مسحاً ثلاثي الأبعاد للمئذنة أملاً في إعادة الإعمار مستقبلاً. في عام 2020، أدرجت منظمة “ICESCO” المئذنة ضمن مواقع التراث الثقافي للعالم الإسلامي، كأول موقع تراثي ثقافي في أفغانستان يتم إدراجه.
وصف مئذنة جام
تقع المئذنة بمحاذاة نهري جام وهاري، مما يضفي جمالاً إضافياً على الموقع. ترتكز المئذنة على قاعدة ثُمانية الأضلاع، ويزيد ارتفاعها عن 65 متراً، بقطر يبلغ 9 أمتار. المئذنة مصنوعة من الطوب الحراري ومزينة بالزخارف المصنوعة من الآجر والجص والبلاط المُزجج.
تغطي الأشرطة الزخرفية المئذنة بأكملها وتشمل مجموعة من الخطوط العربية مثل الخط الكوفي والنسخ، بالإضافة إلى الأنماط الهندسية وآيات قرآنية.
تفاصيل الزخارف:
- الشريط الأول: يتكون من شهادة الإسلام.
- الشريط الثاني: يحمل الآية 13 من سورة الصف.
- النقوش الزرقاء: تحت الشريط الثاني تحمل ألقاب السلطان “غياث الدين”.
- في منتصف المئذنة: توجد نقوش تحمل سورة مريم.
كان البناء يحتوي على شرفتين خشبيتين للمراقبة ومصباح كبير في قمة المئذنة. يمكن تسلق المئذنة من الداخل عبر درجين يلتفان حول بعضهما البعض. ينتهي الدرج الأول عند غرفة تطل على التقاء نهري جام وهاري، بينما يمكن الاستمرار في تسلق الدرج الثاني للوصول إلى قمة المئذنة، ولكن يجب أخذ الحذر أثناء التسلق.
تأثير مئذنة جام
كان لشكل المئذنة تأثير كبير في نشر العمارة والزخرفة الإسلامية في أنحاء آسيا، حيث تشبه “مآذن غزنة” كثيراً مئذنة جام.
موقع مئذنة جام
تقع مئذنة جام في موقع شبه معزول وسط الجبال الشامخة، تحديداً في مقاطعة “شهراك”، بالقرب من قرية “جام” التابعة لمدينة “دازام”، في ولاية غور بغرب أفغانستان. يعتبر الوصول إلى الموقع تحدياً نظراً لصعوبة التضاريس ونقص الخدمات الأساسية مثل الفنادق والمطاعم، مما يستلزم تزويد الزوار بالطعام والشراب قبل الرحلة. ومع ذلك، فإن جمال الطبيعة المحيطة بالمئذنة من أنهار جارية وجبال شامخة يعوض عن عناء الوصول إليها.
التهديدات التي تواجه مئذنة جام
صمدت مئذنة جام لمدة ثمانية قرون، لكنها تعرضت للعديد من التهديدات التي لا تزال تواجهها، ومنها:
- التآكل بسبب المياه: قرب المئذنة من نهري هاري وجام يجعلها عرضة للتآكل الشديد.
- الزلازل: المنطقة معروفة بنشاطها الزلزالي، وكان آخر زلزال في يناير 2022 مما تسبب في تساقط بعض الحجارة من المئذنة.
- الاشتباكات المسلحة: الاشتباكات التي كانت تحدث في المنطقة قد تسببت في أضرار إضافية.
- النهب: النهب المستمر للآثار من قبل اللصوص ساهم في تدهور حالة المئذنة.
- الإهمال: لعدة سنوات، كانت المئذنة مهملة، مما أدى إلى تدهورها بشكل أكبر.
بسبب هذه التهديدات، اعتبرتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة الآثار المعرضة للخطر، وأقرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” في عام 2002 أن المئذنة على وشك الانهيار.
كيفية الوصول الى مئذنة جام