محتويات
الالتهاب السحائي
الالتهاب السحائي هو حالة طبية طارئة تتمثل في التهاب الأنسجة التي تغلف الدماغ والنخاع الشوكي، والمعروفة باسم السحايا. يُعتبر هذا الالتهاب من الأمراض الحادة التي تحتاج إلى تدخل طبي سريع نظرًا لقربها من الدماغ والحبل الشوكي، مما يجعلها خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تُعالج بشكل فوري. سأوضح في هذا المقال أسباب الالتهاب السحائي، أعراضه، طرق التشخيص والعلاج، وكذلك الوقاية منه.
أسباب الالتهاب السحائي
الالتهاب السحائي يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة أسباب، بما في ذلك:
- العدوى الفيروسية:
- فيروسات: هناك العديد من الفيروسات التي قد تسبب التهاب السحايا، مثل فيروس النكاف، فيروس الهربس البسيط، فيروس الإيدز، وفيروس غرب النيل. الفيروسات هي السبب الأكثر شيوعًا للالتهاب السحائي، وعادةً ما تكون الأعراض أقل حدة مقارنة بالأنواع البكتيرية.
- العدوى البكتيرية:
- بكتيريا المكورات السحائية: تسبب التهاب السحايا المكورات السحائية، وقد تكون مصحوبة بطفح جلدي مميز. يمكن أن تكون عدوى خطيرة تؤدي إلى مضاعفات كبيرة إذا لم تُعالج بسرعة.
- بكتيريا المستديمة النزلية (Haemophilus influenzae): خاصةً من النوع ب، وهو من الأسباب الشائعة لالتهاب السحايا لدى الأطفال.
- بكتيريا المكورات الرئوية: تعتبر من الأسباب الشائعة أيضًا لالتهاب السحايا، وتؤثر بشكل رئيسي على الأطفال والبالغين.
- العدوى الفطرية:
- يمكن لبعض الفطريات أن تسبب التهاب السحايا، خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى الإيدز.
- الكائنات الحية الدقيقة الأخرى:
- بعض الطفيليات قد تسبب التهاب السحايا، ولكنها أقل شيوعًا.
- الأدوية:
- في حالات نادرة، قد تكون بعض الأدوية سببًا في حدوث التهاب السحايا، لكن هذا ليس شائعًا.
الأعراض
تتفاوت أعراض الالتهاب السحائي حسب السبب وشدة الحالة، لكن الأعراض الشائعة تشمل:
- الصداع: يعتبر من الأعراض الرئيسية وقد يكون شديدًا.
- تيبس الرقبة: صعوبة في تحريك الرقبة والآلام المرتبطة بها.
- الحمى: ارتفاع درجة الحرارة.
- الارتباك أو اضطراب الوعي: قد يظهر الشخص مشوشًا أو غير قادر على التركيز.
- القيء: قد يصاحب الالتهاب السحائي الغثيان والقيء.
- عدم تحمل الضوء: حساسية للضوء الساطع، يُعرف بظهور حالة “الرهاب من الضوء”.
- الانزعاج من الصوت: بعض المرضى يعانون من حساسية مفرطة للأصوات.
- طفح جلدي: في بعض الحالات، قد يظهر طفح جلدي، خاصةً في التهاب السحايا المكورات السحائية.
عند الأطفال، قد تكون الأعراض غير محددة مثل التهيج، والخمول، وارتفاع درجة الحرارة، وأحيانًا قد يظهرون طفح جلدي.
التشخيص
يتم تشخيص التهاب السحايا بشكل رئيسي من خلال:
- البذل القطني: هو اختبار حاسم لتشخيص الالتهاب السحائي. يتم إدخال إبرة في القناة الشوكية للحصول على عينة من السائل الدماغي النخاعي، الذي يحيط بالدماغ والنخاع الشوكي. يتم تحليل هذا السائل لتحديد وجود التهاب وتحديد سببه (فيروس، بكتيريا، فطر، إلخ).
- التحاليل الأخرى: قد تشمل اختبارات الدم، فحوصات التصوير مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتحديد أي تغيرات في الدماغ.
العلاج
العلاج يعتمد على سبب الالتهاب ويشمل:
- المضادات الحيوية: في حالة الالتهاب السحائي البكتيري، تكون المضادات الحيوية هي العلاج الرئيسي، ويجب أن تُعطى في أقرب وقت ممكن.
- الأدوية المضادة للفيروسات: إذا كان الالتهاب ناتجًا عن فيروس، قد تُستخدم أدوية مضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير.
- الكورتيكوستيرويدات: يمكن استخدامها للحد من الالتهاب وتقليل مضاعفاته، خاصةً في حالات الالتهاب السحائي البكتيري.
المضاعفات والوقاية
المضاعفات:
- يمكن أن يتسبب التهاب السحايا في مضاعفات طويلة الأمد مثل الصرع، استسقاء الرأس (تراكم السائل في الدماغ)، والضعف الإدراكي.
الوقاية:
- التطعيمات: يمكن الوقاية من بعض أنواع التهاب السحايا من خلال التحصين. تشمل التطعيمات ضد المكورات السحائية، المستديمة النزلية من النوع ب، المكورات الرئوية، وفيروس النكاف.
أسباب مرض الالتهاب السحائي
الالتهاب السحائي هو حالة خطيرة تصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، وغالباً ما يحدث بسبب عدوى جرثومية. تتعدد أنواع العدوى التي يمكن أن تسبب هذا المرض، وأغلبها عدوى فيروسية، كما يمكن أن تسببه البكتيريا والفطريات والطفيليات.
أسباب الالتهاب السحائي:
- عدوى جرثومية:
- بكتيرية: تسببها أنواع مختلفة من البكتيريا مثل:
- نيْسيريا مينينغيتيدس: تسبب التهاب السحايا السحائي.
- ستريبتوكوكوس نيومونيا: تسبب التهاب السحايا الجرثومي.
- ليستيريا مونوسيتوجينس: تسبب التهاب السحايا الجرثومي في بعض الحالات.
- فيروسية: وهي الأكثر شيوعاً، ومن الفيروسات التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا:
- الفيروسات المعوية: مثل فيروس كوكساكي وفيروس إيكو.
- الفيروسات الهربسية: مثل فيروس الهربس البسيط.
- الفيروسات المنقولة عن طريق البعوض: مثل فيروس غرب النيل.
- فطرية: نادرة الحدوث ولكنها يمكن أن تصيب الأفراد ذوي المناعة الضعيفة.
- طفيليات: نادرة ولكن ممكنة، مثل الطفيليات التي تسبب الملاريا والأميبا.
- بكتيرية: تسببها أنواع مختلفة من البكتيريا مثل:
- أسباب غير معدية:
- التهاب السحايا العقيم: يشير إلى حالات التهاب السحايا التي لا يمكن إثبات العدوى البكتيرية فيها. غالباً ما يكون ناتجاً عن:
- عدوى فيروسية: عندما يتم السيطرة على العدوى البكتيرية جزئياً.
- عدوى بكتيرية جزئية: مثل حالات التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الشغاف (عدوى صمامات القلب) التي قد تنتشر منها كميات صغيرة من البكتيريا عبر مجرى الدم وتسبب التهاب السحايا.
- بكتيريا معينة: مثل سبيرولينا وPallidum (التي تسبب مرض الزهري) وBorrelia burgdorferi (التي تسبب مرض لايم).
- التهاب السحايا الأميبي: يمكن أن تسببه الأميبا التي تعيش في المياه العذبة.
- التهاب السحايا العقيم: يشير إلى حالات التهاب السحايا التي لا يمكن إثبات العدوى البكتيرية فيها. غالباً ما يكون ناتجاً عن:
التشخيص والعلاج المبكر لالتهاب السحايا مهم جداً لمنع المضاعفات الخطيرة التي قد تهدد الحياة. من الضروري استشارة الطبيب فوراً عند ظهور أعراض مثل الصداع الشديد، الحمى، تصلب الرقبة، والارتباك.
المسببات البكتيرية للمرض
الأطفال الخدج وحديثي الولادة
أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا في إصابة الأطفال الخدج وحديثي الولادة أقل من ثلاثة أشهر هي المكورات العقدية من المجموعة ب، وخاصة المجموعة الفرعية الثالثة من هذه المجموعة. تعيش هذه البكتيريا عادةً بشكل طبيعي في المهبل، وغالبًا ما تكون أحد مسببات الأمراض في الأسبوع الأول من الولادة. بالإضافة إلى ذلك، تعيش بعض البكتيريا في الجهاز الهضمي مثل الإشريكية القولونية (التي تحمل مستضد K1) والتي يمكن أن تصيب حديثي الولادة بالتهابات خطيرة. ومن البكتيريا الأخرى التي يمكن أن تصيب حديثي الولادة الليسترية المستوحدة (النمط المصلي 4 ب).
الأطفال الأكبر سنًا
في الأطفال الأكبر من حديثي الولادة بقليل، تصبح النيسرية السحائية (المكورات السحائية) أكثر انتشارًا، وكذلك العقدية الرئوية (الأنماط المصلية 6 و9 و14 و18 و23). الأطفال في سن الخامسة غالبًا ما يصابون بالإنفلونزا ب المستديمة في البلدان التي لا تطبق برامج التلقيح ضد هذا المرض.
البالغين
في البالغين، غالبًا ما تسبب النيسرية السحائية والمكورات الرئوية حوالي 80٪ من حالات التهاب السحايا الجرثومي. الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا يكون لديهم مخاطر أكبر للإصابة بهذا المرض. التهاب السحايا السلي، الذي تسببه المنفطرة السلية، يكون أكثر انتشارًا بين الأشخاص في البلدان التي يتوطن فيها مرض السل، وأيضًا بين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مناعية مثل الإيدز.
عوامل إضافية
التهاب السحايا الجرثومي المتكرر يمكن أن يحدث بسبب عيوب تشريحية خلقية أو مكتسبة أو بسبب اضطرابات في جهاز المناعة. السماح باستمرار العيوب التشريحية بين البيئة الخارجية والجهاز العصبي يكون أحد الأسباب الرئيسية لهذا النوع من الالتهاب، مع أن السبب الأكثر انتشارًا بين الأشخاص هو التهاب السحايا المتكرر الناتج عن كسر الجمجمة.
التأثيرات الإيجابية للتلقيح
إدخال لقاح التهاب السحايا بالمكورات الرئوية قلل بشكل كبير من حالات التهاب السحايا بالمكورات الرئوية عند الأطفال والبالغين، مما ساهم في خفض نسبة الإصابة بهذا المرض بشكل عام.
أنواع التهاب السحائي
1- التهاب السحائي الفيروسي
عادة ما يكون التهاب السحايا الفيروسي خفيفًا ويمكن أن يُشفى دون الحاجة إلى زيارة الطبيب. في الولايات المتحدة، تُعزى معظم حالات التهاب السحايا الفيروسي إلى مجموعة من الميكروبات تُسمى الفيروسات المعوية، التي تنتشر بشكل رئيسي في نهاية الصيف وبداية الخريف. من الأمثلة على هذه الفيروسات:
- فيروس الهربس البسيط
- فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)
- فيروس النكاف
- وغيرها من الفيروسات
2- التهاب السحائي المزمن
ينتج التهاب السحايا المزمن عن كائنات بطيئة النمو، مثل الفطريات، التي تهاجم الأغشية والسوائل المحيطة بالدماغ. يمكن أن يستغرق ظهور التهاب السحايا المزمن فترة تصل إلى خمسة عشر يومًا أو أكثر. تتشابه أعراض التهاب السحايا المزمن مع أعراض الأنواع الأخرى، وتشمل:
- الصداع
- القيء المستمر
- الضباب العقلي
- الحمى
3- التهاب السحائي الفطري
التهاب السحايا الفطري هو حالة نادرة نسبيًا، لكنه يمكن أن يسبب التهابًا حادًا في السحايا. على غرار التهاب السحايا الجرثومي المزمن، لا يمكن انتقال التهاب السحايا الفطري من شخص لآخر. يُعد التهاب السحايا بالمكورات الخفية (Cryptococcal meningitis) أحد الأشكال الشائعة لالتهاب السحايا الفطري، ويصيب بشكل رئيسي الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة. إذا لم يُعالج هذا النوع بأدوية مضادة للفطريات قوية، يمكن أن يكون مهددًا للحياة.
عوامل الخطورة
- نقص اللقاحات: إذا لم يتم استكمال جدول التطعيم الموصى به في مرحلة الطفولة أو البلوغ، فإن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالتهاب السحايا.
- العمر: معظم حالات التهاب السحايا تحدث بين الأطفال دون سن الخامسة. كما أن التهاب السحايا الجرثومي أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً.
- العيش في بيئة مجتمعية: الأشخاص الذين يعيشون في المهاجع، القواعد العسكرية، طلاب الجامعات، والأطفال في المدارس الداخلية ومرافق رعاية الأطفال، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا بسبب الانتشار السريع للبكتيريا عن طريق التنفس في هذه البيئات الكبيرة.
- الحمل: يزيد الحمل من خطر الإصابة بعدوى الليستريات التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا. كما أن داء الليستريات يزيد من خطر الإجهاض، ولادة جنين ميت، أو الولادة المبكرة.
- ضعف المناعة: الأشخاص الذين يعانون من الإيدز، إدمان الكحول، السكري، استخدام الأدوية المثبطة للمناعة، أو غيرها من الحالات التي تؤثر على جهاز المناعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا. استئصال الطحال يزيد من خطر الإصابة، لذا يجب تطعيم الأشخاص الذين يخضعون لهذا الإجراء للحد من هذا الخطر.
أعراض الالتهاب السحائي عند الأطفال
أعراض التهاب السحايا عند الأطفال قد تكون مشابهة لأعراض الإنفلونزا في بداياتها، ويمكن أن تستمر الأعراض لبضع ساعات أو أيام. وتشمل الأعراض التي قد تظهر لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين حمى شديدة ومفاجئة، تصلب الرقبة، وصداع شديد ومستمر يختلف عن الصداع العادي. كما قد يعانون من الغثيان أو القيء المستمر، وصعوبة في التركيز والإدراك، والشعور بالنعاس الدائم، وحساسية للضوء، وفقدان الشهية والعطش، وظهور طفح جلدي.
أما عند حديثي الولادة والرضع، فتظهر الأعراض من خلال ارتفاع غير طبيعي في درجة الحرارة، وبكاء مستمر، ونعاس مفرط أو أرق. كذلك قد يظهر خمول دائم وسوء تغذية وعدم رغبة في تناول الطعام، بالإضافة إلى ظهور كتلة ناعمة في الجزء العلوي من رأس الطفل (اليافوخ)، وتصلب جسم وعنق الطفل.
الوقاية من الإصابة بالالتهاب السحائي
تعتبر النظافة الشخصية من أهم وسائل الوقاية من الإصابة بالالتهاب السحائي. غسل اليدين بانتظام وبعناية يساهم في القضاء على البكتيريا والفيروسات المحتملة على اليدين. لذا، يجب تعليم الأطفال غسل أيديهم بشكل متكرر طوال اليوم، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام، وأيضًا عند العودة إلى المنزل بعد التواجد في الأماكن العامة أو المزدحمة أو بعد مداعبة الحيوانات. من المهم أن يتعلم الأطفال كيفية غسل وشطف أيديهم بطريقة صحيحة وشاملة.
بالإضافة إلى ذلك، يُنصح باتباع عادات صحية جيدة، مثل عدم مشاركة المشروبات أو الطعام أو أواني الأكل أو مستحضرات الشفاه أو فرش الأسنان أو فرش الشعر مع الآخرين. يجب تعليم الأطفال والمراهقين تجنب مشاركة هذه الأدوات الشخصية للحفاظ على صحتهم ومنع انتقال العدوى.